أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st December,2000العدد:10291الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,رمضان 1421

أفاق اسلامية

الشتاء جرح وغنيمة
ينزعج بعض الناس من برودة الشتاء كما يتضايق البعض من حر الصيف، وما علموا ان في تقلب الاحوال وتغير الاجواء حكم ومصالح.
* ففي الشتاء تفور الحرارة في الاجواف وبطون الارض والجبال، فتتولد مواد الثمار وغيرها، وتبرد الظواهر ويتكثف الهواء، فيحصل والمطر والثلج والبرد الذي به حياة الارض واهلها واشتداد ابدان الحيوان وقوتها، وتزايد القوى الطبيعية واستخلاف ما حللته حرارة الصيف من الابدان,, ابن القيم .
* بوب الترمذي رحمه الله في السنة: بابا في الصوم في الشتاء، عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء حديث صحيح وانما كان غنيمة باردة لحصول المؤمن على الثواب بلا تعب كثير، فالصوم في الجو البارد لا يشعر بالعطش ولا بالجوع لبرودة الجو وقصر النهار,, فأين اهل الغنائم؟!
* عذب الله بالريح الباردة في الشتاء كقوم عاد,, وكان صلى الله عليه وسلم اذا رأى مخيلة سحاب اقبل وادبر وتغير وجهه فقالت له : عائشة ان الناس اذا رأوا مخيلة استبشروا فقال: يا عائشة وما يؤمنني؟ قد رأى قوم عاد العذاب عارضاً مستقبل اوديتهم فقالوا هذا عارض ممطرنا فقال الله تعالى بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم .
* الشتاء كما ذكر ابن القيم وقت لا يناسب نبات الاسنان عند الاطفال ومثله في حر الصيف وقد يسبب التقيؤ والحمى وسوء المزاج,, فينبغي التلطف وحسن التدبير وقت نباتها
* وعجيبة اخرى من حكم الله تعالى: ان نبات وفاكهة الشتاء ربما اضر بالبدن لو أكل في الصيف أو العكس.
قال ابن القيم ولهذا تجد المتأخر منها عن وقته مملولاً مملول الطعم، ولا يظن ان هذا لجريان العادة المجردة، فان العادة انما جرت به لانه وفق الحكمة والمصلحة التي لا يخل بها الحكيم الخبير.
* في الشتاء يتجلى وبوضوح ترابط المسلمين بعضهم مع البعض حيث ان هذه الحالة تمر على فئام من الناس مراً عصيباً اذ لا لباس يدفيهم ولا غطاء يقيهم ومن حقهم علينا ان نرحمهم ونعطف عليهم لاسيما مع برد الشتاء وهذا بحمد الله متوفر وميسور فالجمعيات الخيرية تقوم بمثل هذا العمل فيما يسمى بالمشاريع الموسمية.
* وفي مثل هؤلاء الاخوة يقول الشاعر:


اتدري كيف قابلني الشتاء
وكيف تكون فيه القرفصاء
وكيف البرد يفعل بالثنايا
اذا اصطكت وجاوبها الفضاء
وكيف نبيت فيه على فراش
يجور عليه في الليل الغطاء
فان حل الشتاء فادفئوني
فان الشيخ آفتة الشتاء
اتدري كيف جارك يابن امي
يهدده من الفقر العناء
وكيف يداه ترتجفان بؤساً
وتصدمه المذلة والشقاء
يصب الزمهر عليه ثلجاً
فتجمد في الشرايين الدماء
خراف الارض يكسوهن عهن
وترفل تحته نعم وشاء
وللنمل المساكن حين يأتي
عليه البرد او جَنّ المساء
وهذا الآدمي بغير دار
فهل يرضيك ان يزعجه الشتاء
يجوب الارض من حي لحي
ولا ارض تقيه ولا سماء
معاذ الله ان ترضى بهذا
وطفل الجيل يصرعه الشتاء
اتلقاني وبي عوز وضيق
ولا تحنو فما هذا الجفاء
اخي بالله لا تجرح شعوري
الا يكفيك ما جرح الشتاء

فهل ترضى ايها المبارك ان تكون الخراف والنمل احسن حالاً من اخوانك!!
رياض بن ناصر الفريجي
جامعة الملك سعود كلية الهندسة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved