أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th November,2000العدد:10289الطبعةالاولـيالاربعاء 3 ,رمضان 1421

الريـاضيـة

التصريحات النارية تحرق أصحابها
عبيد الضلع
قبل المباراة النهائية لبطولة الأندية العربية أبطال الكأس كانت هناك تصريحات وبعدها كانت أيضا هناك تصريحات وبين هذه وتلك كانت الحقيقة ماثلة للجميع فاستحوذ على الكأس الفريق الأفضل، فلم تنفع الفرقعات الإعلامية في زمن الفضائيات والإعلام المفتوح والتي أصبح معها الرياضي ملماً بكل كبيرة وصغيرة ويقرأ ما بين السطور، ولم تعد تنطلي عليه الأساليب والأفكار القديمة التي عفا عليها الزمن وتشعرك أن الغبار يخرج منها.
كانت تصريحات المعسكر النصراوي استفزازية بدءا من الإشارة إلى أن الجمهور النصراوي لن يحضر مباريات بطولة يكون الهلال منظمها خشية دعم خزينته وانتهاء بتصريح صك الخمسين عاماً، يضاف إلى أن بعضها يمس الحكام ويحرم عليهم ركوب السيارات الفارهة وبعضها يمس خصوصية مشجعي الفريق المنافس، كالطلب منهم عدم حضور المباراة النهائية والذهاب إلى الثمامة للاستمتاع بالأجواء الربيعية هناك, والتصريح الأخير أعطى فرصة للصغير والكبير للتندر عليه والسخرية من فكرته التي ظهرت بمظهر المشفق عليهم مما سيحدث لهم أثناء المباراة وبعدها.
وهذه التصريحات قد تكون مقبولة لدى بعض المتعصبين رياضياً من ذوي الأفق الضيق لو أن فريقهم فاز بكأس البطولة لأن المنتصر يمسح أخطاءه، ولكن بعد الهزيمة تنقلب وبالاً على مطلقيها حتى من انصار الفريق المهزوم فذاكرة المشجع المحبط لا تنسى أحد أسباب السقوط وستعيد شريط التصريحات السلبية بمرارة.
أما تصريحات المعكسر الهلالي (العاقلة) فقد وجدت إشادة من الجميع لعدم انفعالها ولتميزها باحترام المنافس وعدم الحط من شأنه، ولم تنزلق إلى هاوية اتهام الحكام أو إلى خصوصية مشجعي الفريق الخصم, والمتابع لها تلفزيونياً أو صحفياً يجد أنها متأثرة بالتراث، فالمعروف ان إحدى الصفات الكريمة التي فخر بها العربي هي الشجاعة واحترام الخصوم، فالفارس العربي قبل نزاله يمدح خصمه ويصفه بالقوة والشجاعة وبعد النزال يصوره على أنه فارس لا يقهر ومع ذلك استطاع الانتصار عليه، فالفخر انه جندل رجلا شجاعا لا جبانا رعديدا.
والهلاليون بقراءتهم للتاريخ وفهم معانيه يكشفون للجميع أحد أسرار المحبة التي يحظون بها من الرياضيين المحايدين داخل المملكة وخارجها، وقد قرأنا كثيراً من الإشادات من مسؤولي اندية وإعلاميين بالهلال ورجالاته، وهذه بلا شك ستعطي للأزرق المحبة والشعبية خارج حدود المملكة.
ملاحظة أخرى على التصريحات النصراوية العاتبة على الهلال بعدم مساندته للطلب النصراوي باستضافة بطولة النخبة، وأن الهلاليين قدموا ورقة بيضاء (أي أنهم لم يصوتوا) ولم يقدموا ورقة سوداء (والجملة الأخيرة لا معنى لها) وعندما تنقل العتب لأحد مشجعي الهلال يجيبك بمرارة كيف تطلبون منا مساندة طلبهم وهم يطلبون من جماهيرهم عدم الحضور إلى الملعب لأن الهلال مستضيف البطولة.
عودوا إلى التصريحات الصفراء وإلى التصريحات الزرقاء حتما ستجدون الكثير، وهذا سر الانتصارات الزرقاء.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved