|
| الثقافية
لا شك أن علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر يُعد بعلمه الغزير قاموساً متحركاً إن جاز التعبير في مختلف العلوم والمعارف، وأخص التاريخ منها بوجه خاص، حيث عُرف بتخصصه في علوم وتاريخ الجزيرة العربية، وأنساب قبائلها وجغرافيتها وما يتصل بهذه العلوم من معارف مختلفة، وقد برز في هذا اللون المعرفي حتى وصلت شهرته فيه الى آفاق العالم العربي ، واهتمت بمقالاته كبريات الإصدارات المتخصصة في هذا العلم تحديداً، وإنشاء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية تُعد خطوة مثمرة ستكون لها مردوداتها الإيجابية على العمل التاريخي الذي نذر العلامة له وقته وماله وجهده، كما أن مركز حمد الجاسر للثقافة يُعد هو الآخر خطوة إيجابية في طريق التذكير بأعمال العلامة وتخليدها، وحيث كان ولا يزال لمساهماته الثرة في المعارف والعلوم آثارها الحميدة على الحركة الثقافية المشهودة بالمملكة، وفي سائر أقطار العالم العربي, وتكريم هذا العلامة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بإنشاء المؤسسة والمركز يُذكر لسموه فيشكر، فقد عُرف عنه أطال الله في عمره حبه للعلامة وأعماله التاريخية والثقافية الكبرى، وقد كرّمه في حياته وبعد مماته وهو أمر ليس بغريب على سموه المعروف بحبه للعلم والعلماء وتقريبه لرجال الفكر والأدب والثقافة، فهذه سمة من سمات سموه الحميدة التي كان ولا يزال لها الأثر الفاعل في تشجيع الحركة الثقافية بالمملكة وتنميتها.
إن تكريم سموه للراحل العلامة بإنشاء المؤسسة والمركز اللذين يحملان اسمه الكبير سوف يبقى علامة بارزة من أهم علامات الخطوات الحيوية التي اهتم وما زال يهتم بها سموه لإعطاء الفضل لأصحابه ولإبراز مكانة رجالات الثقافة والعلم في هذه الديار المباركة الآمنة ونشر علومهم والاهتمام بها لتعم فائدتها على الجميع دون استثناء، ومن نافلة القول إن تكريم سموه لأعمال العلامة الخالدة سوف تؤدي الى استمرارية عطاءات ذلك العلَم البارز بين الأجيال الحاضرة والقادمة وسوف تؤدي الى استفادة الجميع من تراثه العظيم الذي خلّفه لأبناء المملكة ولأبناء الأمتين العربية والإسلامية.
محمد بن عبدالله الوعيل
|
|
|
|
|
