أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th December,2000العدد:10294الطبعةالاولـيالأثنين 8 ,رمضان 1421

مقـالات

إضاءة
المرأة,, النصف أم الكل؟
(3)
وليس من الإنصاف أن نثقل كاهل المرأة بكل هذه المسؤوليات وأن نجعل عبء الأسرة بالكامل على رأسها إلا أن يهيىء الرجل لها الأسباب للاضطلاع بهذا الدور الصعب والخطير, فالمرأة التي تعامل من قبل الرجل بدونية مثلا لن تستطيع أن تكون إيجابية في بيتها ولا يمكن أن تسيطر على أبنائها ولا أن تكون لهم قدوة، لابد أن تشعر إذن المرأة باحترامها ومهما وقع بينها وبين الرجل من خلاف يجب أن تتم مناقشته بينهما بأسلوب حضاري وبمنأى عن الضيوف والأبناء والخدم حرصا على كيان البيت واستقراره ولأن المشاكل العائلية إذا تجاوزت حدود الغرف المغلقة فإنها تحدث إسقاطات نفسية سيئة حتى على الأبناء وتتسع بذلك دوائر الفشل الاجتماعي امتدادا في حياة الأجيال الجديدة.
ثم إن للرجل دورا في تربية الأبناء وإن كان محدودا في المراحل الاولى من العمر إلا أنه يجب الاتفاق بين الوالدين على المنهج فلا يذهب كل منهما في طريق يعاكس الآخر كأن يفرط الأب أو الأم في التدليل أو القسوة أو يختلف منهج أحدهما عن الآخر والادهى من ذلك أن يتخاصم الوالدان أمام الطفل بسبب ذلك.
ولا يمكن أن نطالب المرأة بضبط نفقتها وتدبير مصروف بيتها بالحكمة الواجبة دونما إسراف وهي ترى (شريكها) يعبث بدخل الأسرة فيما لا طائل تحته وما أكثر مصارف الرجل التي يمكن أن تندرج تحت هذا العنوان.
ثم كيف ندين امرأة تغار على زوجها إذا كان لا يفتأ يحوم حول الشبهات بل وأحيانا يستثير بتصرفاته الغريبة والمريبة غيرة الزوجة المسكينة؟ والمرأة، ذلك المخلوق الرقيق كأوراق الورد الندي يجب أن يتعامل معها الرجل بالحذر الواجب، وألا يهلكها ويستهلكها فيفقدها نضارتها ونداوتها وحسنها الفطري,, وهي في الغالب تأسرها الكلمة الطيبة وتضمن ولاءها ووفاءها بالمعاملة الحسنة أما (الجلافة) معها والنظرة (المادية) الصرفة إليها فإنها تحولها إلى آلة قد تؤدي وظائفها ولكن بغير روح ولا حماس ولاحب.
إن الأسرة الصغيرة، المكونة من الأب والأم والأبناء هي كتلك السفينة في الحديث الشريف التي يجب على الكل أن يرعاها ويحافظ عليها ويحرص على سلامتها وإن العبث بها من أحد الأفراد لا يقتصر أثره وشره على ذاك العابث وإنما ينسحب على الآخرين.
وما أجدرنا في هذا الشهر الفضيل أن نعيد تفقد أرجاء السفينة وآلياتها وأن نحرص جميعا على صيانتها وأن يراجع الربان والنوتية أنفسهم فيما يدور على ظهر السفينة وجنباتها من أجل أن تسير في أمان الله وحفظه.
شاكر شكوري

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved