أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 27th November,2000العدد:10287الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,رمضان 1421

الثقافية

مؤسسة حمد الجاسر الثقافية بين الرعاية الوفاء ,,!!
سهم بن ضاوي الدعجاني *
ليس الوفاء في مجتمعنا حالة طارئة، بل هو بلا شك سمة متأصلة في المجتمع السعودي الذي اتخذ من الاسلام هوية ومنهاجاً، فنال التراث العربي الأصيل كل اهتمام وعناية من أبناء هذا الوطن المعطاء وفي مقدمتهم العلماء الأجلاء ومنهم علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله .
منذ وفاة شيخنا حمد الجاسر رحمه الله وشباب هذا الوطن الغالي في حالة انتظار وترقب، ولسان حالهم يقول: ماذا سيقدم المجتمع السعودي لعلامة الجزيرة بعد رحيله؟
بل سؤالهم الأكبر,, كيف سيكرمه هذا الوطن الذي قضى عمره كله في البحث والتنقيب عن كنوزه المعرفية وسهر لياليه في تأسيس قاعدة الصحافة السعودية في المنطقة الوسطى.
لم يطل الانتظار، فقد سعدنا بقراءة خبر عن ولادة مشروع ثقافي لتكريم علامة الجزيرة، نشرته صحافتنا المحلية، عندما رحب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض صديق الصحافيين ومحب المثقفين بفكرة تكريم الجاسر والعمل على استمرار عطاءاته الفكرية والاستفادة منها، مؤكدا رعاه الله أن عادة هذا الوطن قيادة وشعبا تقدير كل من يخدم ويبذل من أجله، وبهذه المناسبة الوفائية في مجتمع الوفاء والمحبة واستجابة لرغبة اللجنة التأسيسية لمشروع تكريم الشيخ حمد الجاسر برئاسة معالي الدكتور ابراهيم العواجي شاعر الوطن لذا أتقدم بهذه الاشارات على طريق تكريم صوت الأرض.
** تحقيق حلم الجاسر الكبير، الذي طالب به كثيراً وكثيراً لكنه لم يسعد برؤيته في حياته، فلعله يتحقق بعد مماته تقديراً لدوره الرائد في نصرة الفصحى في مهدها ومنبت جذورها جزيرة العرب.
ذلك الحلم الكبير يلخصه الراحل في قوله: طالبت بانشاء مجمع علمي لايختص باللغة وحدها، وانما يعنى بجمع تراث الأمة، ونشر النافع منه، ويعنى بالحفاظ على اللغة العربية ليشارك المجامع الأخرى في البلاد العربية .
فمتى يتحقق حلم الجاسر الكبير؟ هل؟
** مجلة العرب تلك اليتيمة بعد رحيل والدها وراعيها الأول خلعت أثواب اليتم منذ أن طوقها تلاميذ الشيخ بوفائهم وحبهم فأصدروا العدد الأول بعد رحيله الشهر الماضي هذه المجلة الرصينة يأمل كثير من طلاب العلم والباحثين والدارسين لتراث العرب ان تستمر في الصدور، ولكن هل ستكون بالمستوى الذي كانت عليه في عهد مؤسسها علامة الجزيرة؟
الجواب,, لا,, وألف لا,, فمن لنا بمثل الجاسر رحمه الله في علم الانساب والتاريخ والجغرافيا ومضان التراث العربي، لكنه يكفينا ان تتحول هذه المجلة الى مجلة علمية متخصصة في شؤون التراث وشجونه رصداً وتأصيلاً وتحقيقاً تحت اشراف نخبة علمية من تلاميذ علامة الجزيرة.
** ضحوة الجاسر.
تلك الجلسة الأسبوعية التي كانت بمثابة قناة ثقافية نلتقي نحن شباب هذا الوطن برموزنا الثقافية والعلمية حيث نجدها فرصة سانحة لسماع الأخبار وتمحيص الأفكار والنقاش العلمي الهادىء في مجلس علم وأدب يجلله تواضع العلماء ويحفه حرص طلاب العلم.
هذه الجلسة يجب أن تستمر احياء لذكرى علامة الجزيرة خاصة وان ابنه الصديق العزيز الأستاذ معن بن حمد الجاسر، فتح بابه لاستقبال محبي والده ضحى كل خميس الفترة الماضية وتوافد على مجلس الشيخ المثقفون والأدباء يتقدمهم طلابه الأوفياء لعل هذه الضحوة تأخذ طريقها الى الاستمرار بمراعاة الامور التالية.
* تحويلها الى منتدى ثقافي أسبوعي يحمل اسم حمد الجاسر .
* تفعيل دور أصدقاء الراحل وليس تلاميذه فقط بالتواصل معهم ودعوتهم لحضور هذا المنتدى الثقافي، ولتفعيل هذا الحضور لعلهم يقدمون للحاضرين صوراً من ذكرياتهم مع الشيخ رحمه الله يرسمون بذلك لوحة وطنية بألوان الحب والولاء لقيادتنا الرشيدة والتضحية والبذل في سبيل حفظ تراث أمتنا العربية والاسلامية، ليجد فيها شبابنا صورة صادقة لمفهوم الانتماء الى وطن المقدسات ومهبط الوحي، من خلال رموزنا الوطنية الصادقة.
كما نأمل ألا تقتصر جلسات ذلك المنتدى على سرد الذكريات فقط، التي بلا شك ستنتهي لا محالة، بل يراعى طرح موضوعات ثقافية تتناغم مع الطرح الفكري المعاصر بدعوة بعض المفكرين والعلماء من الداخل والخارج وتصدر بشكل مجدول لكل موسم ثقافي، تكتمل صورة منتدى حمد الجاسر الثقافي الأسبوعي بمدينة الرياض عاصمة الثقافة العربية لهذا العام.
** مكتبة الجاسر رحمه الله كنز ثمين، وهي باختصار ذاكرة وطنية، تختزن ذكريات ورحلات علمية ساهمت بشكل فعال في حفظ تراثنا الجغرافي بشهادة اعلام الوطن العربي، فلعل هذه المكتبة تستقبل الباحثين والدارسين كل يوم خميس مؤقتاً، خاصة وان الراحل رحمه الله عرف عنه تشجيعه لطلبة العلم وأهل البحث بتزويدهم بما يريدون من كتب أو مخطوطات نادرة.
** جمع ما قيل وما كتب من مقالات وأبحاث ودراسات في الصحافة العربية والمحلية وترتيبه وتصنيفه ونشره باسلوب يضمن توثيقه في ذاكرة الوطن لرجل هو خير من يمثل بلاده في المراكز البحثية المتخصصة في شؤون التراث العربي.
كما أقترح جمع ما كتب في رثاء علامة الجزيرة من نثر وشعر في الصحافة المحلية، واصداره في كتاب ليبقى محفوظا وشاهداً على وفاء الوطن لمؤرخنا الكبير حمد الجاسر.
** تسجيل الحوارات الاذاعية والتلفزيونية التي سجلت مع الشيخ الجاسر رحمه الله في حياته لنشرها على شكل أشرطة فيديو وكاسيت ليسهل وصول الباحثين والدارسين اليها من خلال حفظها في مكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
** اصدار كتاب يوثق مسيرة الشيخ الجاسر العلمية ويرصد المراحل التي مر بها خلال عمره المديد بواسطة فريق علمي متخصص يجمع بين طلابه ومن بقي من أصدقائه الأوفياء ليطلع عليها شباب هذا الوطن وليتخذوه نبراساً لهم في محبة التراث وخدمة العلم والاصرار على النجاح والتفوق.
** انشاء موقع باسم حمد الجاسر على شبكة الانترنت ليحوي هذا الموقع كل كتبه ودراساته وأبحاثه ومخطوطاته النادرة ليطلع الباحثون عليها ويستفيدوا منها, ولعل بهذه الوسيلة الحديثة يصل شيء من مكانة الشيخ العلمية الى المتلقي العربي خاصة فئة الشباب الذين يعشقون هذه الوسيلة العصرية.
** كان هناك مشاريع بحثية، يأمل الشيخ اتمامها لكن الأجل المحتوم لم يمهله لتحقيقها، فلعل نفر من تلاميذه البررة، يتصدون لهذه المشاريع ويتمونها براً بشيخهم واكمالاً لمسيرته العلمية لخدمة تراث العرب في ظل ما يخدم أمة الاسلام وينفعها.
** من المعلوم ان الشيخ حمد الجاسر رحمه الله شاعر قال الشعر في عدة مناسبات اخوانية ووطنية، لكنه كعادة العلماء يحتقرون اشعارهم، بل يصفه بقوله خرابيط فلعل الأستاذ الدكتور منصور الحازمي الناقد المعروف يتحفنا بديوان علامة الجزيرة، خاصة وانه أبدى استعداده لفعل ذلك في الندوة الأسبوعية خميسية الوفاء بمنزل الأستاذ محمد أحمد باجنيد عندما استضاف الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين الناقد المعروف الذي حدثنا عن ذكرياته مع علامة الجزيرة.
** ذكر الدكتور أحمد بن محمد الضبيب عضو مجلس الشورى والكاتب بهذه الصحيفة الغراء، في مقال له بعنوان هوامش على وقائع ندوة دمشقية اقتراحاً جميلاً للدكتور نقولا زيادة الأستاذ بالجامعة الأمريكية ببيروت, في تلك الندوة الوفائية التي نظمتها وزارة التعليم العالي ممثلة بالملحقية الثقافية في سفارتنا بدمشق حيث يتمنى نقولا زيادة أن تؤلف لجنة من الجغرافيين وعلماء المساحة والبيئة والمهتمين بتراث الجزيرة من أجل وضع خريطة للجزيرة العربية توقع عليها المواضع التي وردت في التراث كما حددها الجاسر فمتى نرى هذه الخريطة ؟ سؤال اجابته عند محبي الجاسر فقط!!
** تشكيل لجنة مشورة لمشروع تكريم الشيخ حمد الجاسر ليشترك أكبر عدد ممكن من المثقفين السعوديين من مختلف أرجاء الوطن للمساهمة في رسم ملامح هذا المشروع لتكريم أحد رموزنا الوطنية التي أثرت ساحتنا المحلية والعربية بالجديد والمفيد في مجال البحث والتأصيل فالجاسر حق مشاع للجميع.
** اقترح على جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وجامعة الملك سعود تبني مشروعات بحثية في تاريخ الجاسر تخليداً لذكراه العطرة، بدعوة الباحثين والدارسين من أبنائنا السعوديين لاختيار حياة الشيخ مجالاً لدراستهم البحثية أثناء تحضيرهم لشهادات الماجستير والدكتواره، لأن دراسة حياته تجلية لتاريخنا الوطني المعاصر ورصد صادق للمراحل التي مر بها المجتمع السعودي منذ فترة التأسيس على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله مؤسس هذا الكيان الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رائد نهضتنا التعليمية.
** رصد الاقتراحات التي وردت في المقالات والدراسات التي كتبت بعد وفاته رحمه الله لتأخذ طريقها الى الواقع حسب امكانيات المشروع.
** أخيراً,, شكراً للجنة التأسيسية لمشروع التكريم على هذه البادرة الرائعة وفاء والمتميزة تناولا والشكر موصول لمعالي الأستاذ عبدالله النعيم مستشار اللجنة ومعالي الدكتور ابراهيم العواجي رئيساً والأستاذ حمد القاضي أميناً للجنة, والشكر موصول لبقية كوكبة الوفاء من المثقفين ورجال الأعمال التي ضمتهم اللجنة التأسيسية.
سكرتير تحرير المجلة العربية

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved