أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 27th November,2000العدد:10287الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,رمضان 1421

الطبية

مرضى الكبد والصيام في رمضان
يعتبر الكبد من الأعضاء الأساسية والمهمة في الجسم البشري، ويعتبر أيضا من أكبر الأعضاء من ناحية الحجم، يتكون من خلايا عديدة تقوم بأكثر العمليات تعقيدا من الناحية الحيوية والكيميائية,.
ومن هذا المنطلق فإن أمراض الكبد تكون متعددة حسب مكان الإصابة بالمرض وهل المنطقة المصابة هي القنوات الصفراوية والمرارية أو الخلايا الكبدية أو النسيج الكبدي والأوعية الدموية.
التغذية لمرضى الكبد بصورة عامة
يعتبر الغذاء السليم والمقنن من أهم الأشياء المساندة لعلاج أمراض الكبد وبالتحديد للأمراض المزمنة والمتقدمة، فهناك علاقة مباشرة بين الكبد والغذاء الداخل للجسم من سوائل ومركبات عضوية وكيميائية، فكما هو معروف فالكبد هو العضو المسؤول عن التعامل مع مثل هذه المركبات وتحويلها من مواد سامة وضارة إلى مواد غير سامة وضارة للجسم.
ومن الأخطاء الشائعة للأسف أن كثيرا من مرضى الكبد يتم وضعهم على حمية غذائية قاسية ومعقدة، قد تكون غير ضرورية أبداً في كثير من الأحيان وغير مبنية على أسس علمية ممايؤدي إلى حدوث مشاكل وسوء تغذية يكون المريض في غنى عنها وقد تضر بصحته وبنيته الحيوية, ولكن من المهم جداً معرفة أنه لا إفراط ولا تفريط وأحيانا كثرة الغذاء وسوء اختياره قد يؤدي إلى حدوث مشاكل للمرضى وللأصحاء على حد سواء، مثل كثرة تناول الدهون قد تؤدي للسمنة وإلى تشحم الكبد ومن ثم إلى ارتفاع إنزيمات الكبد, بناء على ما سبق يجب على المريض اللجوء إلى الطبيب المختص بأمراض الكبد وذلك لعمل الحمية اللازمة والمقبولة بناء على حالة المريض تحديداً، لأن ما ينطبق على مريض ربما لن يناسب مريضا آخر.
ومن الأشياء المهمة في هذا السياق أن بعض أمراض الكبد قد تؤدي إلى ضعف وفقدان الشهية وغثيان وتقيؤ، مثل مرضى الفشل الكبدي، مما قد يؤدي إلى سوء في التغذية معرضا هؤلاء المرضى لمشاكل كثيرة، لنقص المواد الحيوية والفيتامينات، زيادة على ما قد يكونون عليه من حمية معقدة وذلك مما يزيد الأمور تعقيداً للأسف.
الصيام لمرضى الكبد
ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك يكثر عادة السؤال عن الصيام لمرضى الكبد وهل سيكون ذلك مضرا أم نافعا,.
ونقول الحمد لله رب العالمين أن حبانا الله بنعمة الإسلام، حيث ان ديننا القيم دين يسر وسهولة وليس دين عسر، ولا يرضى الله بعباده التعب والمشقة والضرر، فسمح للمريض الفطر في رمضان رحمة من الله وشفقة, ولهذا الأمر يجب على المريض استشارة الطبيب المختص عن الصيام وعن النظام الغذائي الواجب اتباعه والنظام البدني المسموح به، وذلك لتسهيل أمور العبادة في هذا الشهر الفضيل.
عادة لا توجد هنالك موانع للصيام بالنسبة لأغلب المرضى خصوصاً هؤلاء المرضى الذين لا يعانون من أمراض مزمنة أو مستعصية أو أمراض في المراحل المتأخرة، ولا توجد لديهم مضاعفات من المرض أو أي أمراض أخرى مصاحبة مثل مرض السكري مثلاً.
ولكي تكون الإجابة واضحة ووافية في هذا المجال فسأتطرق لهذه النقاط على هيئة أسئلة وأجوبة وذلك مما سمعناه من المرضى، متطرقين لأكثر الأسئلة أهمية، وشيوعاً.
* س, هل يصوم المرضى الذين يعانون من أمراض في الكبد؟
في غالب الأحيان يكون الجواب هو نعم يمكنهم الصيام إذا كان المرض غير مزمن وليس في مراحله المتأخرة، ولا توجد لديهم مضاعفات أو أمراض أخرى تمنعهم من الصيام، أيضاً عدم وجود أدوية تؤخذ على فترات متقاربة أو مدرات للبول تؤخذ بجرعات عالية، وذلك لتجنب المريض خطورة فقد السوائل الحاد مع الصيام.
وقد يكون الصيام مفيداً لبعض المرضى مثل المصابين بتشحم الكبد، حيث ان الصيام مع الحمية الغذائية المناسبة قد يؤدي إلى انخفاض الوزن وانخفاض نسبة الدهون في الدم ومن ثم تحسن حالة الكبد.
ولكن يجب استشارة الطبيب دائماً لأخذ النصائح لكل حالة على حدة.
* س, متى يفضل عدم الصيام؟
يفضل عدم الصيام عادة للحالات التالية:
* المرضى المصابون بأمراض مزمنة وفي مراحلها المتأخرة مثل مرضى تليف الكبد (بأسبابه المختلفة) والمصاحب بفشل كبدي، ووجود مضاعفات مثل تكرر الغيبوبة الكبدية والتهاب الغشاء البريتوني في البطن وسوء الحالة العامة والصحية للمريض، والإعياء العام، وخصوصا إن كانوا مصابين بأمراض مزمنة أخرى مثل السكري وأمراض القلب والكلى وغيرها.
* المرضى الذين يتعاطون أدوية مدرة للبول وخصوصا بجرعات عالية لعلاج الاستسقاء واحتشاء السوائل في الجسم مما قد يعرضهم لفقد كميات كبيرة من السوائل والأملاح خصوصا في فصل الصيف والجو حار ومدة الصيام تكون أطول، ففي هذه الحالة يكون عدم الصيام أفضل, أيضا المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة مثل الملينات التي تعطى للمرضى المصابين باعتلال المخ الكبدي والغيبوبة الكبدية وتكرار حدوثها, أو المرضى الذين يتعاطون دواء الإنترفيرون (INTERFERONE) ويسبب لهم مضاعفات مثل ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والتقيؤ أو الإعياء العام مما قد يجعل الصيام صعبا عليهم خصوصا في الأيام التي يتعاطون فيها الجرعة العلاجية.
* بعض المرضى وبعد علاج نزيف دوالي المريء عن طريق المنظار بالحقن يكونون عرضة للإصابة بالقروح سواء في المريء أو ا لمعدة وذلك بناء على مكان الحقن العلاجي بالتحديد أو وجود التهابات شديدة وقروح معوية مدمية تستلزم المتابعة والعلاج الدقيقين، فيكون عدم الصيام أفضل.
* س, هل تتغير مواعيد الأدوية في شهر رمضان؟
بعض أنواع الأدوية يفضل تغيير مواعيدها وذلك بناء على نوعيتها ومواعيدها، فمثلاً الأدوية المدرة للبول بجرعات قليلة تؤخذ بعد الإفطار بدلا من بعد السحور وذلك بعد استشارة الطبيب.
والأدوية الأخرى مثل الإنترفيرون مثلاً: فتكون على حسب رأي الطبيب واستجابة المريض للدواء من حيث الأعراض الجانبية وتقبله لها، والمتعارف عليه أخذ الجرعة بعد الإفطار.
ولأهمية هذا الموضوع يجب استشارة الطبيب المعالج لتنظيم مواعيد الأدوية والجرعات اللازمة وعدم تغيير الجرعات أو المواعيد إلا بعد استشارة الطبيب المعالج.
*س, إذا صام المريض، ما هي المأكولات التي يجب الامتناع أو التقليل منها؟
* مثل ما سبق فغالبية المرضى يمكنهم تناول الطعام مثل أي شخص آخر ولكن هنالك البعض ممن يجب عليهم مراعاة بعض الأمور في غذائهم وخصوصا المرضى المصابين بالاستسقاء وإحتشاء السوائل والمصابين بالاعتلال المخي الكبدي وتكرر الغيبوبة الكبدية أو تناول المدرات للبول, ومن الأمور الواجب مراعاتها:
* الابتعاد عن الأكل المضاف إليه ملح للذين لديهم استسقاء وتورم في القدمين وسوائل في تجويف البطن.
* التقليل قدر المستطاع من الدهون الحيوانية الموجودة في اللحوم والألبان ومشتقاتها،واستخدام كميات قليلة من الدهون النباتية.
* تقليل كمية البروتينيات للمرضى المصابين بمرض مزمن والمصابين بتكرر اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية.
* الإقلال من العصائر والتمور لما تحتويه من كميات عالية من البوتاسيوم، وذلك للمرضى الذين يتناولون مدرات للبول ومن النوع الذي يؤدي إلى الاحتفاظ بالبوتاسيوم في الجسم مثل دواء الألداكتون (ALDACTONE), ويمكن تناولها بكميات قليلة ومقننه.
* عدم الإفراط والإكثار من السوائل للمرضى الذين لديهم استسقاء وتورم في القدمين وسوائل في البطن.
* س, هل يصوم المرضى الذين تمت لهم زراعة كبد؟
الجواب في الغالب هو نعم, فغالبية هؤلاء المرضى أصحاء والحمد لله ويستطيعون الصيام، فيما عدا نسبة قليلة منهم يكونون بحاجة إلى أخذ أدوية على فترات متقاربة أكثر من مرتين يومياً من مثبطات المناعة أو غيرها، أو لديهم ضعف في عمل الكلى، أو لأسباب أخرى قد يفضل الطبيب فيها عدم صيامهم.
وعموماً نسأل الله الصحة والعافية للجميع، ونؤكد على أن العلاقة القوية بين الطبيب والمريض هي أساس نجاح العلاج واستشارة الطبيب المختص ضرورية جداً حيث ان الإرشاد والتعليمات تختلف باختلاف المريض وحالته الصحية، وعدم الأخذ برأي غير المختصين والأقارب وذلك لعدم توفر الخبرة والدراية في هذه المواضيع.
د, فهد البكر
استشاري أمراض الكبد بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved