أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

مقـالات

ضحى الغد
الطرق: تخطيط للعبور!
هندسة الطرق في عالم اليوم، تحولت الى عمل فني ابداعي يشترك في انتاجه العقل الهندسي مع العقل المروري ليعطيا مسارب ملتفة بذكاء، ممتدة باعتدال، دائرة بجمال وعبقرية، آخذة في حسابها سلامة المرور، واحتياجات الناس، وخدمات الموقع، وجمال المدينة!
الطرق في عالم اليوم ركن هام من حضارة المدينة ورقيها، وهي شرايين حيوية في جسم المدينة تغذيها بالاكسجين والدم والطاقة، ولا تنمو المدينة وتتسع الا بإمدادات قوية من شبكة طرق حديثة عصرية تلبي مطالبها واحتياجاتها المستقبلية!
ومنذ ما يزيد على اثني عشر عاماً وانا اشاهد الأعلام الحمراء الصغيرة ترفرف في المسار المفترض للضلع الشرقي للدائري الداخلي لمدينة بريدة، وبلغني ان ملكيته وملكية الاضلاع الثلاثة الاخرى له قد نزعت لصالح الدولة، وقبض أصحاب الاملاك عوضهم أو مقدمات لعوضهم، وظل الدائري الداخلي خارج نطاق الخدمة، ولم تنهض بعد وزارة المواصلات لفتح هذا الدائري الحيوي ليكون في الخدمة المرورية لمدينة أصيبت بحالة من التخمة المرورية التي لا يحيلها الى الهضم الا تشغيل هذا الطريق، وكذا تشغيل الاذرع الاخرى التي تصل بريدة بالدائري الخارجي، فكثير منها لم يدخل الخدمة العامة بسبب عدم تنفيذها، والكف بدون الاصابع لا قيمة ولا فعالية لها، هذه الاذرع التي تتصل بالدائري الداخلي ومن ثم بالخارجي هي التي تكمل شبكة الطرق الحديثة التي تنقل بريدة الى مصاف المدن الحديثة اللاتي ينساب فيهن المرور بكيفية تبعث على النشاط الاجتماعي والاقتصادي والحضري! واذ نسوق الشكر والتقدير لوزارة المواصلات على جهودها الكبيرة في مجال الطرق، فإننا نتساءل هل يمكنها أن ترحل مشروعي الدائري الداخلي، والأذرع المتصلة بالدائري الخارجي بميزانيتهما المعتمدة الى بلدية بريدة لتنفيذهما على وجه السرعة خاصة ان بلدية بريدة نفذت بجهودها الذاتية بعض أجزاء هذين المشروعين ونحسبها قادرة بإذن الله على إنجاز هذه المهمة في أقرب فرصة!
ونعود الى طريق الملك فهد الذي ينتصف بريدة من الشرق الى الغرب ليجمعها بالضلعين الشرقي والغربي لدائري بريدة الخارجي، إلا أن هذين الجناحين بينهما جسم بريدة العمراني بكل عسرته المرورية، وما لم يلتقيا بطريقة يتخلصان فيها من الاشارات المرورية والتقاطعات والدورات فلن يفلح هذا الطريق في تحقيق الغاية المثلى منه، وهي ان يكون الاسرع نفاذا الى المطار وخدمة لجهتي بريدة الشمالية والجنوبية، فهو في بداية اعتماده عرف انه طريق سريع، واذا خلا من الجسور فسيكون شبيها بشارع الخبيب المحكوم بكثير من القواطع المرورية التي سلبته اهميته!
الجسور باتت ذات اهمية قصوى لكي يدخل هذان الشارعان الهامان المستقبل وهما منسابان دون مقاطعة!
ونذكر من الطرق الحديثة التي نفذتها وزارة المواصلات، المرحلة الاولى من طريق القصيم حائل، وهو المعتبر وصلة في طريق الشمال الجنوب الدولي، فهذه المرحلة نفذت بطول خمسة وثلاثين كيلاً بمسرب واحد مفرد يصل الى بلدة آثال، بينما من حائل القصيم تم انجاز المرحلة الاولى وشرع في المرحلة الثانية بانجاز كامل للمرحلتين بجزر الطريق وازدواجيته، ونتطلع من وزارة المواصلات إلى إنجاز مماثل للمرحلتين المبتدئتين من القصيم اللتين لم ينفذ منهما سوى مسرب واحد فقط كما ذكرنا!
ونذكر من هذه الطرق المعتمدة والتي لم تظهر على الواقع طريق بريدة المعارض والمنطلق من التقاطع رقم عشرة على الضلع الشمالي للدائري الخارجي هذا الطريق في منتهى الاهمية لخدمة معارض السيارات شمال بريدة والتي يشهد طريقها الحالي صعوبات مرورية وحوادث شبه يومية، وباتت الاهمية عاجلة لتنفيذ هذا الطريق الذي تم تصميمه واعتماده منذ مدة!
واذا عدنا الى الدائري الخارجي لمدينة بريدة، وجدناه بطول ثلاثة وسبعين كيلاً يتخلله سبعة عشر جسراً وهو مفخرة من مفاخر حكومتنا الكريمة وشاهد على انجازات وزارة المواصلات في ميدان الطرق، هذا الطريق بحاجة عاجلة الى ان تخدمه لوحات تشير الى الشوارع والاحياء الرئيسة لمدينة بريدة لتسهيل مهمة الدخول الى مواقع المدينة، خاصة بعد موافقة المقام السامي الكريم على مشروع تسمية احياء وشوارع بريدة!
وإذ نقدر لوزارة المواصلات حسب صلاحياتها واختصاصاتها، ولبلدية بريدة كذلك، لجهودهما التي تؤكد على حسن التخطيط، وسلامة التنفيذ، والحرص على اداء الواجب الوطني، لنتطلع في مستقبل الأيام أن نشهد تشغيل جميع مشاريع الطرق المعتمدة والمقترحة، تحقيقا لخدمة المواطن في هذه المدينة الآخذة بحظها من خدمات حكومتنا الحريصة على تحقيق نهضة عصرية لكافة مدن بلادنا الحبيبة.
عبدالكريم بن صالح الطويان

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved