أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd December,2000العدد:10293الطبعةالاولـيالأحد 7 ,رمضان 1421

تحقيقات

بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين (الجزيرة) تطرح قضية كل معاق
لماذا لا يشارك المعاقون في الندوات التي تعقد من أجلهم
المعاقون: نحن مهمشون ولا نعلم عن مؤتمراتنا إلا من الصحف وليس لنا فيها أي دور أو مسؤولية!!
* تحقيق : شيخة القحيز
هل المعاقون يحضرون ما يقام لهم ومن أجلهم من المحاضرات والندوات والمؤتمرات وهل هم ممن يحضر تلك المحافل بدعوة شخصية من منظميها ام بمبادرات منهم أنفسهم ذلك انه من المفترض ان يكون لهؤلاء المعاقين حضور وتعرف على ما يطرحه المتخصصون علميا وعمليا في تلك الاجتماعات بمبادرة شخصية كنوع من الاهتمام والمتابعة فهذه تخص المعاقين فكيف لا يعرف المعاق عن هذه المؤتمرات كذلك تقع مسؤولية كبيرة على المسؤولين والمنظمين والعلاقات العامة في كل موقع ينظم تلك المحاضرات والمؤتمرات بحيث تخصص كمية كبيرة من بطاقات الدعوة للمعاقين في نفس الجهة والمواقع الاخرى والتي يتواجد بها معاقون تؤكد فيها على اهمية حضور المعاق لاجل الحضور والاطلاع على ما يقدمه المختصون في هذا اللقاء وما يمكن ان يطرحه المعاقون الحضور من ملاحظات واقتراحات تزيد من نجاح ذلك المحفل.
بيد ان الواقع يشهد بندرة تواجد المعاقين في اي تجمع علمي من اجل المعاقين اذ ربما تجد واحدا أو اثنين!
فلماذا لا يكون اكثر الحضور من المعاقين من مختلف قطاعات الموظفين المعاقين؟ لماذا لا يبحث عنهم وتقدم لهم الدعوة كما تقدم للمحاضرين وكبار الضيوف والاعلاميين أليس ذلك التجمع اقيم من أجلهم ولهم؟
هذه الاسئلة طرحناها على بعض المعاقين الذين يتبوؤون الان مواقع وظيفية جيدة رغم إعاقتهم البدنية التي لم تمنعهم من الابداع والنجاح.
ومن هؤلاء قاهرو الإعاقة وضيوف هذا الاستطلاع د, ماهر بن سعد بن ابراهيم الجديد مصاب بشلل اطفال بالطرف السفلي الايسر منذ الصغر.
وقد حصل على درجة الماجستير في التأهيل الطبي ونال شهادة الدكتوراه في تخصص الطب الطبيعي والتأهيل وهو الان موظف طبيب استشاري ورئيس قسم الطب التأهيلي بمستشفى القوات المسلحة بالرياض وسألناه في البداية:
* هل تتابع محاضرات وندوات ومؤتمرات المعاقين؟
قال أحضر معظمها واشارك ببعض الاوراق سواء داخليا أو دوليا واهتم بتوصيات ونتائج تلك الندوات والمؤتمرات.
* هل تمتد دعوتك لهذا المؤتمر لانك معاق؟ وماذا قدمت؟
تمت دعوتي لاني احد المتخصصين في مجال الاعاقة؟
هل لك مشاركات بالكتابة في مجلة او جريدة او الاذاعة عن المعاقين؟
نعم شاركت في برامج اذاعية وتلفزيونية وكتابات صحفية.
* وهل لديك علم بجائزة جمعية الاطفال المعاقين التي رصد لها مائة الف ريال للمعاق المتميز عن بقية المعاقين بتجاوزه للعقبات في طريقه؟ وهل تطمح في نيلها؟
لا لم يصلني اي خبر عن تلك الجائزة وأتمنى معرفة شروطها ومتى بدأت وبالرغم من احتسابنا جميعا للأجر والثواب وان تكون أعمالنا خالصة لوجه الله الكريم، الا انني لا ارى مانعا في ان يتم ترشيحي لتلك الجائزة.
أين دور القطاع الخاص
* ماذا تقول للمسؤولين عن المعاقين وللمسؤولين عن الاعلام؟
اقول لهم ان حكومتنا الرشيدة أولت المعوق جل اهتمامها ووضعت الانظمة والقوانين التي تنصف المعاق الا ان بعض الاخوة المسؤولين لا يهتمون بذلك كما ان القطاع الخاص يجب ان يضطلع بمسؤولياته تجاه هذا الوطن الذي هيأ له كل وسائل النجاح فلابد ان يساهموا مع الدولة في تبني المشاريع التي لها علاقة بالمعوقين.
ولابد هنا من الاشادة بدور كثير منهم خصوصا الذين ساهموا في انشاء وولادة جمعية رعاية الاطفال المعوقين.
واخيرا ارفع اسمى آيات الشكر والعرفان لمقام سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي يرعى حقوق المعوقين آخرها تبنيه مؤسسات سلطان بن عبدالعزيز الخيرية على حسابه الخاص ويساند كل المعاقين بكل ما اوتي كما لا ننسى جهود سمو سيدي امير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي يرعى مركز الامير سلمان لابحاث الاعاقة وآخرون كثيرون قدموا للمعاقين الكثير لا يتسع المجال لحصرهم وتعداد أعمالهم الخيرة.
أين من يسمعوننا
وننقل لأخذ رأي المعاق سعود العثمان ولديه شلل اطراف سفلى لم يدرس كما يقول ولكن لديه بعض الشهادات وهو شاعر في السابق.
ويعمل في الصباح بشركة الكهرباء وفي المساء يمارس اعمالا حرة.
وقد كانت اجابته على أسئلتنا جميعا بالرفض حتى جائزة الجمعية لا يطمح في الحصول عليها وعن هل يوجه كلمة للمسؤولين قال: هل يوجد احد يسمع للمعاقين؟؟!! ويبدو ان الاخ سعود منطو عن المجتمع وغير متفائل بما يتم انجازه بين الحين والآخر.
نتائجها على الورق
واستكمالا للحديث عن هذا الموضوع التقينا عبدالعزيز بن عبدالهادي الجعيدي صاحب عدة مكاتب استقدام في الرياض والخرج ومصاب بشلل نصفي (سفلي) حيث قال انه يتابع اخبار محاضرت ومؤتمرات المعاقين وذلك من خلال الاعلام بوسائله المختلفة من قنوات تلفزيونية محلية وخارجية وصحف ومجلات ومن خلال الدوريات المتخصصة كما نتابع ذلك من خلال ما يبذل على النطاق الداخلي في المملكة من محاضرات وندوات في وزارة الشؤون الاجتماعية والمراكز المتخصصة في الاعاقة والجمعيات المعنية بهذا الامر.
* هل تهتم بتوصيات ونتائج تلك الندوات والمؤتمرات عن المعاقين؟
نعم اهتم بتوصيات ونتائج تلك المحاضرات والندوات والمؤتمرات ولكن وبكل صراحة ما هي في الغالب الا مجرد كتابات على ورق.
* هل تمت دعوتك لهذه المؤتمرات لأنك معاق؟ وماذا قدمت؟
نعم قد تمت دعوتي لعدد من تلك المحاضرات والندوات والمؤتمرات فقد دعيت الى المؤتمر الاول للمعاقين الذي انعقد في الرياض منذ 5 سنوات اضافة الى عدد من المحاضرات والندوات في وزارة العمل ومؤسسة رعاية الاطفال المشلولين بالرياض وبالنسبة لما قدمته فهو يقتصر على المشاركة بالكلمات او التوجيهات التي تخدم المعاق او تسمع صوته للناس وللمسؤولين.
* هل لك مشاركات بالكتابة في مجلة أو جريدة او الاذاعة عن المعاقين؟
كان لي في السابق بعض المقالات او الكلمات في بعض الصحف والمجلات المحلية اما الان فلا.
لا أعلم عنها
* هل تعرف ان هناك جائزة لجمعية الاطفال المعاقين رصد لها مائة ألف ريال للمعاق المتميز عن بقية المعاقين وتجاوزه للعقبات في طريقه وهل تطمح في نيلها؟
حقيقة لم يصلني هذا الخبر وماذا تقصدون بالمعاق المتميز فكل المعاقين يكافحون بكل ما يستطيعون لكي ينطلقوا في هذه الحياة ولكي يتمكنوا من معايشة الناس والتكيف مع المجتمع وقد تختلف ظروف بعضهم عن بعض او قدراتهم الفكرية والفردية ولاشك ان الهمم والطموحات والانفس تختلف ولكن ليس بما يتبادر للمفهوم العام وبخصوص الطموح للجائزة المذكورة فأنا لا اطمح لها لسبب بسيط جدا وهو انني اعمل كل ما استطيع عمله فيما يخصني من امور الحياة او فيما يخص اخواني المعاقين انطلاقا من ذاتي واحاسيسي حتى ولو كان هناك جائزة فلن استطيع ان اعمل عملا جديدا لانني ابذل كل ما بوسعي اصلا وان حدث وجاءتني هذه الجائزة فهي خير من الله تعالى وسوف اتبرع بها لاخواني المعاقين.
هذا ما نريده
* ماذا تقول للمسئولين عن المعاقين وللمسئولين عن الاعلام؟
اقول للمسؤولين عن المعاقين وفقكم الله وسدد خطاكم لما تقومون به من جهود وخدمات للمعاقين ولكنني اود طرح بعض الاقتراحات والتي قد طرحت كثيرا في الماضي وهي:
أن المعاق في المجتمع هو ابوك أو أخوك او ولدك أو قريب لك وليس غير ذلك.
نقول للمسؤولين: نرغب في تسهيل اجراءت المعاقين في الدوائر الحكومية والمصالح العامة بايجاد مكتب خاص لخدمة المعاقين.
نقول للمسؤولين يجب الزام اصحاب المنشآت والمباني والمحلات بعمل منزلقات خاصة بالمعاقين وعدم اعطاء رخصة بناء الا بالالتزام بذلك الشرط وهذاالامر نعاني منه كثيرا.
ونقول للمسؤولين: نريد تشديد العقوبة على مستخدمي مواقف المعاقين، فلا تكاد ترى موقفا للسيارات خاصا بالمعاقين الا وتجده مشغولا بالسيارات الاخرى فيضطر المعاق الى الوقوف بعيدا عن المكان الذي يريده.
ونريد من المسؤولين في اللجنة الوطنية للمعاقين ان تقوم بعمل اجتماعات مع اصحاب الشأن من المعاقين للوقوف فعليا على احتياجاتهم.
ونقول لمدير مطار الملك خالد اين مصاعد المعاقين القادمين من المحطات الدولية.
ونقول لمدير الخطوط السعودية لماذا لا يكون تخفيض التذاكر للمعاقين من سعر البيع وليس من السعر الاساسي لان التكلفة بعد التخفيض من السعر الاساسي تكون مثل اسعار المكاتب السياحية ثم نطلب ان يكون التخفيض ايضا على الدرجة الاولى لان الدرجة السياحية لا تعطي للمعاق الراحة المطلوبة.
ونريد من الاعلام التركيز على قضايا المعاقين وشئونهم في الاذاعة والتلفاز والصحافة وعمل برامج ومشاهد توضح للناس حقيقة الاعاقة ووضع المعاقين وعمل لقاءات مع الدوائر المختصة بالمعاقين ومع المعاقين انفسهم.
ونريد من الاعلام تكثيف توعية الناس عن المعاقين وطريقة التعامل معه وانه انسان لا يختلف عن اي واحد منهم وخصوصا نظرة الشفقة المجردة فعليهم ان ينظروا للمعاق نظرة اخرى كأي فرد لا يختلف عن غيره.
ونريد من الاعلام عمل برنامج اسبوعي تلفزيوني خاص عن المعاقين تعقد من خلاله لقاءات مع المعاقين ويتابع الجديد في مجال علاج المعاقين والابحاث العلمية في هذا ويتابع كذلك مدى التطور الحديث في وسائل خدمة المعاقين اضافة الى القاء نظرة عالمية عن المعاقين في العالم.
أتابع الأخبار وتهمني
وهذا احد المعاقين في جمعية الاطفال المعاقين مصاب بشلل في الجهة اليمني اسمه معيد احمد حكومي وصل في دراسته الشهادة الابتدائية وموظف بالسنترال يقول انه يتابع الاخبار الخاصة بالمعاقين ونتائجها تهمه كمعاق لعل احدى النتائج والتوصيات التي ترفع من شأن المعاق تطبق ورغم كونه بالجمعية صاحبة النشاطات الخاصة بالمعاقين الا انه لم تتم دعوته لاي من تلك الانشطة الكثيرة والمختلفة اذ يعرف هذه الانشطة من خلال الصحف فقط.
* وعن جائزة جمعية الاطفال المعاقين التي رصد لها مائة الف ريال للمعاق المتميز قال معيد؟
هذه اول مرة اسمع فيها عن الجائزة مع انني يوميا متواجد بالجمعية ولم اسمع بها اطلاقا ولكن اطمح بالحصول عليها لتحسين مستواي المعيشي وتسديد ديوني وشراء منزل لعائلتي.
* وماذا تقول للمسؤولين عن المعاقين؟ وللمسؤولين عن الاعلام؟
لماذا لا يوجد اهتمام بشؤون شباب المعاقين كما يفعل مع الاطفال؟!
تقولون هناك وزارة العمل تهتم بهم ولكني اقول انها تهتم بهؤلاء من الناحية الطبية وصرف الاعانات التي تعتبر ضئيلة بالنسبة لمتطلبات المعاقين المكلفة لماذا لا تهتم بهم من ناحية تأمين الوظيفة للمعاق خريج مراكز التأهيل الشامل وتدريب المعاق على احتياجات بعض الجهات لبعض التخصصات كي يتمكن من العمل الصحيح كذلك تجعل للمعاق الاولوية في التثبيت على وظيفته واعطائه بدلات كغيره من الموظفين وتقدير ظروفه الصحية التي تضطره الى أخذ اجازة استثنائية واقول للمسؤولين عن الاعلام عليكم بتكثيف البرامج عن المعاقين وقضاياهم وتعريفهم بالجهات التي تعني بشؤون المعاقين واختصاص كل جهة.
ويتساءل معيد:
لماذا لا يوجد بنك للمعاقين يقوم بتسليفهم واعانتهم في شراء دواء او سيارة او منزل.
لم نهملهم
وردا على تلك التساؤلات اجاب الاستاذ عوض بن عبدالله الغامدي مدير عام جمعية الاطفال المعوقين فقال عن الاتهام بتهميش دور المعاقين فيما يخصهم من مؤتمرات وندوات ومحاضرات حيث لا تتم دعوتهم للمشاركة الفاعلة في تلك المحافل؟
ان اجتهاد المهتمين يؤكد تعاطفهم وتفهمهم مع انني لا استطيع الجزم بعدم صحة ذلك، والنقلة التي نعيشها على مختلف المستويات كفيلة بأن نصحح مفاهيم وقناعات تعاملنا معها عقودا طويلة من الزمن ولو اتيح لكم فرصة الاطلاع على ما تم تبادله في اجتماعات اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي الثاني للاعاقة والتأهيل الذي نظمته الجمعية ومراكز الامير سلمان لابحاث الاعاقة على سبيل المثال لتبين لكم ان التوجيهات قد اخذت بعين الاعتبار مشاركة الفاعلين من اصحاب الظروف الخاصة في فعاليات المؤتمر.
* واجابة على ان المعوقين في نظر المسؤولين مجرد محاويج ومتلقين لما يصدره اصحاب القرار والتوصيات وليس لديهم مشاركات صالحة؟ قال الاستاذ الغامدي؟
في السؤال تعميم غير مبرر في اعتقادي وخصوصا ان من بين اعضاء اللجنة العلمية بالمؤتمر ولجانها الاخرى من تجاوزوا ظروفهم الخاصة ومشاركاتهم اساسية.
وما دام السؤال يتحدث عن شريحة اجتماعية هامة فبدون شك ان مختلف شرائحنا الاجتماعية تتفاوت قدراتها ومتطلباتها ونسبة كبيرة منهم ليس لديهم كما اشرت مشاركات صالحة.
* ما الذي ينقص المعاقين حركيا في بلادنا حتى ينافسوا اخوانهم الاسوياء في شتى المجالات الحياتية؟
لا ارى ان المعوقين حركيا ينقصهم شيء للمشاركة الا ما ينقص اخوانهم الاسوياء من الحاجة للتأهيل والتعليم وانا ضد هذا التصنيف الفئوي،فالمعوق الذي يتجاوز اعاقته بالتأهيل والتعليم قد يكون اكثر حضورا وعطاء من غيره من الاسوياء والامثلة اكثر من ان تحصى ومن يطالع كتاب اشهر المعوقين في العالم لمؤلفه زهير بن عبدالرحمن عبدالحميد جمجوم يدرك ان الاعاقة ليست نهاية المطاف وانه بالايمان والارادة يصبح المحال ممكنا بمشيئة الله وتوفيقه.
واضاف الغامدي ان المعوق ان شاء الله انسان سوي وغير السوي هو من يمارس اعمالا غير مسؤولة لا تتم عن رشد سواء كانت له اعاقة ظاهرةاو اعاقة خفية اما كيف نجعله يستغل ما تبقى لديه من مواهب فالمسؤولية مشتركة حيث يقع على المجتمع بمؤسساته مهمة توفير المناخ الملائم لتأهيله واندماجه في المجتمع شأنه شأن الآخرين وتقع عليه هو مسؤولية ايضا بأن لا يتجاوز في طموحاته وآماله ما لا يمكنه الابداع او الانتاج فيه وان يسعى على الدوام لاثبات قدراته وامكاناته.
هم الاساس
اما الاستاذ الدكتور محمد بن حمود الطريقي المشرف على المركز المشترك لبحوث الاطراف الاصطناعية فقال عن هذا الموضوع:
الحديث عن تهميش المعاقين في المؤتمرات والندوات امر غير دقيق ولا يستند الى استبيانات واحصاءات ويجب ان نعرف ان هؤلاء المعاقين هم اساس عقد المؤتمرات والندوات التي يقاس نجاحها ومدى فعالياتها بتأثيرها العلمي وما تسفر عنه من ابحاث وتوصيات تتم الاستفادة منها في كافة المجالات التي يمكن ان تخدم قضايا المعوقين,, وهنا تصبح مسألة الحضور والتواجد لشخص المعاق في تلك المؤتمرات او الندوات أمرا يتعلق بمدى اهتمامه وحرصه على المشاركة التي غالبا ما تكون مفتوحة للجميع,, اما عن قضية المشاركة الفاعلة فهي بالحقيقة تتوقف على اعتبارات عديدة يجب توافرها في الشخص المناسب لمثل هذه المشاركة فالمعاق ليس حيوان تجارب نحشره في المؤتمرات والندوات لنعرضه امام الحاضرين ولكن مشاركته تأتي على قدم المساواة مع الاسوياء فقد اصبحت مسألة تأهيل واعادة تأهيل المعاق في المجتمعات المتقدمة مسألة مبنية على الدراسة والتخصص وليست على الاجتهاد كما يحدث في مجتمعات العالم الثالث.
وينفرد المركز المشترك لبحوث الاطراف الاصطناعية والاجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين باعداد مشروع (معاق مثقف) من خلاله يستطيع طرح تلك القضايا دون وصاية من احد ويتمثل ذلك المشروع في استيعاب المعاق للقضايا التالية:
الرعاية الصحية والتأهيل الطبي التأهيل المهني والتوظيف التأهيل الاجتماعي والنفسي والتعليم الخاص والتربية الفكرية التأهيل الرياضي والترفيهي.
واضاف د, الطريقي لاشك ان النظرة الى المعاق تطورت خلال السنوات الماضية وصارت بعض الدول والحكومات تنظر الى قضايا المعاقين بأهمية كبرى وتوليها رعاية خاصة على اعتبار انهم جزء لا يتجزأ من المجتمع وان عملية تأهيل المعاق ودمجه داخل المجتمع تعود بالنفع على المعاق وعلى المجتمع في آن واحد بل وتبنت بعض الدول والحكومات استراتيجيات جيدة للحد من الاعاقة والعمل على توفير اسباب الوقاية من الاصابة بها وتأتي حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين في الطليعة لما توليه من اهتمام بالغ بقضايا الاعاقة والتأهيل في المجتمع السعودي, والمركز المشترك يساهم بقدر كبير في رصد معدلات الاعاقة فبرعاية سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيزقدم المشروع الوطني لابحاث الاعاقة والتأهيل الذي يعد أول دراسة علمية سعودية عن حالات الاعاقة وانواعها واسبابها في المملكة العربية السعودية ولعل عملية اصدار وتشريع خاص للمعاقين ينظم واجباتهم وحقوقهم داخل المجتمع قريبا يعد اكبر دليل على الاهتمام الرسمي بقضايا المعاقين.
أما ما الذي ينقص المعاقين حركيا في بلادنا حتى ينافسوا اخوانهم الاسوياء في شتى المجالات الحياتية واهم ما يجب ان نقوم به تجاه المعاق هو منحه الثقة التي تفعل المعجزات والتي يجب ان توطن في اصحاب القرار بالتأهيل والتدريب والتوظيف وليس تلبية الاحتياجات المادية الوقتية, وتوعية المجتمع الذي يعيش فيه المعاق وذلك حتى يستطيع ان يتقبل الاعاقة خصوصا فيما يتعلق بأهم الامور في حياة وواقع الانسان وهو (الزواج) ونعني به زواج المعاق من انسانة سليمة وزواج المعاقة من انسان سليم ولا يتأتى ذلك بالقوانين والنظم وانما بالتوعية واعادة تأهيل ودمج المعوقين داخل المجتمع.
مبادرات يقوم بها المعاقون
* اما الاستاذ الدكتور ابراهيم بن مبارك الجوير استاذ علم الاجتماع بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية فقال:
لم يهمش دور المعاقين بل هم في القلب والعين وما مشروع النظام الوطني الاساسي والجهود التي تبذل الا من اجله وهو محل العناية والرعاية وكثير من تلك المبادرات والجهود يقوم بها المعاقون انفسهم.
واضاف ان المعاق هو الذي يقوم بكثير من الاعمال الصالحة ليس فقط بخدمة نفسه او غيره من المعاقين بل في خدمة كثير من غير المعاقين ومن اهم ذلك التوعية بعوامل الاعاقة من اجل الوقاية او الاكتشاف المبكر او سبل العلاج او التكيف.
والمعاق من صناع القرارات الاساسية في المجتمع وفي كثير من المجالات وليس مجرد محتاج تقدم له الخدمة ولكنه مشارك رئيسي في مسيرة التنمية في البلد في مجاله وحسب قدراته.
* اماالذي ينقص المعاقين حركيا في بلادنا؟ حتى ينافسوا اخوانهم الاسوياء في شتى المجالات الحياتية فقال د, الجوير:
المعاق اكثر من يستطيع الاجابة عن سؤال ما الذي ينقص المعاق حتى ينافس غيره في المجالات الحياتية كلها والتعميم غير وارد لان كل انسان معاق او غيره له اهتمامات وقدرات فلا يمكن ان يكون كل الناس سواء.
واشار الى ان المعاق الجسدي هو سوي النفس الا ما ندر ومن هنا فان السؤال كيف نجعل المعاق جسدياً سوي النفس فيه تهمة للمعاق ليس سوي النفس وهذا ما لا اقبله ليس تكرما وانما واقعاً فهو سوي النفس كثير العطاء ذو مهارات ومواهب تفضل بها عليه المولى جل وعلا ويمكن للمبدع المعطي منهم ان يسهم مع غيره في المسيرة المباركة.
* وتقول الدكتورة فوزية محمد حسن أخضر الموجهة بشعبة الاشراف التربوي للتعليم الخاص برئاسة تعليم البنات عن هذا الموضوع:
ان الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة نبع من رعاية الله سبحانه لهم في قوله تعالى (عبس وتولى أن جاءه الاعمى، وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى) ومن هذا المنطلق بدأ الاهتمام به كانسان له حقوق وعليه واجبات يفتر ض الا تغفل ويجب الاعتراف بكرامته كفرد والثقة في قدراته رغم ما به من عائق والاخذ بأسلوب التكامل البنائي فيما يتعلق بالنظر الى شخصيته ومشكلاته وطرق حلها, ولا ينبغي ان نخطط له في توجيه دفة حياته بل يجب أخذ رأيه في جميع ما يتعلق بأموره واحتياجاته وهو الذي يجب ان يكون صاحب القرار لانه اعرف بمشاكله واقدر على اعطاء الحلول الصائبة لها,.
* واضافت د, فوزية: احتياجات هذه الفئات عديدة ومتنوعة منها البدنية والارشادية والتعليمية والتدريبية وتدعيمية وثقافية ونفسية واجتماعية واسرية وتشريعية واندماجية وتأهيلية وقد تفهم ولاة الامر والمسؤولون في هذا المجال عن اهمية مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة واسرهم في المشاركة الفاعلة سواء كان ذلك في حضور الندوات والمؤتمرات والمحاضرات او في وضع الخطط التنموية والتربوية التي تخصهم واصبح الان لهم رأي في صنع القرار واكبر دليل على ذلك انشاء بعض المراكز الاشرافية المهمة يتقلدها من اصحاب هذه الفئات ولذلك مشاركة العديد منهم في وضع النظام الوطني الخاص بالمعاقين وهو دليل كبير على الاهتمام برأيهم والسعي لتلمس احتياجاتهم لحل مشاكلهم.
اما ما ينقص المعاقين فقالت د, فوزية ان: فئة المعاقين جسديا أحسن حالا من الفئات الاخرى حيث اعطي لهم المجال للمساهمة والمشاركة في العديد من الانشطة الثقافية والرياضية وغيرها والسماح لهم بالتعليم العام والدمج ومواصلة التعليم العالي والذي نتطلع اليه هو تغيير البيئة المحلية لتوافق متطلباتهم واحتياجاتهم ولعل ذلك يكون قريبا ان شاء الله تعالى خاصة بعد صدور النظام الوطني للمعاقين.
المؤتمر من أجلهم
* اما الاستاذ الدكتور محسن بن علي الحازمي فقال ردا على الاتهامات بتهميش المعاقين اننا لم نهمش المعاقين وعلى سبيل المثال فمؤتمر المعاقين الثاني عقد من اجلهم حيث وجهت خطابات دعوة من سمو الامير سلطان بن سلمان لكل من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة ووزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات وكل المهتمين بالاعاقة والمعاقين بالحضور والمشاركة في هذا المؤتمر.
كذلك تمت دعوة الاهالي والمعاقين للمشاركة وعمل حلقة نقاش بينهم وبين المختصين في مجال التأهيل والعلاج والتدريب قبل عقد المؤتمر، وفتح المجال للمعاقين سواء من الداخل او من الخارج لابداء تجاربهم وكيف تغلبوا على الاعاقة ونجحوا في حياتهم رغم العوائق.
همشوا أنفسهم
أما الاستاذة مشاعل بنت مساعد السديري مديرة مؤسسة رعاية الاطفال المشلولين بالرياض فتقول:
نحن لم نهمش المعاقين بل هم الذين همشوا انفسهم لم يبدوا رغبة في الحضور والمشاركة ولم يتقدم منهم احد يوما بطلب القاء محاضرة أو ورقة عمل انزووا في بيوتهم ولم يختلطوا بالمجتمع فليس من المعقول ان اطرق ابواب كل الناس واقول لهم هل لديكم معاق؟ دعوه يشارك معنا في هذه الندوة او ذاك المؤتمر! تعال قل لنا ما هي طموحاتك وآمالك وما هي ملاحظاتك؟
واضاف ان المعاقين انفسهم هم الذين تحولوا الى محاويج ومتلقين فقط لماذا لم يقوموا بالمشاركة الفاعلة في اصدار القرارات والتوصيات حيث اكتفوا بما يصدره الغير لم لا يطالبون بما يرونه أنسب لهم من احتياجات مثلا اذا ذهبوا الى مدرسة أو سوق ولم يجدوا فيها منزلقاً لم لا يطالبون ادارة ذلك المكان بايجاد منزلق لكراسيهم وكذلك المسجد يطالبون اصلاح مدخله ليناسب سهولة الدخول دون الاحتياج الى مساعد فما يدري مسؤولو تلك الجهات انه سيجيء معاق الى هذا المكان.
فلا يتردد المعاق في طلب حاجاته وبث شكواه الى المسؤولين وتعريفهم باحتياجاته ومطالبه ولا ينتظر العطف والشفقة من احد بل يكون عنده طموح واصرار على التفوق والقفز على العقبات المعيقة.
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved