أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd December,2000العدد:10293الطبعةالاولـيالأحد 7 ,رمضان 1421

الريـاضيـة

سامحونا
400 م بين الملز وسدني!
أحمد العلولا
من المتعارف عليه جدا ان اداء وتنفيذ اي مهارة رياضية وسط جمهور كثيف يختلف كلية عن أداء تلك المهارة فيما لو كان الحضور متواضعا,.
ومن المؤكد ايضا ان لسمات شخصية الفرد (الرياضي) تأثيرها الواضح على النتائج التي يحققها,, ومن هذا المنطلق برزت نجومية صوعان بطلنا الاولمبي في سيدني,, واتبعه حمدان البيشي بطل الذهبية في بطولة العالم للشباب التي جرت في (سنتاجو) شيلي.
قبل عقدين تقريبا,, توجهت عصراً الى ملعب الملز استاد الأمير فيصل بن فهد بسبب صراخ وزعيق عال لا استبعد ان المنازل المجاورة كانت تسمعه بوضوح ولهذا قررت بنفسي من باب الفضول,, ان اكون على احاطة بما يجري هناك.
* يوجد بالداخل مالا يربو على 200 رياضي الاكثرية منهم يفترشون المدرجات التي كانت خالية جدا من وجود متفرج واحد,, ومن وعلى ساحة الملعب تنطلق الصرخات المتتالية التي لا تكاد تفصل بينهما سوى (اعشار الثانية).
مين عاوز يشارك في سباق (الأربع ميه),, أنت يا محمد تعال!
يجيبه محمد من أعلى المدرج,, لا ياكابتن (شف) غيري.
,, طيب انزل يا (عبيد) اصح تقول أنك كمان مش جاهز!!
,, وبخطوات متثاقلة,, يزحف البطل الهمام للمشاركة في سباق بعد ان كان قد استنشق (عبير) أربع (سجارات) استعدادا فكل واحدة مقابل كل مائة متر.
,, أتابع السباق شوقاً لمعرفة موقع (عبيد) على الخارطة,, النتيجة لم يصل أحد خط النهاية!!
,, سألت ماذا يحدث هنا,, فقيل لي هذه بطولة منتخبات المملكة على مستوى المناطق,, إذن بكل تأكيد فإن اللاعبين هم صفوة نجوم العاب القوى,, وكانت الفرصة مواتية ولا تعوض بالنسبة لي لمشاهدة الابطال,.
** بدأ (الحراج) عند الاعلان عن بدء سباق 400 م تتابع,, فكل مدرب انصرف الى لاعبيه ليتعرف على من تتوفر لديه الرغبة في المشاركة,.
** هنا دعاني احد الزملاء للتوجه للصالة المجاورة لمشاهدة مباراة سلة ووافقت,, هناك أمضيت حوالي 10 دقائق والنتيجة التعادل بدون نقاط اذ لم يكن بمقدور اي لاعب من الفريقين ان يسجل (اسكور) واحد,, ويا للاسف!!
,, لنعود ثانية الى مسابقات أم الالعاب والعشم كبير جدا بمشاهدة المتعة والاثارة.
,, الآن كل مدرب وجد بشق الأنفس مطلبه بعد جهد جهيد في استنفاذ كافة اساليب الإقناع,, ينطلق صوت (مدفع) السباق,.
بالمناسبة من استمع ل مدفع رمضان هذه الايام؟
,, قلت سباق مثير حافل بالمتعة والتشويق,, لاعب تسقط منه (عصاته) وآخر يتعثر أرضاً,, وهناك من يخرج من السباق متوجهاً الى سيارته,, ومن يبحث عن (شربة ماء).
الطريف ان لاعبا في مقدمة المشاركين للمائة متر الاولى,, كان ذا عزيمة واصرار بالغ على تكملة السباق,, بينما كان مدربه (يتوعده) ان لم يبادر بتسليم (العصاة) لزميله الواقف على باب (الانتظار) ولكن لا حياة لمن تنادي فاللاعب (عمك أصمخ).
,, نشاهد رمي الرمح أو القرص أو الجلة حقاً,, ارقام (قياسية) أفضلها لا يتعدى عشرة امتار!!
,, إذن أين نحن من العالمية؟
سؤال طرحته على نفسي,, وأتبعت ذلك قائلا (خلونا بس في كرة القدم).
,, تمر 15 سنين على تلك الواقعة,, وإذا بصديق عزيز كان احد اعضاء اتحاد العاب القوى يرشحني للمشاركة في عضوية اللجنة الاعلامية للبطولة الرابعة لدول مجلس التعاون الخليجي بالرياض,, لم تفلح معه محاولات الاعتذار بالمرة,, لذا قبلت على مضض خاصة بعد موافقته للشروط التي طرحتها وبالذات تلك التي تتعلق بتحفيز الجمهور وحثه نحو حضور منافسات البطولة بعد ان تم رصد جوائز قيمة.
وهي التي ذهبت في النهاية لاعضاء اللجان العاملة وعدد من اللاعبين المشاركين في البطولة,, كما ان نصف الجوائز لم تجد احداً يود استلامها!!
,, بيت القصيد الحضور السعودي كان متواضعا,, إذ لا نتائج تذكر,, فالذهب ل قطر ولا تسألوا عن السبب.
,, فقط لنتذكر مستوى الاعداد سابقا وكفاءة التدريب,, وكل ذلك يعد محصلة طبيعية لواقع التخطيط الارتجالي,, العشوائي الذي لا يعرف شيئاً يتعلق بالمنهج العلمي.
وتمر 10 سنوات أخرى حيث هبت رياح التغيير التي طالت اتحاداتنا الرياضية,, ومنها بالطبع اتحاد (أم الالعاب) الذي اسندت رئاسته للأمير نواف بن محمد وكان قد حقق نجاحاً بارزا على مستوى السلة الهلالية,, فاستبشرت اسرة العاب القوى بقدومه وبدأت حركة التجديد,, واستقطاب دماء شابة وطنية تتخذ من الميدان منطلقا للنشاط وترجمة الافكار الطموحة نحو احداث نقلة نوعية للالعاب التي تخطو على استحياء شديد,, وهذا على مستوى التعاون الخليجي.
,, نواف بن محمد وكوكبته الذهبية,, بالعمل الشاق المتواصل,, بتلك الذهنية المتوقدة حماساً والمتفتحة على ما يدور في قلب الالعاب وحولها هم الذين ساهموا في صياغة (حجر اساس) متين قوامه ذهب (هنا وهناك) وعلم أخضر يرتفع خفاقاً بين سدني وسنتاجو.
اليوم يرتفع صوت المملكة في ارجاء المعمورة في (زمن) (قياسي) وجيز يتقدم دولاً متقدمة سبقتنا عشرات السنين,, لكن ها هم النجوم بقوة الارادة,, وكفاءة الاعداد والتدريب وحسن الرعاية من أمثال هادي وحمدان واليامي يؤكدون للعالم أجمع ان (السعوديين) وصلوا ولن يغادروا منصات التتويج,, الا بالذهب والفضة بعد ان قالوا وداعاً لنقص الخبرة وقلة الاحتكاك,, وما المشاركة الا لمجرد المشاركة,, وسامحونا!!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved