أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

الثقافية

المركز الثقافي ومكتبة الملك عبدالعزيز أبرز فعاليات عاصمة الثقافة
محمد العثيم
قلت مراراً لابد من تفعيل الثقافة في كل فروعها اذا كنا نحلم بمجتمع متوازن ذواق وعنده مناعة وحصانة لمقابلة الوافد والدخيل من الفكر لاستيعابه واحتوائه.
وأعود لهذا الموضوع مجدداً وأنا أطفح بالأمل بعد حدثين في مجال الثقافة لا يربطهما إلا المسمى ولكنهما مؤشران إلى اتجاه الرياح القادمة التي اذا ما وجهنا نتائجهما كما ينبغي فستدفع أشرعة الثقافة في اتجاهها بأمان.
أول الحدثين افتتاح مركز الملك فهد الثقافي والثاني أولوية تبني مكتبة الملك عبدالعزيز الوطنية التابعة لوكالة الشؤون الثقافية بالحرس الوطني مشروعاً ثقافياً واسعاً هو اقامة ندوة مستقبل الثقافة العربية,, وللخبرين ابعاد مهمة ونبدأ بخبر افتتاح مركز الملك فهد الثقافي الجديد الذي سيكون افتتاحه علامة تاريخ جديد في مسيرة الثقافة السعودية في عام اختيار الرياض عاصمة للثقافة في العام 2000 وأقول علامة في مسيرة الثقافة لأنه رغم كل ما يبذل للثقافة فإن مشروعاً بنفس الضخامة لم يسبق افتتاحه وتبنيه ليكون حاضناً للثقافة,, ولست هنا كاتباً استعرض كبر المشروع واتساعه وضخامته الذي غطته الوسائل الإعلامية ولكني اشير إلى المردود المتوقع من المشروع اذا ما اتيحت له ادارة ثقافية خارج بيروقراطية المؤسسات الثقافية التنفيذية التقليدية ومدى امكان تفعيله في كل جوانبه الثقافية والحضارية.
والمركز الذي أنشىء منذ سنوات يعتبر واحداً من أكبر المراكز الثقافية تجهيزاً ويليق بعاصمة الثقافة وبالرياض اليوم التي هي بأمس الحاجة إلى أماكن مناسبة وكثيرة لكي تستوعب انشطتها الكثيرة والمتنوعة وأخص بالذكر القاعات المسرحية التي رغم تواجدها في كثير من الجهات الحكومية إلا انها تعتبر غير متاحة بل ان احياء تخلو تماماً من أماكن الاحتفالات.
ومن الجانب الاجرائي نعرف ان جود المركز هو وجود مادي لا أكثر نأمل الى أن يؤدي إلى منافع معنوية وثقافية وانسانية لأن كثيرا من المنشآت الحضارية تؤدي دورها اذا عملت بجانب معنوي يتواكب مع حجمها وقدرتها اذا لم تُحل إلى الاستيداع والتجميد وسأعدد نقاطاً هامة اقترحها لتنمية المركز الجديد مع علمي انها في أوراق واذهان المسؤولين في رعاية الشباب.
أولاً: اتاحة هذه المنشآت لورش التدريب في قطاعات الثقافة المختلفة ومنها المسرح الذي ما زال يفتقر لأماكن نموذجية تخلق في أذهان المنتمين إليه والهواة ارتقاء ابداعياً يصل إلى مستوى المرحلة الفنية خصوصاً ان المركز يكاد يكون الوحيد المجهز تجهيزاً كاملاً.
ثانياً: فتح باب عمل للممارسين لكي يصيروا على ضمانات احترافية مع عائد العمل مما يحقق وجود هؤلاء مع أمنهم الوظيفي الذي لا يتحقق حتى الآن للفنان,ثالثاً: دعم المركز بطاقات تدريبية وتشغيلية من الخارج لتدريب الكوادر السعودية على أعمال الفنون المتعلقة بالانتاج والابداع وبالمستوى الاحترافي العالمي في ادارة تقنيات العمل,رابعاً: تحفيز العمل الفني بتشغيل مستمر للعروض الممكنة في المركز الثقافي الجديد والمركز الثقافي القديم حتى لا يعلوهما الصدأ من جديد خصوصاً ان هذه المنشآت الدقيقة تتعطل آلاتها اذا توقفت لزمن طويل.
مكتبة الملك عبدالعزيز
أما مؤشر الخبر الثاني فهو أن مؤسسات ثقافية تتبنى الثقافة الحية وتستدعيها برموزها لتفعيلها يعتبر حدثاً هاماً وهو الأول بلا منازع في مجال المكتبات العامة وقد حرمتني ظروف العمل من متابعة كل فعاليات ندوة مستقبل الثقافة العربية التي اقامتها مكتبة الملك عبدالعزيز ولأن كل الفعاليات التي قرأتها أو حضرتها كانت ناجحة بكل المقاييس الا اني أستثني التوقيت من حيث قصر الوقت والجدولة التي لم تتح لكثيرين الحضور اما أسباب النجاح فإن ندوة مستقبل الثقافة العربية قد جمعت نخبة المفكرين في حوار منهجي حول الكثير من القضايا الفكرية المتعلقة بالأمة وصياغة وجدانها من جديد وعولمتها وهويتها ولكل ما يتعلق بالفكر.
وكان هناك شبه اجماع في معظم الندوات التي حضرتها أو قرأتها على أن الثقافة هي خط المواجهة في زمن العولمة حيث لا يجدي السلاح في صد التهديد للهوية حين تقتحم الخصوصيات الوطنية اشباح الفكر العولمي الذي تقبع وراءه مصالح الاستعمار الاقتصادي والتقني الجديد.
الندوة بادرة في تفعيل دور المكتبات والمكتبات منشآت تعودنا ان تنام في سبات الا من بعض الباحثين المضطرين لارتيادها وفكرة تفعيل دور المكتبة وتنشيطها بأن تكون ناشراً ومتبنياً لندوات فكرية بادرة تسجل لمكتبة الملك عبدالعزيز ووكالة الحرس الوطني للشؤون الثقافية والاهتمام بجوانب مثل الندوات ونشر الكتب واتاحة وسائل الفكر المعروفة بل وفي تفعيل الثقافة في واقع الحياة المعاشة.
كما اشرت كان وقت الندوة قصيراً عن أن يستوعب كل برامجها في وقت مناسب رغم انها غطت ثلاثة أيام صباحاً ومساء فقد كان البرنامج طويلاً لمن يرغب المتابعة لكل برامجها ومع ذلك فقد كان الحضور كثيفاً قياساً للمناسبات الثقافية وسبب الحضور الكثيف كان جودة اختيار المحاضرين والموضوعات وحساسيتها الفكرية واذا كان هناك ما يقال فإني اقترح اما مد وقتها مستقبلاً أو الاقتصار على جزء من المحاضرات التي تقام في أوقات مناسبة لمن لا يستطيعون ترك أعمالهم الصباحية ويرغبون في الحضور.
Othaimm@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved