أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th December,2000العدد:10295الطبعةالاولـيالثلاثاء 9 ,رمضان 1421

مقـالات

شدو
د, فارس الغزي
هل تكذب الكاميرا؟!
يشيع (ببغائيا!) لدى وسائل الإعلام الأمريكية العديد من العبارات المهنية البراقة التي وإن أوحت بالموضوعية، فحقيقتها الاستهلاك والتزوير والكذب! ومن ضمن هذه العبارات قولهم بأن (الكاميرا لاتكذب The Camera does not lie), وبالفعل فالكاميرا لاتكذب حين يكون مالكها قويا كاذبا ولك دليل على ذلك في التعتيم الإعلامي الأمريكي على جرائم الصهيونية ضد أطفال وشباب ونساء فلسطين وهي وحشية أقل ماتوصف به قانونيا على الأقل! ب (الإبادة Genocide), إن الكاميرا بالفعل لاتكذب (عليك) عندما تكون بيدك ولهذا تستمر وستستمر عمليةتشويه عدالة قضايا الأبرياء في الإعلام الأمريكي مما يفسر سر نجاح اليهود المتواصل هناك في قلب الحقائق وتزوير الوقائع وبشكل يجعل من الضحية قاتلاً والقاتل ضحية, حتى وعندما تبدو المسألة (انسانياً) أكبر من أن يعتم عليها، فلن يترددوا بكل وقاحة بانتهاج اسلوب الايحاء فتذكير المشاهد الغربي مرة تلو مرة بأن الوضع أكبر مما يبدو له (من خلال الكاميرا) وهكذا ينجحون في بلبلة أفكاره وتشتيت ذهنه فزرع بذور الاعتقاد لديه بأن هناك ضحايا على الجانب اليهودي أيضاً! وهكذا دائماً وأبداً وظلما وعدواناً تحور الانتقائية الصهيونية الباطل حقا والحق باطلاً غير عابئة بأخلاقيات المثل الإعلامي، المذكور آنفاً، والذي شأنه شأن العديد من المثل والأخلاقيات سرعان ما يتحور حسب ماتفرضه المصلحة الصهيونية ابتزازاً وكذباً وتزويراً.
بالطبع وكما تعلم، فالكاميرا تصدق حين يصدق الانسان وتكذب حين يكذب وماذلك إلا لكونها مجرد آلة صماء يحدد خيرها أو شرها منهج هذا الانسان إن خيرا أو شرا مما يفرض علينا (اليأس!) من صدق هذه الكاميرا طالما أصبحت أسيرة لابتزاز وانتهازية واحتكار أشرار بني صهيون: بل أنى لها أن تصدق وهي التي سخرت للكذب منذ انبلاج فجر اختراعها وذلك حينما سخرها هؤلاء القتلة في تزوير وتزييف أفلام وأرقام (ضحاياهم!) بأفران الغاز النازية أو المحرقة المزعومة خلال الحرب العالمية الثانية.
إن هؤلاء البشر يفقهون أبعاد ما للإعلام المرئي من تأثيرات وعلى وعي بحيثيات المثل القائل إن الصورة تعادل ألف كلمة: Apicture is worth athousand words ، مما يقودنا إلى التساؤل عن دور إعلام العرب أصحاب الحق في استغلال سلاح (الصورة!) وخصوصاً أن لدينا مع القهر كله أحزن صورة وصورة وصورة؟!,,, إلى متى ونحن (الظاهرة الصوتية) المجلجلة في قاعات المؤتمرات (خطباً وشجبا واستنكارا؟)، بل وإلى متى ونحن الضحايا على أرض الواقع، المجرمون في أذهان البشر,,؟
,, حبذا لو جربنا فرضية أن الصمت (والصورة) خير من مليون خطبة جهورية جوفاء مكرورة!
* ص,ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved