أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th December,2000العدد:10295الطبعةالاولـيالثلاثاء 9 ,رمضان 1421

مقـالات

مركاز
شاي وقهوة
حسين علي حسين
تعودت منذ سنوات طويلة على عدم شرب الشاي أو القهوة بعد الثامنة مساءً، واستثني من الأيام كلها يومي الأربعاء والخميس، ففي هذين اليومين أشرب الشاي والقهوة من الصباح وحتى الهزيع الأخير من الليل، ومع ذلك فإن النوم يأتي سريعاً، لا قلق ولا توتر، نوم هادئ وصحوة مليئة بالنشاط والحيوية، عكس ما يحصل لو شربت مجاملة لصديق فنجاناً من الشاي أو القهوة العربية في الأيام العادية، فالنوم يجافيني لاستيقظ في السابعة والربع صباحاً مجهداً ومهتاجاً، وكأنني قادم من معركة أو من ماراثون لاختراق الضاحية,, وقد سألت نفسي أكثر من مرة ما هو السبب في ذلك؟ هناك من يقول انها حالة نفسية، وهناك من يضع الحق معي في كون الشاي والقهوة طاردين للنوم، لأن مفعولهما لا يسري إلا بعد ثلاث إلى خمس ساعات!!
ورأيي الصائب تكذبه العديد من الشواهد، وجدت بواباً في القاهرة من مدمني الشاي، فهو على حد قوله يستيقظ في منتصف الليل، ليعد لنفسه كوباً معقوداً من الشاي والسكر، يشربه مع سيجارة، ثم يستأنف نومه مباشرة، وكأنه طفل يقلق إذا فاته موعد الرضعة، وهناك من يتناول ترمس شاي أو قهوة، ثم ينام هانئاً مرتاحاً، بل ان هناك العديد من الناس الذين تتبعهم ترامس الشاي والقهوة، أينما حلوا ومع ذلك فإن النوم يطبق عليهم أحياناً وفناجين الكيف بين أيديهم!!
أما اذا شربت الشاي أو القهوة على الريق، فإن أموري الصباحية كلها تصبح في خبر كان، هناك من يقول ان في الشاي والقهوة مادة تؤثر على جدار المعدة أو تهيج القولون، وهناك من يقول ان مادة الكافيين الموجودة في الشاي والقهوة تسبب توتراً في الأعصاب، لذلك فهم يستحسنون شربهما مع الأكل أو بعده، لكن ماذا تقولون في أجدادنا وأبائنا الذين يستيقظون مع الفجر لاعداد دلة قهوة، يقضون عليها، ثم يذهبون إلى صلاة الفجر وبعد الصلاة تكون الدلة الثانية جاهزة مع صحن التمر، وهكذا يكونون قد أجهزوا على دلتين خلال ساعة واحدة، ولكم ان تتخيلوا كم دلة يتم الاجهاز عليها في المخيمات والبيوت الطينية في قرانا وهجرنا ومدننا، ومع هذا الاهدار للشاي والقهوة فإن الصحة جيدة والمتاعب قليلة والنوم يأتي سريعاً ومثله الاستيقاظ دون متاعب أو منغصات من المعدة أو القولون!
هناك سر بدون شك,, وهو غالباً فينا، وليس في القهوة أو الشاي، هيئوا راحة البال والقناعة وصفاء النفس، وبعد ذلك اقبلوا على مطايب الطعام والشراب,, لكن من يستطيع تحقيق هذه الوصفة الذهبية؟ أمني النفس بيوم أشرب فيه الشاي أو القهوة ثم أذهب إلى السرير لأقرأ صفحة أو صفحتين ثم أنام,, وحتى تتحقق هذه الأمنية فإنني أنتظر عطلة نهاية الأسبوع أو الاجازة السنوية بفارغ الصبر فالاجازات وحدها هي ما استطعت تحقيقه للقضاء على ما يكون قد تجمع من الأرق والقلق والتوتر!!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved