أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th November,2000العدد:10289الطبعةالاولـيالاربعاء 3 ,رمضان 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
المواطن أولاً
د, محمد الكثري
نقيم حملات مرورية وصحية، ونطالب بهيكلة الأجهزة الحكومية والشركات والمؤسسات، وغير ذلك من الجهود والأنشطة التي نسعى من خلالها الى تسهيل حياة المواطنين، وتقديم الأفضل لهم وتحقيق ما يصبون إليه من آمال وتطلعات، كل ذلك مطلوب وجميل بل وضروري إذا كنا جادين فعلا في تحقيق ما نرجوه من أهداف وما نأمله من طموحات، إلا أن المتأمل يجد أن ما نبذله من جهود في هذه التوجهات لا يسفر عن نتائج تتوازى مع ما ينفق فيها من الوقت والمال, قد يعزى ذلك الى أسباب كثيرة تأتي من ضمنها طريقة الاعداد والترتيب لتلك الأنشطة، إلا أن تهيئة الطرف المتلقي والمحور الأساس في العملية وهو المواطن لكي يتفاعل ويتجاوب مع هذه التطلعات لم ترق بعد الى المستوى المطلوب، بل إن تقبل المواطن أيا كان لمثل ذلك ما زال ضعيفا إن لم يكن سلبيا في كثير من الأحيان, وهذا يعود الى طريقة تفكير الكثير من المواطنين ونظرتهم لهذه الأحداث بصفة خاصة بل والحياة ومعطياتها بصفة عامة, ولكي أوضح ما أعنيه دعونا نقرأ ذلك الحوار الذي دار بين أحد المواطنين وشاب تجاوز حدود السرعة المعقولة أثناء قيادته لسيارته في أحد الأحياء حيث بادره أحد الإخوة بعد السلام والابتسامة عن أسباب السرعة داخل الحي فرد بكل استهتار:
يا رجال مستعجل خلنا نلحق على الاشارة .
ولكن دقيقة واحد قدتؤدي الى موتك لا سمح الله.
يا بن الحلال ما عليش اللي كاتبه الله يصير .
لكن الله لم يأمرنا أن نقتل أنفسنا.
يابن الحلال وسع صدرك اللي كاتبه الله بيصير.
ولكن اذا كنت لا تتردد في قتل نفسك، فالآخرون لا يريدون ان يقتلوا أنفسهم.
واستمر الحوار بهذه الطريقة حتى قطعه صرير عجلات سيارة ذلك الشاب مستغلا توقف السيارات في الاتجاه الآخر من الطريق.
بالله عليكم شاب يفكر ومعه الكثير بهذه الطريقة الاستهتارية وهذه النظرة كيف نتوقع منه أن يتجاوب مع حملة مرورية أو توعية صحية بل كيف يمكن أن ينجح في مدرسته وجامعته بل ومكان عمله الذي ينتمي إليه حاليا أو سينتمي إليه مستقبلا.
إننا في الوقت الذي نطالب فيه بتبني كل المحاولات وكافة الجهود التي تساهم في تقدمنا كمجتمع، علينا أن نفكر جديا في تهيئة العنصر الأساسي لكي يكون قادرا على التفاعل والتجاوب وبالتالي استيعاب ما نصبو اليه ونسعى إلى تحقيقه, وهذا العنصر هو المواطن الذي يظل غاية هذه الجهود ووسيلتها في نفس الوقت.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved