أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

الثقافية

صدى الإبداع
الرواية 8
د, سلطان بن سعد القحطاني
4 الأحداث: وهي المادة التي تتطلب علاجاً من البطل وبقية الشخصيات, وهي تتعلق بالزمان في الدرجة الأولى، لكنها لا تستطيع القيام بدون أن يوجد لها المكان الملائم لقيامها، فوجود البيئة وهي مجموعة القوى والعوامل الثابتة والطارئة، التي تحيط بالفرد وتؤثر في تصرفاته في الحياة وتوجهها وجهة معينة, وكما أن البيئة مهمة، فإن الأحداث مهمة لا تقل أهمية عنها، ولولا قوة الحدث ما عرف القارىء كثيراً من الأمكنة، قد لا تتاح له رؤيتها لو ذهب هناك، أي في المكان الذي دار فيه الحدث.
فالكاتب يضع المكان تحت تصرف الشخصية لتجسد الحدث عليه بصورة واضحة تجذب القارىء اليها للدرجة التي يظن نفسه يتجول مع البطل في ذلك المكان, ويستطيع أحد أن يفصل الحدث عن المكان، واذا قدر لذلك أن يكون، فإن الحكم على العمل الابداعي قدر بالاعدام، فالاثنان يكونان حجر الزاوية في العمل الروائي، ولا يعني ذلك أن بقية الأركان والعناصر قد ألغيت، فالبطل هو المحرك الأساسي في العملية الروائية, وقد ارتبط الحدث بالبيئة في أعمال المدرسة الطبيعية، عند أميل زولا، ودرايزر، ونوريس,, وغيرهم، من كتاب ذلك الزمان, وامتد تأثير تلك المدرسة الى كتاب القرن العشرين، في البلاد العربية، حيث وجد الكتاب العرب الثراء في البيئة، مما أعطى العمل الروائي البعد الدرامي، والقرب من نفسية المتلقي بالصورة الطبيعية, فقد نقل الينا محمد عبدالحليم عبدالله الريف المصري من خلال أبطاله في كل رواياته، وترك قارئه يتجول في تلك الشخصيات في أنحاء الريف، بما أضفاه عليها من الوصف الدقيق, كما نقل الينا عبدالعزيز مشري صورة القرية الجنوبية في كل أعماله الرائدة في المجال الروائي السعودي، وكذلك الروائية السعودية أمل شطا التي نقلت الصورة المكية في روايتيها غداً أنسى ولا عاش قلبي ولو تتبعنا الكثير من الأعمال لوجدنا صورة البيئة بادية عليها.
لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل سنحصل على هذه الصورة لو لم تكن الأحداث قوية وجذابة؟؟ سيكون الجواب سريعاً بالنفي, والعكس صحيح في الكثير من الأعمال التي لا يعرف لها مكان دار أحدثها عليه, كما ان الحدث يختلف من كاتب الى آخر، من حيث القوة والضعف, فكلما كان الحدث طبيعياً ومؤثراً في المتلقي، كان التأثير أكبر، والارتباط بالبيئة أقوى, لكن يؤخذ في عين الاعتبار بقية العناصر والأركان ليكون العمل روائياً بكل ما في الكلمة من معنى حتى لا يتحول العمل من فن روائي الى سرد تاريخي أو جغرافي، والرواية لا تعجز من أن تكيف التاريخ والجغرافيا، وكل الفنون والعلوم تحت مظلتها وفي خضم بحرها الذي لا يحد بشواطىء.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved