أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd December,2000العدد:10293الطبعةالاولـيالأحد 7 ,رمضان 1421

الريـاضيـة

وجهة نظر
حتى يكتمل الهلال بدراً
سعد السبيعي*
بادئ ذي بدء أبارك للجماهير العربية بصفة عامة والجماهير الهلالية بصفة خاصة نجاح البطولة العربية بحصول زعيمها ومنظمها على معظم الالقاب يزينها لقب بطل ابطال العرب.
لقد تجلى الهلال في درة الملاعب مساء الاربعاء الماضي ولقن جميع الفرق بما فيها النصر الذي يصفه محبوه بالعالمي درساً في فنون الكرة والروح العالية والقتالية وعدم اليأس او الاستسلام لمن حاول التأثير عليه بشتى الطرق والوسائل المضحكة المبكية والمخجلة في نفس الوقت, ولكن هيهات هيهات ان ينالوا منه او يؤثروا عليه وذلك لسبب بسيط وبسيط جدا لأنه الهلال وما ادراك ما الهلال!!
ايضا والهلال يمر بظروف خاصة لا تخفى على المشجع الهلالي.
لقد اشاد كثير من النقاد والكتاب الرياضيين بمستوى الهلال واستحقاقه البطولة واعطوه حقه المشروع من المدح والثناء وايضا لا انسى القراء بمقالاتهم وأشعارهم التي تجسد حبهم وإعجابهم بالزعيم ويحق لهم ان يفرحوا بفريقهم على طريقتهم الخاصة لأنه حصد جميع الالقاب ومستمر في حصاده الى ان يشاء الله لانها أضحت عادة سنوية قد تصل الى عادة بطولية (أي كل بطولة يشترك فيها يحصل عليها او يكون له نصيب الاسد منها) وكل ادلى بدلوه ممتدحاً هذا الهلال سواء كان هلاليا او محايداً سعوديا كان أو عربيا وحتى الأجانب انصفوه واشادوا به لاعجابهم الشديد بما شاهدوه اثناء المباراة النهائية وكيف استطاع هذا الفريق المتمرس في النهائيات التعامل مع احداث ووقائع المباراة وتحويلها لصالحه في اي لحظة يريد ومتى يريد وكيف يريد والله يفعل ما يريد, مع الرأفة والشفقة بالفريق المقابل لكونه فريقا سعوديا له حق الوطنية والجوار والا كانت النتيجة الطبيعية تتراوح اهدافها من خمسة الى سبعة اهداف وذلك من خلال مجريات واحداث المباراة وما تحصل عليه الهلال من فرص اكيدة للتسجيل وليست اشباه فرص.
ورغم ذلك كله يتبادر الى اذهاننا السؤال التالي: هل هذا هو هلالنا الذي نعرفه؟ وسأتحدث بواقعية وعقلانية عن الفريق الهلالي ومستواه من خلال البطولة العربية: ارى من وجهة نظري الشخصية أن الهلال حقق البطولة العربية وتربع على عرشها من اول مشاركة وهو ليس في افضل حالاته الفنية وبمستوى غير مقنع ما عدا المباراة النهائية حيث اظهر بعضا من مستواه المعروف عنه وذلك لتمرس لاعبيه في النهائيات ونجاحهم في التعامل معها بغض النظر عن اي شيء آخر سواء فنيا او اداريا فما بالك لو كان في افضل حالاته الفنية فإنه سيكسب البطولة قبل أن تبدأ خصوصا وان جميع الفرق العربية المشاركة مع احترامي وتقديري الشديد لها ذات مستويات متفاوتة بين العادية والمتوسطة مقارنة بفريق شيميزو الياباني الذي سيقابله الهلال يوم الاحد القادم على ارضه وبين جماهيره في مباراة الذهاب المهمة.
سأوجه رسالة تحذيرية للهلاليين بأن ينسوا البطولة العربية وأفراحها ولا تخدعهم هذه البطولة حيث دائما الفوز كما هو معروف يغطي العيوب والاخطاء سواء كانت فنية او ادارية والهزيمة هي الوحيدة التي تكشف لنا الأخطاء.
فنحن بطبيعتنا عاطفيون ولقد قرأنا عبر وسائل الاعلام وسمعنا كثيرا بأن البطولة العربية هي آخر مشاركة يشرف فيها بلاتشي فنيا على الفريق ومنهم من وصل به الأمر الى تأكيد ذلك بأن المدرب البديل هو يوردانيسكو وأنه متواجد في الرياض والمسألة ما هي الا مسألة وقت ليس إلا,, وبعد الفوز بالبطولة انقلبت الموازين رأساً على عقب وأصبح بلاتشي المقال او المهدد بالاقالة لا يشق له غبار وانه خلف هذا الانجاز وانه مدرب تكتيكي من الطراز الاول ويعرف كيف يقرأ المباراة جيداً ويضع التشكيل المناسب وما شابه ذلك من المدح المبالغ فيه وأنه هو المدرب المناسب للهلال ولا اعني بكلامي هذا المطالبة باقالته ولكن اذا كان مدربا مناسباً للهلال وقادرا لقيادته لمنصات التتويج كما هي العادة مع اي مدرب فلم هذا التشكيك في قدراته والغمز واللمز والإرباك له منذ إعلان التعاقد معه؟ ومع الأسف فإن ما حصل له من هذه الامور السابقة هو من الهلاليين أنفسهم الذين يطالبون حاليا باستمراره وبقوة (سبحان مغير الاحوال) وقد يكون هذا التشكيك هو احد الاسباب الجوهرية لهبوط المستوى منذ قدوم بلاتشي (علماً بأن بلاتشي مدرب محظوظ جدا حيث وصل الى النهائيات خلال مشواره التدريبي ست عشرة مرة لم يخسر اياً منها وهناك معلومة تقول اذا لم تكن محظوظا لا تسلك مجال التدريب, واعتقد ان اكبر حظوظ هذا المدرب اشرافه على تدريب الهلال).
والهلال حالياً مشرف على بطولات كثيرة خلال هذا الموسم والذي يليه يأتي في مقدمتها محاولة التأهل لكأس العالم للاندية الذي هو هاجس كل هلالي والبطولات التي تليها تحتاج الى جهد وعمل مضاعف بعيداً عن الارتجالية والحظ لان الحظ لا يخدم دائما واجتهادات النجوم لا تخدم دائما.
ولابد من عمل فني مقنن ومدروس يكمله مهارات وخبرات النجوم الهلالية.
والهلال يحتاج لتوظيف عناصره بشكل افضل مما هو عليه الآن بعيداً عن الاجتهادات والارتجالية وفزعة النجوم خصوصا وانه يوجد فيه عناصر ونجوم تساوي وزنها ذهباً والدليل وجود ثمانية منهم ضمن افراد منتخبنا الوطني وأي مدرب يتمنى وجود ولو حتى نصفهم في فريقه لينافس على البطولات واجمالاً اتمنى من المسؤولين الهلاليين ان يدركوا ان هناك اخطاء فنية واضحة يعرفها الاشخاص القريبون من الفريق رغم الحصول على البطولة وهم مطالبون بمناقشتها ووضع الحلول المناسبة لها حتى يكتمل الهلال بدراً كما عهدناه قبل ان تقع الفأس في الرأس ويخرج الهلال لا سمح الله من اول مواجهة حقيقية وقوية ضد الفريق الياباني.
وفي الختام اتمنى ان يواصل الهلال مشواره في حصد البطولات محليا وقارياً وعالمياً ان شاء الله بدون توقف.
*مدرب وطني

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved