أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd November,2000العدد:10282الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,شعبان 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
د, محمد الكثيري
الإدارة لا تبدأ من المعاهد والجامعات
الإدارة في أبسط صورها هي اتخاذ قرار، والقرار يحتاج إلى معلومة، والمعلومة تتطلب بيئة قادرة على خلق الأفكار وتلاقحها، إن ذلك يعني ان الإدارة الناجحة تستلزم حوارا ناجحاً، وإذا لم يتوفر ذلك الحوار وتلك البيئة التي تساهم في التهيئة له كلما أدى ذلك في الغالب إلى اتخاذ قرار ضعيف وبالتالي بيئة إدارية ضعيفة.
إن غياب الحوار الناجح داخل المنشأة وضعف الآلية التي تحقق ذلك يؤديان إلى الحد من الاستفادة من آراء الآخرين داخلها واقتصار اتخاذ القرار والإدارة على رجل واحد يقف على قمة الهم داخل تلك المنشأة, إن ذلك يعني التفرد باتخاذ القرار والاعتماد فقط على ما يراه ذلك الواقف في موقع المسؤولية معتمداً على وجهة نظره ومن خبراته، وهو تفرد يقود إلى ضعف المعطيات التي يتخذ بناء عليها القرار بل وحرمان المنشأة من قدرات وخبرات العاملين بها.
إن المتأمل في حال مجتمعنا يجد أننا وبصفة عامة نعاني من ضعف في الحوار بل وفشل فيه في الكثير من الأحيان، فالرأي الأوحد هو الغالب كثيراً وتغييب الآخر ومصادرة حقه في إبداء ما لديه أشبه بالظاهرة, وهذا لا ينطبق فقط على الأفراد بل هو شائع في مؤسسات المجتمع المختلفة ابتداء من البيت ومروراً بالمدارس والجامعات وانتهاء بالأجهزة التي ينخرط فيها خريجو تلك المؤسسات التعليمية.
والمحصلة النهائية لكل ذلك هو اعتداد الجميع برأيه وعدم استعداده للتنازل عما يبديه من وجهة نظر أو قبول غيرها من الآراء التي قد تختلف عن وجهة نظره تلك , ومع الأسف الشديد إن هذا لا يقتصر على الممارسات الشخصية للأفراد بل هو يمتد لممارساتهم العلمية والرسمية ويمتد إلى مكاتبهم ويجلس معهم فوق مقاعدهم داخل تلك المكاتب, مما يجعل احدهم ينغلق على نفسه وآرائه التي تتآكل مع مرور الوقت، إذا لم يفتح صاحبها النوافذ ليتجدد الهواء الذي يحمل معلومات جديدة وآراء في الغالب تكون مختلفة عن آرائه.
إن ذلك يقودنا إلى القول أن المعاهد والكليات المتخصصة في تدريس الإدارة وتدريبها لن تستطيع وحدها إيجاد الجيل القادر على إدارة مؤسساتنا عامها وخاصها بالطريقة التي نطمح إليها، والتي تتمكن معها تلك المؤسسات من البقاء والمنافسة في ظل المتغيرات الدولية, إذ لابد من تغيير اجتماعي في طريقة التفكير والنظرة لفهم الأشياء والتعامل معها، مما يلقي عبئاً كبيراً على مدارس التعليم العام والمؤسسات الإعلامية فهذه المدارس والمؤسسات من خلال مناهجها وبرامجها أولى وأقدر على إحداث ذلك التغيير وبالتالي خلق مجتمع قادر على احترام الرأي الآخر ومدركا لأهمية ذلك الاحترام، مما يقود في النهاية إلى إيجاد جيل تتوفر لديه القاعدة الأساسية لممارسة الإدارة منهجا وأسلوباً ووعياً بطرق اتخاذ القرار ومعطياته التي تأتي المعلومة المرتكزة على حوار واع ومنفتح أهم منطلقاتها.
Kathiri@sol.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved