أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd December,2000العدد:10293الطبعةالاولـيالأحد 7 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

آل خثلان,, فقيد الحريق
في اليوم الثاني والعشرين من شهر رجب الماضي لبى رجل البر والاحسان الشيخ محمد بن ناصر آل خثلان عميد أسرة آل خثلان بل عميد مواطني الحريق لبى نداء ربه أثر حادث أليم وما أكثر الحوادث هذه الأيام التي تحصد الأرواح وتودي بحياة أعز الناس لدينا.
لقد كان أبو ناصر رحمه الله من العباد الذين اختصهم الله بقضاء حوائج الناس من غير من ولا أذى، فأحب أهله وبادلوه الحب بالحب والوفاء بالوفاء, كان الفقيد مضرب الأمثال في الكرم وحسن الخلق.
لقد كنت أحد الذين وقفوا كشاعد عيان على مآثر الفقيد ومكارمه ومحاسنه إذ إنني أحد مواطني الحريق، لقد كانت محاسن أبي ناصر ومكارمه وتصدقه على الفقراء والمساكين لا تعد ولا تحصى واتسم كل ذلك بطيب المعشر ودماثة الخلق، كان كلما ألتقيته يأتيك بشوش الوجه باسما كأنك تعطيه الذي أنت سائله، أما داره فقد كان ملجأ للفقراء والمساكين ومجمعا للضيوف تجمع الناس على الخير والتقوى، وحينما يختصم اثنان كان أبو ناصر هو الفيصل بينهما يدخلان داره وهما متخاصمان ويخرجان منها وهما متصافيان ومتحابان، فما أعظمها دارا عامرة بالخير والخير عامر بها.
كان الفقيد يزكي أمواله ويطهرها امتثالا لأوامر الله تعالى، كان يستخرج أجود أنواع الثمار ليزكيها ويتصدق بها على المساكين والفقراء، وعندما يلجأ له محتاج تعطلت احدى مكائنه باحدى الأراضي الزراعية كان يهرول ليعطيه واحدة من مكائنه أو يقوم بشراء قطع غيار بديلة لها.
لم أسمع بنبأ وفاة أبي ناصر في حينه إذ أنني كنت في مهمة صحفية خارج أرض الوطن وعند عودتي فإذا بأخي عبدالعزيز يهاتفني ويخبرني بوفاة أبي ناصر إثر حادث مروع، تألمت كثيرا مثل غيري من مواطني الحريق ولكن شاء الله وما شاء فعل.
ولم أستغرب حينما علمت أن جامع الحريق قد امتلأ على سعته حيث تدافع مواطنو الحريق من كل مكان من أجل الصلاة على جنازة فقيدهم ولتقديم الوفاء له وهو يلاقي وجه ربه, وقد كان هذا الجمع الغفير من مواطني الحريق الأوفياء بمثابة اجماع على ما كان يتمتع به الفقيد من أخلاق عالية وعشرة طيبة فجاءوا لكي يدعوا له بالمغفرة والرحمة وفاءا له لأن فاعلي الخير لا يضيع أجرهم بين الله والناس والعزاء الوحيد الذي تركه لنا الفقيد نحن مواطني الحريق بعد سيرته الطيبة وسمعته الحسنة هم أبناؤه الذين يسيرون على نهجه لأنه غرس فيهم كل الصفات التي عهدناها فيه فكانوا نعم المنبت الحسن من الأصل الأصيل فالخير باق في أبنائه (ناصر/ راشد/ عبدالله/ خالد/ يوسف/ حمد).
وأخيرا أقول إن فقيدنا أبا ناصر باق بأعماله وباق بأبنائه وباق بسيرته العطرة الحسنة التي تركها، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
سعد الشبانات

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved