أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd December,2000العدد:10293الطبعةالاولـيالأحد 7 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

يعملها الصغار,, فيقع فيها الكبار!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يذكر لي أحدهم أن جاره الذي لم يمض على جواره لهم بضعة اسابيع، قد أتى إليه في أحد الأيام متهماً ابنه، بأنه يقوم بصفة دائمة بانتزاع ما في جيب ابنه الصغير من نقود، يقول فهممت بضرب ابني امام هذا الجار إكراماً له وتطييباً لخاطره إلا أبني لم أجد ابني في تلك اللحظة, وعندما وجدته لم استعجل في ضربه خاصة بعدما أقسم لي بأغلظ الأيمان أنه لم يفعل شيئاً من ذلك، فقررت أن أواجهه بالجار الذي فاجأني بقوله إنه لم ير ابني يفعل ذلك، بل من أخبره بذلك هو ابنه الصغير، يقول فطلبت منه أن يحضر ابنه ليتعرف على ابني، فلما جاء أجاب ببراءة الطفولة التي لا تعرف الكذب، لا يأ ابي ليس هذا هو، يقول فسمعت صوتا نسائيا صادراً من وراء باب جارنا، يقول بل إنه هو، فكرر الطفل إجابته ولكن هذه المرة بلغة الواثق حيث قال لا يا أمي ليس هذا من أخذ النقود من جيبي بل طفل آخر يشبهه، يقول فأسقط في يد الجار الذي لم يجد بداً من الاعتذار الشديد.
وما كاد ينهي روايته حتى غبطته على الحكمة التي تحلى بها، وجعلته يتقبل اعتذار جاره بصدر رحب ولم يسع لتصعيد المشكلة مستغلا انقلاب الأمور لمصلحة ابنه، وأيضا كان حكيما عندما لم يستعجل في عقاب ابنه، لأنه لو فعل ذلك لكان قد تسبب في جرح مشاعر ابنه جرحاً غائرا لم ولن يمحوه الاعتذار مهما بلغ مداه.
وقد كان الطرف الآخر أيضا على شيء من حسن التصرف، حين لم يبادر بتأديب من كان يعتقد أنه ينتزع الأموال من يد ابنه بالقوة دون الرجوع الى والده، مما كان له أعظم الأثر في مرور المشكلة بسلام، وإلا فإن مثل هذه المشكلات التي تحصل بين الأطفال تتطور بين الكبار في أحيان كثيرة الى عداء وخلافات وقطيعة، وكما قالوا (يعملها الصغار ويقع فيها الكبار), وقد عايشت فصول واقعة من هذا القبيل حدثت بين جارين بدأت بمضاربة طفولية بين ابنيهما وانتهت بصورة مأساوية في المحكمة، عندما أقيم على أحدهما حد القذف، لأنه لم يستطع أن ينتقم لابنه إلا بسب جاره بأقذع العبارات والألفاظ، لتتحول العلاقة بين الأسرتين إلى علاقة مكهربة، قابلة للاشتعال في أي لحظة ما دامتا متجاورتين.
علي بن زيد القرون
حوطة بني تميم

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved