أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 27th November,2000العدد:10287الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,رمضان 1421

مدارات شعبية

دائرة
شعراء الفصحى,, والشعر الشعبي
بسام الفليح
* الشاعر هو أثمن جوهرة في الامة
* هل انجو غدا من سرعة الوقت الالكتروني أم انجو من بطء قافلتي على الصحراء,.
لي عمل لآخرتي,.
ثمة أمور تدفعني في هذا الموضوع الى الولوج في دائرة الانحياز او الدفاع عن الأدب الذي انحاز اليه في ظل وجود الصداعات الثقافية التي تحدث في المنطقة بما انني لا احب ان اكترث في مثل هذه الامور التي لا تسمن ولا تغني من جوع, ولكن تلك الحماقات التي ترتكب ضد الشعر الشعبي جعلتني اكتب دفاعا عن الشعر الشعبي الذي يواجه في منطقة الخليج العربي خصوصا حربا شعواء يقودها ضده شعراء الفصحى الاكابر الذين يسعون جاهدين لاقصائه من قائمة الأدب بأسلوب قليل أدب كما فعلوا بقصيدتهم الفصيحة, رغم ان الشعر الشعبي يحظى باهتمام من جميع أجهزة الاعلام المرئي والمسموع ناهيك عن الصحف والمجلات المختصة في هذا النوع من الأدب واقبال من جميع فئات المجتمع وطبقاته على المكاتب والاسواق لاقتنائها وهذا الاهتمام لا أعرف لماذا يثير استياء البعض من شعراء الفصحى ويجعلهم يصبون جام غضبهم عليه في كتاباتهم ولقاءاتهم وآرائهم تجاهه الذين يرون فيه شذوذا عن القاعدة ومخالفة للمنهج الذي تسير عليه اللغة العربية وانتشاره بهذا الشكل قد يؤثر على اللغة والهدف من ذلك توضيح للقارىء يؤثر على اللغة الأم وهو في الأساس لا يؤثر على اللغة بل على شعرهم الركيك الهش واللغة سارت على مر العصور ولم تتأثر في شيء منذ العصور الجاهلية الى عصر العولمة ولكنهم وجدوها حجة بحاجة لتعرية الشعر الشعبي أمام الملأ والتستر على قصيدتهم الفضيحة .
فأنا باعتقادي ان سبب هذا الهجوم المضاد يرجع لعدة أسباب ومنها ابتعاد القارئ عنهم وعن أطروحاتهم المتشعبة وقصائدهم التي لا ينبعث منها سوى الحقد والافكار الساذجة التي لا تمت للشعر العربي بصلة.
أما السبب الثاني الذي يغضبهم اكثر وهو لجوء القارىء الى الشعر الشعبي الذي يتحدث على لسان حاله بلهجته البسيطة السهلة دون التدقيق في معنى الكلام المنساب الى احساسه وفكره بلا رمزية وتفكيكية وبنيوية ومن تلك المفردات التي أدت الى تفكك عقول شعرائنا وجردتهم من قصائدهم الفصيحة وأصبحت على أيديهم فضيحة .
أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا اسمائكم وانصرفوا واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة وخذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا انكم لن تعرفوا,,؟
في احدى الأمسيات التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية في العام الماضي أحيت مجموعة من شعراء الفصحى أمسية شعرية في قاعة قد تتسع الى 3000 شخص تقريبا ولم يأت إلى الأمسية سوى بضعة أشخاص ينعدون على الاصابع فانظر الى أي حال آلت اليه القصيدة الفصيحة في عهد هؤلاء الشعراء المبجلون وفي اليوم التالي أقيمت في نفس القاعة أمسية شعبية وكان عدد حضورها يفوق عدد المقاعد المتراصة في القاعة وقد لفت انتباهي ان معظم الحضور من شعراء الفصحى فانظر الى أي حال آل اليه شعرائنا الكبار الفوقيين بعد ما كانوا ينظرون اليه بدونية وتعال.
وأخيرا تفاجأنا بهم وهم يكتبون قصائد شعبية وينشرونها في المجلات الشعبية التي طالما هاجموها ووصفوها بالسطحية والانحطاط الفكري.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved