أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th December,2000العدد:10295الطبعةالاولـيالثلاثاء 9 ,رمضان 1421

مقـالات

نوافذ
فيلم أمريكي طويل
اميمة الخميس
لا أدري حينما ينشر هذا المقال هل سيكون وقتها قد عرف سكان الولايات المتحدة رئيسهم للأربع سنوات القادمة، أم أن الديمقراطية الأمريكية ما زالت تستعرض عضلاتها، وتتهادى بالثوب الذي تعثرت به أمام الجمهور والأضواء والعالم الذي يحبس أنفاسه ينتظر رامبو الجديد الذي سيبقى منتصراً في الحلبه!!
ويبلغ تعداد سكان الولايات المتحدة ما يقترب من 300 مليون نسمة ولكن المؤهلين للتصويت هم (120) مليون من اجمالي السكان، ولكن المفارقة تحدث عندما نعرف أن 35 مليوناً فقط هم الذين يذهبون لصناديق الاقتراع للتصويت وجلهم من اليهود أما البقية، فهي قد قاطعت صناديق الاقتراع إما بدافع الملل أو الاحساس بالعبثية أو أن الفيلم بات يكرر حبكته بشكل علني ومفتضح!
ولكن في الفيلم الأخير لم يستطع المخرج أن يقفز نحو لوحة النهاية بالتوقيت الملائم!! فتهددت السيدة ديمقراطية وتعرضت عفتها لشائعات قوية مغرضة، فأخذ الأمريكان يستجدون أدلة لطهارتها حتى من وراء البحار، وجميع بؤر السي أي ايه النائية.
وفي الأفلام الأمريكية هناك بطل أسطوري أبيض ذكي ومغامر ومتفوق ويصبو نحو الخير دائماً ويختطفه من الأشرار الذين يتوزعون في أقطار العالم، ليفوز به وحده من خلال المجاوزة بين الدهاء والحيلة، وبما أنه في الفيلم الأمريكي الأخير الذي رفضت السيدة ديمقراطية ان تحدد لنا ملامح البطل بوضوح فقد غدا الفيلم مملاً وطويلاً، لا سيما ان نشرات الاخبار تتشقق وتدمي بنزيف شهداء الانتفاضة، ومؤتمر الحفاظ على البيئة الذي عقدته الأمم المتحدة أخيراً في هولندا بغرض الحفاظ على البيئة قد فشل فشلاً ذريعاً وأوقفت جميع التوصيات بشأنه، لأن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت ان تقر أي من القرارات الإنسانية التي من شأنها ان توقف تدمير البيئة الطبيعية وذبح امنا الأرض ، هذا هو الوجه الليلي المخيف لسيدة الحرية، وهذا هو الوجه الذي تمضغ بأنيابه البشر والشجر والغيوم والعصافير لتسخرها لقمة سمينة لمصانعها وأسواقها وآلاتها!! والفيلم الأمريكي الطويل ما برح يصر على أن هناك بوابة وحيدة للحق والحرية والعدالة، تلك البوابة التي يتم الوصول إليها عبر بوابة السينما التي تعرض فيلماً أمريكياً مملاً وطويلاً.
ردود:
العزيزة عونة الغامدي كل عام وانت أيضاً بكل خير، قصة وسمية هي اصداري الأول للأطفال، وبامكانك الحصول عليها من مكتبة جرير، ولك فائق الحب.
E mail:omaimaKhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved