أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st December,2000العدد:10291الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,رمضان 1421

أفاق اسلامية

فضيلة وكيل الرئيس العام الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث في حديث لـ الجزيرة
شرع الصوم لتحقيق تقوى الله في القلوب
إن من أعظم ما يستقبل به هذا الشهر التوب ة إلى الله تعالى من الذنوب
حوار:فهد بن راشد الغميجان
هلّ علينا شهر رمضان المبارك الذي تضاعف فيه الحسنات وتكفر فيه السيئات، شهر فيه أعظم الليالي، ليلة القدر، شهر اجتمعت فيه الكثير من العبادات ما بين صوم وصلاة وصدقة وقيام، وتلاوة، ودعاء، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، لمزيد من الإيضاح في هذا الموضوع يسرنا أن نلتقي بفضيلة الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث وكيل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإلى الحوار التالي:
* في البداية فضيلة الشيخ، كيف يكون استقبال شهر رمضان المبارك؟ وما الحكمة من مشروعية صيامه؟
استقبال شهر رمضان يكون بالبشر والسرور والفرح بأن الله تعالى بلغ المسلم هذا الشهر الفضيل كما قال تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ، ولقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يبشر اصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم ويرغبهم في اغتنامه بالأعمال الصالحات، كما أن من أعظم ما يستقبل به هذا الشهر التوبة إلى الله تعالى من الذنوب والسيئات التي هي من معوقات العمل الصالح وكما ورد عن بعض السلف عندما سئل عن سبب عدم القيام لصلاة الليل فأجاب: كبلتكم خطاياكم .
أما الحكمة من مشروعية الصوم فتحقيق تقوى الله تعالى في القلوب كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ، فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه فمما اشتمل عليه من التقوى أن الصائم يترك المحرمات كالأكل والشرب والجماع ونحوها التي تميل إليها نفسه متقرباً بذلك إلى الله راجيا بتركها ثوابه إلى غير ذلك من خصال التقوى لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان.
* وما مكانة شهر رمضان الكريم في الإسلام في ضوء الكتاب الكريم والسنة المطهرة؟ ومتى شرع صومه؟
شهر رمضان عظيم المكانة في الإسلام كيف لا وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، قال الله تعالى في محكم التنزيل :يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ، إلى قوله: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه,, وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه , متفق عليه وهذا لفظ البخاري، وفي رواية له: يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها ، وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة بابا يقال له : الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منهم أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه إلى غير ذلك من الأحاديث المتكاثرة وقد شرع صومه في السنة الثانية من الهجرة وصام صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات.
* حبذا لو تطرق فضيلتكم لأوجه الشبه والاختلاف بين أهمية ومكانة شهر رمضان الفضيل عند نفوس المسلمين بين الماضي والحاضر من ناحية المسارعة في الخيرات واستغلاله على الوجه المطلوب؟
لقد كان الناس في الماضي أكثر حرصاً على الخير، وأعظم اجتهاداً في الطاعات ولذلك عدة أسباب منها قلة المغريات والفتن والصوارف عن الطاعات أما الآن فلقد كثرت المشاغل والصوارف وقل اغتنام الناس لأوقات هذا الشهر الكريم، ورغم ذلك فإن الخير لا يزال باقياً في هذه الأمة ومن أبرز معالم ذلك المسابقة من أهل الخير في تفطير الصائمين في المساجد وغيرها من الأعمال الصالحة.
* ما الفوائد الصحية والتربوية التي تعود على جسد المسلم روحياً وبدنياً؟
لا شك أن الأصل هو الفوائد الدينية ولا ينبغي للداعية أو الخطيب أو الواعظ أن يركز حديثه في جانب العبادات على الفوائد الدنيوية لأن هذا خلاف المطلوب لكن لا مانع من التعريج على هذه المقاصد بعد استيفاء الحديث عن مقصود الشارع الحكيم في الأحكام والأوامر فنقول إن من الفوائد لهذه الشعيرة العظيمة:
1 تنقية البدن من السموم والفضلات التي تتراكم فيه بسبب البطنة.
2 بعث الهمة والنشاط في البدن حيث تستريح اعضاؤه الداخلية وتستعيد قواها.
3 تصفية الذهن وشحذ التفكير وكما قيل البطنة تذهب الفطنة .
وعموماً يحصل بالصيام إجمالاً صحة للبدن والروح كما ورد في الأثر صوموا تصحوا وليس بحديث صحيح, أما من الناحية التربوية فيحصل بالصيام ما يلي:
1 تربية النفس على الصبر والمصابرة والتحمل وعدم الركون إلى النعيم، وكما ورد عن عمر رضي الله عنه: اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم .
2 استشعار حالة الضعفاء والمساكين الذين لا يجدون ما يشبع بطونهم ويكسو أبدانهم.
3 تقوية جانب مراقبة الله تعالى في السر والخفاء إذ لا يطلع على حقيقة صوم الصائم إلا الله تعالى إلى غير ذلك من الجوانب المهمة التي أعظمها إبراز جانب الإخلاص لله تعالى.
* وماذا أعد الله للصائمين؟ وما الأجر المترتب على صيام شهر رمضان وقيام التراويح ونوافل العبادة فيه؟
أعد الله تعالى للصائمين العديد والعديد من ألوان الفضائل والكرامات تقدم بعضها في الأحاديث النبوية التي ذكرناها في مكانة شهر الصوم في الإسلام ومما لم نذكره حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين متفق عليه، وحديث أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً متفق عليه.
أما الأجر المترتب على صيام رمضان وقيامه فالمغفرة لما تقدم من ذنوب المرء ومعاصيه صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* وما شروط الصيام؟ وما الأحكام المترتبة على التساهل والتهاون في صيام هذا الشهر المبارك؟
أما شروط وجوبه فنقول إن الصوم واجب على كل مسلم بالغ، عاقل، قادر، مقيم.
وأما الأحكام المترتبة على التساهل والتهاون في صيام هذا الشهر فالحرمان من فضل الله ورحمته، وتفويت الثواب الجزيل، والتفريط في الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وقد قال جماعة من أهل العلم: إن من تعمد إفطار يوم من رمضان لم ينفعه أن يصوم بدلا منه لأنه لا عدل له, لكن نقول إن باب التوبة مفتوح، والتوبة تجب ما قبلها ومن تاب تاب الله عليه.
* ما النصائح التي تسدونها للمسلمين في كافة المجتمعات الإسلامية من خلال هذا المنبر الإعلامي؟ وذلك تجاه المحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن وترك المنكرات وكل ما يخل بجانب العبادة في هذا الشهر؟
الواجب على كل مسلم ومسلمة تقوى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والعمل بشرائع الإسلام وأعظمها توحيد الله تعالى، والمحافظة على الصلاة، والإقبال على الطاعات بأنواعها ومن أهمها تلاوة القرآن الكريم، وتدبره، والعمل به، وترك كل ما يباعد عن الله تعالى من المعاصي والذنوب كما قال ابن المبارك:


رأيت الذنوب تميت القلوب
وخير لنفسك عصيانها

وأبلغ من ذلك قوله تعالى: وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى وقال صلى الله عليه وسلم :من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه رواه البخاري.
* بحكم دوركم الريادي في جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, هل هناك أنشطة يتميز بها عمل الهيئات في هذا الشهر المبارك؟ وهل من متغيرات أو مستجدات في برامج عمل الرئاسة من ناحية أوقات الدوام أو تكثيف الجهد إلخ,,؟
إخواننا وأبناؤنا أعضاء الهيئة في الميدان لهم نشاط ملموس وجهد مشكور على مدار العام أسأل الله تعالى أن يكلل مساعيهم بالنجاح، ولكن في رمضان يزداد نشاطهم ومن أبرز ذلك:
1 تكثيف الدوريات الرمضانية على الأسواق والمجمعات التجارية وملاعب الشباب وبقية الأماكن التي تحتاج إلى عناية واهتمام وتكون مظنة لازدياد المنكرات من قبل بعض ضعاف النفوس.
أما بخصوص أوقات الدوام فإنها تقل أثناء النهار، وتتضاعف ليلاً حيث يزداد نشاط الناس وتزداد حركتهم.
* ما أبرز المشكلات والأخطاء الاجتماعية التي يواجهها اعضاء الهيئة، وتحديداً في هذا الشهر؟ وكيف يتم التنسيق بين مراكز وفروع الهيئات حيالها؟
المشكلات التي يواجهها الأعضاء في هذا الشهر هي كغيرها لكن أبرز ذلك: الإفطار في نهار رمضان داخل المدينة أو خارجها ومن ثم القبض عليه مفطرا في نهار رمضان بغير عذر شرعي فإنه يحال للجهات المعنية تمهيدا لإحالته للمحاكم الشرعية لمعاقبته.
* تشهد منطقة الثمامة شمال مدينة الرياض تواجد بعض الشباب الذين يجاهرون بالفطر نهار رمضان من خلال التجمعات الشبابية, فما دور مراكز شمال الرياض تجاه هذه الظاهرة؟ وما نصيحتكم لأولئك الشباب وأولياء أمورهم؟
واجب المراكز في هذا الجانب معروف حيث يتم القضاء على هذه الظاهرة الأليمة بالتنسيق للخروج إلى تلك المواقع التي تحصل فيها المنكرات في فرق متكاملة ومتعددة بحيث يتم الشخوص على المواقع وضبط المخالفات المذكورة، وإحالتها إلى الجهة المختصة لتقرير اللازم واتخاذه.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved