أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

الثقافية

على ضفاف الواقع
رسائل,, للمطر,, للحنين,.
غادة عبدالله الخضير
(1)
* هذا الشتاء,.
يهزمني المطر بشدة,.
حضوره,, دافئ
يذكرني,, بذات ليل اقسمت فيه,, ألا أكتب عنه أي بوح كان.
ذلك لأنه يستطيع,, وبجدارة أن يوقظ الحنين بداخلي,.
يذكرني,, بذات ليل,, اقسمت فيه,, أن أحذف حضوره,, الدائم في ذاكرتي,, وأضع اصابعي في أذني,, كي لا تصلني,, زخاته اجباراً,, يهزمني المطر,.
تهرمني عودته,, قوياً,, مرغوباً به,, كأنني أراه للمرة الأولى,.
أمنحه الدهشة,, كأنه يغرقني بفيضه,, لأول مرة,.
تهزمني رائحة المطر,.
الشرير له رائحة,, كرائحة الشمال,, عندما تتصاعد رائحة الطين ويشتعل الجمر,, كحضور من نحب,, وتُنسج الف حكاية,, عن ذكرى غائبة,, عن ملامح غائبه,, وعن شوق يتذرع بالقوة,, لكن المطر وبسهولة يجعله يرفع كل اعلامه البيضاء,, ويشهر عجزه!!
(2)
* هذا,, الشتاء,, مريم,.
أركن إلي بعد قصي,, أمنح فيه ذاكرتي معك,, شيئاً من البوح,.
هذا الشتاء,, اصفق لفنجان قهوتي بشدة شرير هو الآخر,, يستطيع وبقوة,, ان ينبهني أني بمفردي,, فأرتشفه بسرعة,, كي أجرده من قوته!!
تذكرين مريم كيف كنا نفرح بالمطر,, كيف كنا نبتهل بالدعاء,, كيف كنا ندون مشاعرنا عنه,, ونمنح امسيات الليل وهج حضورنا,.
يأتي هذا الشتاء,, ناقصاً من ملامح عدة,, كانت تمنحني الدفء,, دفء المشاعر,, دفء العطاء,, دون أن تفكر ان تأخذ,.
يا الله,, هل سيمنحني الزمن القادم,, مشاعر كهذه,.
أم أن المشاعر الصادقة,, لا تتكرر.
ان الملامح الصادقة,, لا تتكرر.
ان الذكريات الصادقة,, لا تتكرر.
وان كل ما يكرره الزمن,, فاقد لنكهة مميزة, كانت تعلمنا معنى الحياة,.
(3)
* هذا الشتاء,, سندريلا المشاعر الرقيقة,, الشفافة,,كيف اصف لك (فيروز) في صبح شتوي,, بارد جداً؟!
كيف أصف لك صوتها,, حضورها,, ومن ثم حضورك انت,.
كيف أصف لك,, احتياجي إلى ذلك,, التسلل الخفي الذي تتيقنينه بمهارة إلى غرفتي,, وأنا بداخلها,, فأجد فيحاءه,.
بعد خروجك,, كما دخلت بهدوء شرير ,, عبارات حانية دافئة,, ومؤثرة,.
هذا الشتاء.
ترهقني امطاره,, تهزمني,, لكنني وبذكاء حاد أهزمه,, أخد دوماً,, المسافات الطويلة,, والتي أسمح فيها لنفسي وبكرم,, أن أتذكر أيامي معك,, ومع كل الملامح الصادقة,, والتي كانت تمنح الامكنة,, الأزمنة,, الحضور,, الشتاء,, الحياة,, جمالاً لا يكرر,.
هذا الشتاء,, أتلحف وبشدة بذكريات المطر.
وليهزمني ايتها السندريللا,, فالهزيمة,, أحياناً,, ياسيدتي مع من نحب انتصار!!
(4)
إلى كل الامطار,, التي ثقبت ذاكرتي,, عنوة,, وفرت هاربة,, داخل غيمة!!
ألف شكر,.
لقد منحتني حرية البوح,, والإيمان ان بداخلي أشياء جميلة,, لا يمكن أن تنسى!!
كيف لها أن تنسى!!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved