أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th November,2000العدد:10289الطبعةالاولـيالاربعاء 3 ,رمضان 1421

رمضانيات

حدث في رمضان
وفاة مروان بن الحكم مسموماً على يد زوجته
الثالث من رمضان سنة 65 هـ
* القاهرة مكتب الجزيرة :
عندما كان معاوية بن يزيد يحتضر من قرحة يقال لها السكتة طلبت أمه أن يولي بدلا منه أخاه خالداً وقالت:
اجعل الخلافة من بعدك لأخيك.
فأبى معاوية وقال لها:
لا يكون لي مرها ولكم حلوها.
ثم رحل عن احدى وعشرين سنة، فبقيت الشام بدون خلافة وفي المقابل كان عبدالله بن الزبير يوطد أركان خلافته في المدينة ومكة ويتطلع لاقتناص سدة الحكم في دمشق.
وقدم الحصين بن نمير مع بعض القادة الأمويين وخاطبوا مروان بن الحكم باعتباره كبير بني أمية محذرين من ثورة ابن الزبير، وقال له حصين:
نراكم في اختلاط فأقيموا أميركم قبل أن يدخل عليكم شأمكم فتكون فتنة عمياء صماء.
بالفعل كان مروان متردداً في قبول الخلافة أو بمعنى أدق حذراً، وقيل انه فكر في مبايعة ابن الزبير! لكن الأمر انتهى بمبايعة الشام لمروان بن الحكم لينتقل الحكم الاموي إلى أيدي المروانيين حتى سقوط دولتهم.
ولكي يوطد مروان بن الحكم حكمه تزوج من أم خالد بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة: وأم الخليفة السابق معاوية بن يزيد, وتضمن له هذه الزيجة ألا ينازعه خالد بن يزيد في أمر الخلافة لكن بعد أشهر قليلة جرى بينه وبين خالد كلام فأغلظ له مروان في القول: اسكت يا ابن الرطبة! ثم دارت مشادة بينهما ذهب خالد على اثرها إلى أمه وقال لها:
هكذا أردتِ، يقول لي مروان على رؤوس الناس كذا وكذا!
فقالت له:
اسكت، لا ترى بعدُ منه شيئا تكرهه، وسأقرب عليك ما بعد.
وبدأت أم خالد تفكر في قتل زوجها الذي وضع من شأن خالد رغم أن البيعة تمت لمروان بن الحكم على شرط ان تكون الخلافة من بعده لخالد بن يزيد وعلى الفور دبرت أم خالد جريمتها ووضعت السم لزوجها ثم قامت مع جواريها فغممته حتى مات، بعد خلافة لم تدم سوى تسعة أشهر تقريبا, عاش مروان بن الحكم حوالي ثلاثة وستين عاما (ولد في السنة الثانية من الهجرة) وبدأ نفوذه السياسي في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي عهد معاوية ولي أمر المدينة ومكة مرتين, ويروى ان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه نظر إليه يوما وقال له: ويلك وويل أمة محمد منك، ومن بنيك إذا ساءت درعك! ربما يكون الدافع وراء تلك الكلمة إن صحت هو ما يحيط بشخصية الحكم من غموض وأقاويل, حيث كان يلقب بخيط باطل لدرجة انه حين ولي الخلافة هجاه اخوه عبدالرحمن بن الحكم قائلا:


لحا الله قوما أمّروا خيط باطل
على الناس يعطي ما يشاء ويمنع

وعلى كل حال لم تدم الإمارة كثيراً حيث لقي مصرعه في صدر شهر رمضان عام 65ه ليخلفه ابنه عبدالملك بن مروان المؤسس الحقيقي للدولة الأموية.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved