أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd December,2000العدد:10293الطبعةالاولـيالأحد 7 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

من الضروري المحافظة عليهم
مديرو المدارس وضعوا في مهب الريح
سعادة رئيس صحيفة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
امتدادا لما كتبته حول معاناة رجال التربية والتعليم في الميدان، ولما في هذا الميدان التربوي من الأمور المهمة والتي يصعب توصيلها بسرعة إلى صناع القرار في الوزارة؟!
فإني سأحاول جاهداً توصيل ما يعانيه رجال التربية والتعليم من صعوبات عبر صحيفتكم الغراء سائلاً الله لي ولكن التوفيق والسداد,.
إن الناظر إلى حال مديري المدارس نظرة متفحصة في ظل التعليمات والأنظمة التي تصدر من الوزارة أو من مديري التعليم، والذين فوض لهم وزيرنا النشط العديد من الصلاحيات، والتي يفترض أن يفوضوا جزءا منها لمديري المدارس، يجد في القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام الصادرة عام 1420ه في الفصل الثالث المادة الخامسة عشر (مدير المدرسة)، النص التالي:(مدير المدرسة هو المسؤول الأول في مدرسته، وهو المشرف على جميع شؤونها التربوية، والتعليمية،والإدارية، والاجتماعية، وهو القدوة الحسنة لزملائه أداء وسلوكا).
ثم يندرج بعد ذلك ثلاث وعشرون فقرة، تفصل تفصيلاً دقيقاً ما يقوم به مدير المدرسة من أعمال معظمها في الحقيقة أعباء يمكن أن يقوم بها غير مدير المدرسة، مثل ما جاء في الفقرة الثالثة، من متابعة المدير وإشرافه على المصلى، المعامل والمختبرات، مركز مصادر التعليم، المقصف المدرسي، قاعات النشاط، الأفنية، الملاعب، أجهزة التكييف وتبريد المياه، تنظيم الفصول، وغيرها,.
هذا كله في فقرة واحدة!، وأمثالها كثير, ثم الفقرة الأخيرةيقول نصها: (وأية أعمال أخرى تسندها إليه إدارة التعليم مما تقتضيه طبيعة العمل التعليمي).
ثم تأتي المادة السادسة عشرة لتفسر كيف يتعامل المدير مع المعلم الجديد فقط!!
ثم المادة السابعة عشرة لتفسر كيفية التعامل مع حالات غياب المعلمين فقط؟!! ثم المادة الثامنة عشرة والتي تلزم مدير المدرسة بوضع خطة عمل مفصلة (يومية أسبوعية شهرية فصلية سنوية).
غالباً ما يعطل تنفيذها سلوكيات الطلاب الطارئة غير المرغوب فيها، خصوصا في المرحلة المتوسطة والثانوية.
ولكي لا أطيل عليكم في ذكر المواد الخاصة بمدير المدرسة، آمل الرجوع لها وقراءتها من قبل الأخوة القراء، لمعرفة ما حمل هذا الرجل والذي يقال عنه (مدير المدرسة) من أعباء لا يستيطع حملها إنسان!!
ثم هناك مواد تصنف ضمن عمل وكيل المدرسة يتحملها المدير إذا لم يوجد وكيل في المدرسة ؟! فالمدير المسؤول الأول في مدرسته!! وتضاف له المواد والتي تشرح عمل المرشد الطلابي إذا لم يوجد ذلك المرشد !! أليس المدير هو المسؤول الأول في مدرسته؟! ويضاف له المواد التي تشرح عمل أمين مركز مصادر التعلم (المكتبة)، ومواد محضر المختبر، ومواد الكاتب إذا لم يوجد في المدرسة وكثيرة هي المدارس التي لا يتوفر فيها هذا الطاقم، أو جزء منه.
ثم إن هؤلاء المديرين يترأسون ستة مجال يجب أن تؤدي دورها التربوي وتفعل كما جاء في القواعد التنظيمية.
إن جميع ما ذكرته هو جزء من الأعمال المناطة بالمدير، وآمل منكم أيها الأخوة القراء مرة أخرى قراءة هذه القواعد قراءة متأنية,, لتعرفوا حجم المسؤولية والعبء الملقى على كاهل هذا الإنسان، فهو مسؤول عن متابعة كهرباء المدرسة، ودورات المياه، وعن التصدعات، والتشققات، والنوافذ، والحراسة، الخ,.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي المميزات والإغراءات التي وضعتها الوزارة لمدير المدرسة والتي جعلته يضع نفسه في هذا المكان المتعب والمرهق نفسياً وبدنياً ومادياً؟!!
الجواب بطبيعة الحال لا شيء.
بل كرم المدير بجعل الطلاب يتطاولون عليه، حيث سحبت من مجلس إدارة المدرسة وليس المدير وهو المسؤول عن مدرسته صلاحيات العقوبة بالضرب، وألغيت درجات السلوك والمواظبة!! ولا يمنع الطالب المتأخر من الدخول للمدرسة، أو يؤخر عن دخول الفصل، ولا يعاقب بدنياً أو نفسياً!! ولا يخفى عليكم ان من أمن العقوبة أساء الأدب.
إن جميع ما حمل به المدير من مهام كثيرة فيها من الضغط النفسي الشيء الكثير خصوصا مديري المرحلة المتوسطة والثانوية، مما جعل ظاهرة العزوف عن إدارات المدارس تطفو على السطح، حيث تقف معظم إدارات التعليم عاجزة عن سد احتياجاتها من المدراس لهاتين المرحلتين، وهي تنظر بعين الألم والحسرة إلى الكفاءات الجيدة المتمكنة والخبرات التي يصعب الحصول على أمثالها والتي احتسبت العمل حتى طفح بها الكيل من الأعباء التي تتزايد ولا تنتهي وهي تتخلى عن مواقعها, باحثة عن التدريس في المرحلة الابتدائية وبالأخص المرحلة الأولية لما فيها من المميزات والتي جعلت التنافس على التدريس فيها يزداد سنة بعد أخرى.
ولعل من أهم مميزات وصفات المرحلة الابتدائية أنها تكاذ تخلو من الظواهر السلوكية السيئة والتي تزداد في المرحلة المتوسطة والثانوية كنتيجة طبيعية للنقلة الحضارية السريعة التي نعيشها في الوقت الحاضر، والانفتاح الملحوظ على جميع أقطار العالم!!رسالتي هنا إلى وزير المعارف خصوصا وإلى صناع القرار في الوزارة والمسؤولين عن الإدارة المدرسية هي: إن القياديين في المدارس والذين يستطيعون توجيه الأفراد والجماعات إلى الأهداف المرسومة لسياسة التعليم في المملكة، باقتدار ونجاح، وضعوا في مهب الريح!!، وإن الذي استطاع أن يضع هذا الكم الهائل من المميزات والمغريات للمعلمين في المراحل الأولية لن يجد صعوبة في وضع ضعفها من المميزات والإغراءات لمديري المدارس عموماً والمتوسطة والثانوية خصوصاً.
فليس من الصحيح ان نخسر سنوياً عدداً من القياديين فعلى الوزارة خلق العديد من الطرق للحفاظ عليهم وجعلهم مستمرين في القيادة في ميادين التربية والتعليم في رضا وظيفي تام وقناعة مطلقة.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
بدر بن عبدالرحمن العقل
وكيل مدرسة مرات المتوسطة

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved