أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd December,2000العدد:10293الطبعةالاولـيالأحد 7 ,رمضان 1421

الاخيــرة

وتاليتها,,.
في بداية صيف عام 2000م غادرت الرياض في رحلة تفرغ علمي، وقضيت أكثر من ثلاثة أشهر خارج الوطن مع أنني كنت متصلة به روحيا وهاتفيا وعند عودتي بعد ذلك أحضر لي (السائق) حقيبة موضوعة في (كرتون) ووضعها أمامي وقال: هذه وصلت بعد مغادرتك بقليل بواسطة النقل الجماعي!!!!
نظرت فلم أتعرف إلى هذا الطرد ولم أذكر أنني بعثته أو طلبت من أحد أن يبعثه، ووقفت حائرة عندما قرأت ما يفيد أنه مرسل من تيما تبوك وباسمي شخصياً لم تسعفني الذاكرة في التوصل إلى أي من المعارف هناك.
وزادني ذلك حيرة فطلبت أن يفتح الطرد فإذا بحقيبة في داخله غير مقفلة بمفتاح أو سواه.
فتحت الحقيبة ولا أخفي أنني كنت خائفة من عواقب ذلك حيث لا يزال في الذهن الوقائع واللقطات السينمائية من خلال الفضائيات,.
في الحقيبة كان ذهب كثير زاد الأمر تعقيدا وتحت تلك العلب المليئة بالذهب كانت ورقة مثنية في مظروف, فتحته وبدأت أقرأ,, أستاذتي د, هند ,, لقد تخرجت من سنتين ونصف ولم يتيسر لي وظيفة,, إلى أن تقول: تزوجت ورزقت بطفلة,, ثم طلقت وصورة الطلاق مرفقة ومنذ تاريخ طلاقي إلى الآن وأنا أبحث عن وظيفة تكفيني وطفلتي متطلبات الحياة, لكنني لم أوفق فلجأت إلى مقتنياتي أستعين بها وعرضتها للبيع فكان الثمن بخسا مقارنة بثمنها الحقيقي.
ها هي مقتنياتي بين يديك ومثلها مشكلتي فإما أن أنتظر منك مساعدة في وظيفة، أو دينا مقابل رهن!! فانظري ماذا ترين؟!
ومع أنني لا أذكر هذه الأخت تحديدا إلا أنني شعرت بأنني أنا المسؤولة عنها، وأنني مطالبة أخلاقيا ووطنيا بوضع حد لمشكلتها,, غير أنني حتى الآن لم أستطع أن أفعل شيئاً.
أن يكون لدينا عدد هائل من الطلبة لا نجد لهم مقاعد في جامعاتنا فيمكن اعتباره سوء تخطيط أما الا يجد خريجونا على الأقل وظيفة يواجهون بها الحياة فهو إما أن يكون سوء توزيع، أو سوء تقدير,, أو سمه ما شئت.
كما يبدو أن طبيعة العلاقة بين نظامنا التعليمي وهيكل القوى العاملة غير وثيقة, فكيف نجعل التعليم أكثر ارتباطا وتفاعلاً بهيكل القوى العاملة؟ وكيف نلبي بعض احتياجات القوى العالمة التي ما زالت ناقصة في مجتمعنا؟
نحن أمام واقع لابعد أن نلجأ فيه بعد الله سبحانه وتعالى إلى قدراتنا فإن أخفقنا فإلى طلب المساعدة,, فإن لم نجد فإلى مقتنياتنا,, وتاليتها!!!
أ,د, هند بنت ماجد بن خثيلة

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved