أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd November,2000العدد:10282الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

في الشأن التربوي
البديل عن الضرب
تتعدد النظريات التربوية في تربية الابناء والأسر والمجتمع وتتنوع تبعا لاتجاهات ومعتقدات منظرها ومتبنيها وتتفق تقريبا في تقسيم التربية الى جانب ايجابي كالتشجيع والتعزيز وجانب سلبي كالعقاب وقد عارضت التربية الحديثة الضرب بجميع صوره بسبب سوء استخدامه من اولياء الأمور وبعض القائمين على التربية والتعليم، ان من يسبر غور تعاليم الاسلام في التربية فانها وبشكل عام فردية او اجتماعية او اسرية يجد ان الجانب العقابي وهو الذي يهمنا وسنتحدث عنه يتركز على الحرمان والضرب في أضيق الحدود وبشروط وضوابط معروفة، فمثلا نرى ان الاحكام الشرعية العقابية تصدر على الجاني بسجنه حينا من الزمن مما يحرمه ويحد من حريته وتحركاته ومن لقاء الاحبة والاسرة ثم يأتي جلد الجاني كنوع من العقاب الجسدي والايلام النفسي لقاء ما تمتعت به اعضاء الجاني دون وجه حق ولنكون اكثر تخصيصا فان الضرب التأديبي الشرعي لا يكون الا بشروط منها ان لا يضرب ضربا مبرحا وألا يكون في مقتل وان يتجنب الضرب في الوجه فهو محرم وان يكون ضربه اقل من عشر اسواط وان لا يكون ضربه انتقاما لنفسه وفي غضب ومع ذلك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضرب بيده الشريفة احدا قط وقد قال صلى الله عليه وسلم مروا ابنائكم للصلاة لسبع واضربوه عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع او كما قال اذا الضرب مطلوب ولكن في اخطاء جسيمة لا يمكن التغاضي عنها منها امور العبادات والدين وللاسف فاننا نجد من الوالدين والاخوان والمعلمين من تتحدث يده قبل لسانه وفي امور دنيوية يمكن ان تعالج بطرق ووسائل كثيرة مثال ذلك التخلف الدراسي وعدم الحفظ او اداء الواجب والبديل في هذا الحرمان بمعنى ان تحرم الشخص المخطئ من الامتيازات التي يتمتع بها ويحبها ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هجر الناس المتخلفين من الصحابة عن غزوة تبوك ليس هذا وحسب فقد امرهم صلى الله عليه وسلم باعتزال زوجاتهم بل قد هجر صلى الله عليه وسلم زوجاته تأديبا لهن وقد امر الله سبحانه الازواج بهجر الزوجة الناشز قبل ضربها قال تعالى واللاتي تخافون نشوزهم فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ,وللأسف فان من الازواج والزوجات من فهم هذه الآية فهما خاطئا فهو يضرب زوجته على اي سبب وما علم هذا ان من الزوجات من قد تتجرأ على زوجها بالسب والشتم والضرب,, فوضع هذا الحل الاخير لهذا الصنف من النساء النادرات في المجتمع الاسلامي ولهذا فان طاعة المرأة لزوجها تلغي احقيته في استعمال ما ورد في الآية الكريمة وليعلم ان من تجرأ على زوجته بسب او شتم او اهانة او هجر او ضرب دون وجه حق فان الرسول صلى الله عليه وسلم قال اللهم اني احرج من الضعيفين : اليتيم والمرأة حديث حسن ومعنى أحرج ألحق الاثم بمن ضيع حقهما .
ان على المربي ان يستعمل الحرمان كبديل فاعل عن الضرب فيحرمه من مصروفه اليومي ومن متابعة افلام كرتون أو الالعاب الالكترونية ومن شراء شيء يرغبه ويحبه وحرمانه من اللعب مع اقرانه ومن التحدث اليه,.
اخيرا نخلص ان التربية الايجابية بما تشمله من هدايا وتعزيز معنوي ومادي وتشجيع افضل من التربية السلبية كالتأنيب اللفظي والحرمان والعقاب الجسدي وان الحرمان هو افضل وسائل التربية السلبية وان الضرب سلاح العاجزين والمستعجلين في ظهور النتائج.
روابي ابراهيم المبرز

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved