أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 27th November,2000العدد:10287الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,رمضان 1421

مقـالات

اضاءة
المرأة,, النصف أم الكل؟! (2)
شاكر سليمان شكوري*
والقول بأن المرأة هي المجتمع كله يعني أن تأثيرها سلباً وايجاباً ينسحب على المجتمع بكامله من خلال أثرها في الأسرة التي هي خلية الكيان الاجتماعي فهي وزيرة الاقتصاد المنزلي متى ما وازنت بين دخل الأسرة وصرفها وتدبرت أمور المستقبل وادخرت له استقام شأن الأسرة ومن ثم سفينة المجتمع، أما اذا ارهقت الرجل وغالت تجاري غيرها والناس في أرزاقهم يختلفون فإنها تدفع الزوج المسكين إما إلى مستنقع الاستدانة أو إلى الكسب الحرام وهما أمران احلاهما مر,, ورحم الله من قال ان كل تبذير وراءه حق مضيع، وهي وزيرة التربية والتعليم في بيتها اذا رعت الأبناء وتابعت دراستهم وسهرت على راحتهم نجحت في مهمتها وخرجت للمجتمع بأبناء يسدون ثغوره على الوجه الصحيح، وبذلك تستحق أن تكون الجنة تحت اقدامها,, ورحم الله العقاد الذي قال عن أمه انها المشد في البيت أي القائد والكلمة في الأصل تطلق على ذلك الذي يقود فريق البناء في مجال المعمار, أما إذا أنفقت المرأة وقتها في الزيارات والهواتف ورمت بمسؤولية البيت والأولاد على عاتق الشغالات فهذا هو المرض العضال الذي يفت في عضد الأسرة والمجتمع ويقطع أواصر العلاقات ويدفع الى المجتمع بأبناء مشوهي التربية عديمي الفائدة ان لم يصبحوا هم عبئاً على المجتمع.
وعن علاقة المرأة الخاصة بزوجها وأثرها في عاطفته وحياته يقول الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن.
حنون الليل وصوتك همسة الأشجان
حنون الليل يروي بالأمل عطشان
***
حنون الليل وانت تسمعي صمتي
تحسي بي,, تقاسي في تعذيبي
تشديني عن الأمواج
ترسيني على مينا
***
حنون الليل وانت الريح والساري
وصوتك في ليالينا هو الساري
وما أروع اختزال الشاعر هنا لهذه العلاقة الشفافة في هذا المبنى البسيط والمعنى الباذل البازخ,, انها الحياة.
وأكبر الآفات خطراً على هذه العلاقة ان تدب الغيرة الحمقاء فيها حتى ان تسترت بدعوى منتهى الحب,, وكم زلزلت الغيرة بيوتاً كانت ترفرف عليها رايات السعد والهناء.
فحين تذهب المرأة في هذا الأمر إلى أبعد مدى وتتلمس بخيال مريض لا أساس له في الواقع تدور المشاحنات والاتهامات وتتفلت السعادة من بين الأنامل الواهمة فتتقوض الأسر ويمضي كل في طريق مخلفين في الغالب ضحايا أبرياء لا ذنب لهم ولا جريرة فيما يدور بين عقالهم الكبار.
كيف تكون المرأة للرجل سكناً وهي تعد عليه أنفاسه، وتحصي عليه خطوه، وتفسر على هواها كلامه,, بل وصمته,, وتحاسبه بالحدس والتخمين؟!
سوف يتحول الرجل إلى سجين تكبله الظنون والأوهام,, وتموت فيه المشاعر,,وينشد الحرية كالعصفور حين ينفلت من القفص,, حتى وان كان من الذهب الخالص,, فما أجدر بالمرأة ان تعيد حساباتها دائماً وان تختار الايجابية لدورها حتى تصبح بحق الكل الفاعل في الحياة.
* وكيل إمارة منطقة عسير المساعد

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved