أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th December,2000العدد:10294الطبعةالاولـيالأثنين 8 ,رمضان 1421

وطن ومواطن

أقترح تنظيماً دقيقاً لعمل الجمعيات الخيرية
إنه لايخفى علينا جميعاً الدور الكبير الذي تلعبه الجمعيات الخيرية في كل منطقة من حيث جمع التبرعات وإنمائها والبحث عن المحتاجين وتنظيم توزيع الصدقات عليهم
ولاشك أن هذا عمل جبار يشكرون عليه,, ولكن المشكلة التي تعاني منها الجمعيات الخيرية هي قلة التبرعات,, والأخرى التي يعاني منها المجتمع هي عدم وصول الصدقات إلى الفقراء والمساكين بالشكل المطلوب,, وكلاهما مرتبط بالآخر,, فهي دائرة مغلقة يدخل المتبرع كعنصر ثالث فيها,, فعدم وصول الصدقات إلى المحتاجين يؤثر على ثقة المتبرع والذي يحجم عن التبرع وبذلك يقل الإنفاق وهكذا.
وبما أنني أعيش في حي شبه شعبي فإنني ألمس وعن قرب تفاعل الجمعية الخيرية بحائل مع الكثيرين من الفقراء في هذا الحي,, والذي لفت انتباهي هو الضوابط التي تعمل عليها الجمعية لإقرار من يستحق أو لا يستحق الصدقة,, فهي تحرم عوائل كبيرة في أمس الحاجة من الصدقة بحجة أن أباهم على قيد الحياة,, ولكن لم تنظر إلى حالته السيئة,, فقد حرمت أماً مسكينة وأطفالاً جياعاً ليس لهم ذنب إلا أن عائلهم الذي ليس لديه عمل أو قد فصل من عمله لأسباب فوق ارادته موجود,, وفي المقابل فهي تعطي بسخاء عوائل أخرى أحياناً لاتزيد على الخمسة أفراد لأن أباهم متوفى وعدم وجود عائل لهم,, بل وتعطي بعض الأيتام الذين ليسوا بحاجة فلديهم إخوة يكفلونهم ويعيشون برغد من العيش وبالرغم من ذلك تصلهم الصدقات والنفقات وتعطي أيضاً معاقين وأشباه معاقين وهم بغير حاجة أبداً فهم يعيشون بشكل طبيعي وغير مكلف بين ذويهم,, إنني أعرف الكثير من العوائل في حينا المتواضع يتضورون جوعاً لأن الحياء يمنعهم من السؤال أو الشكوى ولأن شروط الجمعية لا تنطبق عليهم,, إذن الضابط الذي تعمل عليه الجمعية ضابط مختل ركيك يحتاج إلى إعادة نظر لكي لاتظلم الناس وتظلم نفسها,, فالتاجر أو المتبرع الذي يريد أن يضع صدقته في محلها يتردد كثيراً باعطائها الجمعية لأنه يرى الصدقات لاتصل إلى محتاجها,, فيفضل أن يوصلها بنفسه إلى من يرى احتياجهم,.
وبالإضافة إلى أن الصدقات لاتصل إلى محتاجيها بالشكل المطلوب فإن الجمعية تنفق أموالاً طائلة على موظفيها والحفلات والمناسبات فليس من المنطق أبداً أن تذهب أموال المسلمين التي أرادوا بها أن تصل إلى الفقراء والمساكين إلى جيوب المديرين والأعضاء وتشكيل اللجان,, فمديرو الجمعيات الخيرية يأخذون الرواتب الضخمة بالإضافة إلى وظائفهم الأساسية وياليت العمل شاق لنلتمس العذر,, بل هي مناصب تشريفية قد يحضر واحدهم في الأسبوع مرة أومرتين للتوقيع على بعض الأوراق وطبعاً لا يتغيب في آخر كل شهر ليستلم الغلة والراتب الضخم! ألم يسأل أهل الجمعيات الخيرية لماذا يعزف الناس عنهم وعن جمعياتهم رغم الحملات الدعائية لهم,, عجباً كيف يريدون من لا ثقة له بهم أن يدفع لهم صدقاته وهو يرى أن الصدقات لاتصل إلى محتاجيها بل تصل إلى جيوب موظفيها.
إن مبدأ التعاون على البر والتقوى هو مبدأ إسلامي قويم اتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم منهجاً له,, ومن هذا المنطلق كان الدافع لكتابة هذه السطور.
وإلى ملتقى آخر,, كل الشكر للعزيزة الجزيرة
عبدالعزيز النخيلات
حائل

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved