أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd November,2000العدد:10282الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

ليس الهدف إغلاق باب الفقراء
مع كثرة التسول وانتشار هذه الظاهرة خصوصاً مع حلول شهر رمضان المبارك هناك سؤال يطرح نفسه، وهو هل تسول هؤلاء عن حاجة ماسة دفعتهم لذلك, أم أنه وسيلة سريعة سهلة للاستيلاء على أموال الناس دون خوف عقوبة؟
أنا في الحقيقة أظن أن هناك نسبة من هؤلاء المتسولين دفعتهم الحاجة الشديدة وألجأهم الفقر المدقع لدفق ماء وجوههم لسد حاجاتهم وبث شكواهم لإخوانهم.
ولذا فالتوجيهات التي تصدر من المسؤولين بالدعوة لمكافحة التسول تهدف إلى أمرين:
الأول: منع بعض ضعاف النفوس الذين يسعون إلى أكل أموال الناس بالباطل من الوصول إلى أهدافهم الدنيئة والحيلولة دون استغلال طيبة المواطن ومبادرته إلى فعل الخير خصوصاً في هذا الشهر الكريم.
وعند مكاتب مكافحة التسول أسماء كثيرة ضبطت تتسول دون حاجة وهناك قضايا عندهم لا ينقضي منها العجب من التنكر والكذب والتمثل بصور المرضى والمعاقين وذوي العاهات لاستدرار عطف الناس وشفقتهم.
ولاشك أن القبض على هؤلاء ومحاسبتهم وحماية الناس منهم من الأعمال الفاضلة التي يشكر عليه كل مسؤول سواء كان صاحب قرار أو منفذاً له.
الثاني: الوقوف على صاحب الحاجة الشديدة من أبناء هذا البلد لتساهم الدولة في علاج مشكلته وتسعى لدفع فقره وهذا مناط بمكاتب مكافحة التسول الذين يعلمون أن هدف الدولة ليس منع الفقير المحتاج من بث حاجته وإقفال باب بيته عليه ليموت جوعاً والحيلولة بينه وبين إخوانه من أهل الجود والإحسان.
وليس الحل إحالته إلى جمعية البر الخيرية في بلده فهو أعلم الناس بها والجمعيات الخيرية برغم ما تقوم به من جهود جبارة إلا أنها لا تستطيع أن تفي بجميع حوائج الفقراء فهذه الأطعمة القليلة التي تعطى لهذا الفقير في فترات متباعدة لا تسد حاجته لمتطلبات الحياة المعاصرة من وسائل مواصلات ورسوم كهرباء وهاتف وأدوات مدرسية وملابس وغيرها من الحاجات الضرورية.
فالحل يكون بالاستعانة بجميع أجهزة الدولة لاجتثاث هذه المشكلة من جذورها بتوفير مصادر رزق ثابتة لهؤلاء المحتاجين خصوصاً أصحاب العوائل منهم ويكون أيضاً بشرح حالهم لأهل الإحسان وما أكثرهم في هذا البلد المعطاء.
وإنا لنظن بالمسؤولين بهذه المكاتب خيراً وهم أقدر من غيرهم على الوقوف على حوائج الفقراء فتكون الحلول جذرية مستقبلية لاسطحية وقتية.
وهذه ولاشك أهداف سامية نبيلة تجمع بين السعي لدفع الفقر عن المحتاجين وكشف ومحاربة حيل المخادعين.
د ,عبدالله بن محمد الرميان
جامعة أم القرى

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved