أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th November,2000العدد:10284الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,شعبان 1421

الثقافية

خاطرة
عندما يقابل العطاء بالجحود!!
دموعٌ يعانقها الضياء,, وعيون تتأمل أمواج البحر، وتغريد الطيور على الشجر,, في ذلك المكان الذي ساده اللحن الحزين، وودعته أفراحُ السنين، كانت تقبع تلك الإنسانة في منظر حزين,, تحركت له مشاعري، وانجذبت نحوه خطواتي، فاقتربت منها لأحداثها وعن حالها أسألها,, ولكنها أبت!
فقلتُ لها: أعلم أن دموعَكِ تحكي آهاتٍ حزينة,, وتبثّ آلاماً دفينة,, فرفعت بصرَها إليّ بنظرات حائرة وكأن حول جسدها تلتف قيود الأنام الظالمة! ثم قالت:سقيت روضة الحب من ماء الفؤاد,, وغرستُ فيها بذور الحنان فحصدتُ الجحود والنكران! كنتُ بحراً من العطاء وماذا جنيتُ سوى العناء!كنتُ روضة خضراء، على رمالها شجرة معطاء، هبتّ عليها ريح غبراء، فجفت بها ينابيع العطاء, عندها,, كم تعطشت لقطرة ماء صافية أروي بها قلبي الظمآن، وخيوط شمس دافئة تعيد لي الجمال,ولكن! لم أجد لحاجتي من معين, والآن ها أنا قد ضمدتُ جراحي ولكن نزيفها مازال في أعماقي! ثم تنهدت بآهات حزينة وكأنها تخرج بها آلامها الحبيسة,كانت كلماتها كنبال سهم تخترق فؤادي وهي تحدثني، حاولتُ أن أحيي الأمل بداخلها، وأعيد ينابيع العطاء إلى روافدها، فقالت: هل ينبع العطاء بعد أن نضب!وهل ينبض القلب بعد أن أوقفت نبضاته؟
عندها: قيدت تساؤلاتها كلماتي، واحتجرت داخل أسوار الصمت المعاني, وعادت هي لتتأمل أمواج البحر المتلاطمة وكأنها تصوّر صراع نفسها الحائرة, ثم انحدرت من عينها دمعة بللت بها الرمال، ونقشت عليها عبارة تفيض بالأشجان,, عبارة حفرتها في ذاكرتي أنامل الزمان وأبت أن تطوى في صفحة النسيان، عبارة نقشتها دمعة الحرمان وتحدثت بها مشاعرها قائلة:ما أصعب أن تزرع ورداً وتجني شوكاً!؟!
رفيقة القلم
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved