أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

الاقتصادية

في الاقتصاد
اكتشف الثروة الحقيقية
د, سامي الغمري
اذا كنت تعتقد أن المال هو كل شيء في حياة الانسان به تتحقق كل الرغبات فعليك أن تعيد النظر في هذا الاعتقاد واذا كنت تريد فعلا ان تتخلص من كل الضغوط المالية التي قد تتعرض لها بسبب النظرة القاصرة للمال فعليك ان تبحث عن الثروة الحقيقية في الحياة لا في الرصيد البنكي ودفتر الشيكات ستة اصفار واكثر وبعض المستثمرين من يعتقد أن ثروة المال تجعل الاب يتصرف بتعال وكبرياء على من حوله غالبا من نجدة مصعر الخدين يمشي الخيلاء بين اصدقائه لانه انسان ثري, وكذلك الحال فغاليا ما يتصرف ابناؤه بطريقة غير لائقة وبسلوكيات واعتبارات غير انسانية بين زملائهم واذا ما تعمق الفرد في متابعة سلوكياتهم لوجد انها شخصيات تعبر بطريقة غير مباشرة عما تعانيه من نقص ذاتي محاولة اعادة توازنها بشراء الماديات وصبغها على مظاهرها والتباهي بالماديات الاستهلاكية بين الحين والآخر مكررة الرسالة نفسها لعلها تلقى التقدير والاهتمام لمحيطها, وهناك فئة ترى ان الثروة الحقيقية هي المعاملة الحسنة والاخلاق العالية وليس المظاهر الاستهلاكية ولا غرابة فهناك شخصيات هادئة عديدة متواضعة تحب الخير ولا تفارق ثغرهم الابتسامة, شخصيات تقضي بعض وقتها في مساعدة المحتاج والسؤال عن حالهم او في ممارسة هواياتها الرياضية المفضلة او في مساعدة الاولاد في تحصيلهم العلمي ومتابعة دروسهم اليومية اولا باول هذه الشريحة من الافراد تكاد تكون سعيدة راضية بما قسم الله لها في مستواها المادي وكثيرا ما يقال ان الغنى ليس غنى المال ولكن الغنى غنى النفس والعلم والادب, فالثروة الحقيقية قد تشمل اكتساب مهارات ومعرفة وخبرات جديدة كما انها تشمل مشاركات وأنشطة بهوايات او في جمعيات خيرية فلا يستطيع اي فرد ان يمتلك كل شيء في حياته خاصة النفسيات غير القنوعة والسعي وراء الماديات لا ينتهي ابدا بوقت او بزمن والافضل للفرد ان يحاول اضفاء ثروة خيرية معنوية فقد تكون ممثلة في تقديم خدمات تبرعية لمجتمع بدلا من اشباع حاجاته الذاتية الاستهلاكية المتزايدة يوما بعد يوم ومن المحتمل ان يكون هناك تخمة بمشتريات متكررة ومتتالية بما لذ وطاب مصحوبا في ذلك بسلوكيات التبذير والاسراف والاشياء كان قد تم اقتناؤها تحت وهم الحاجة الماسة لها ولكن الحقيقة انه اذا ما تمعن الفرد منهم في مشرياته العديدة لوجد انه بامكانه وبكل سهولة الاستغناء عن كثير منها وسيدرك عاجلا بأن ما اشتراه سابقا كان وهما كاذبا وتصرفا بسيطا قد يتمنى نفسه لو انه لم يشتر ذاك الشيء في حينه وانه تصرف تصرفا مبذرا لا مدخرا والنصيحة الا يشتري شيئا الا ما يحتاج اليه فعلا وعند الضرورة الملحة والمفترض الا يتفاعل الفرد منهم مع المال كوسيلة تلبي حاجاته الاساسية كما انه من المفترض ان لا يتفاعل الفرد مع المال كغاية يجهد به نفسه منغمسا في الماديات الدنيوية ان اعادة النظر في نمط الاستهلاك يجب ان يحدد بدوره ماهي الاولويات الضرورية للفرد وان يكون متأكدا من ألا يصرف قرشا الا في مكانه الصحيح فيمكنه مثلا ان يحذف كل المصروفات التي لا يريدها والتي لم يعد يطلبها وان يجدد الاغراض والمشتريات التي تهمه والتي من الصعوبة الاستغناء عنها او التخلص منها لانها ضرورية ومن الاساسيات اليومية مثل الايواء والمطعم والمشرب كما عليه ان يغض الطرف عن الاغراض التي من السهولة استبدالها بخير منها فكلما كان امينا مع نفسه متعودا على سلوكية الترشيد فسيوفر الكثير من دخله المالي ما قد يساعده على تخفيف حدة التوترات والضغوط المالية التي تقابله بمعدل يومي ومن الضغوط التي تقابل تقريبا كل اسرة محلية كانت او خارجية كثرة الطلبات وقد تعيش بعض الاسر صراعا دائما حول المال وغالبا ما تظهر المشاكل العائلية بين الزوج والزوجة والاولاد حول ما تم وما سوف يتم صرفه او اين سيتم وكيف سيتم صرف المال الراتب حتى قبيل استلام الشيك الشهري وقد لا تستطيع بعض الاسر سداد جميع التزاماتها وقد تستنفد جميع مدخراتها وهي ما تزال بعيدة عن تسديد فواتيرها من كهرباء وتليفون وايجار سكني واقساط سيارة او بطاقات الائتمان الفيزا والماستر كارت وقد نجدها تحاول ترحيل فواتير الديانة من هذا الشهر الى الشهر القادم للخروج من مشكلة الاختناق المالي عنق الزجاجة ولكن دون جدوى ولكن اذا ما توقفت عن استنفاد دخلها المالي من المشتريات المسرفة غير الضرورية فانها سوف تتوفر معها السيولة الكافية لصبها في قنوات استثمارية تعود عليها بعوائد مالية جيدة تساعدها على تعدي حواجز العجوزات مما سوف يغرس فيها شعورا بالفخر والفعالية وسوف تكون نموذجا مرجعيا لكثير من الافراد والاسر التي حولها ولعل من اهم الاهداف التي قد تحقق حال التحول من سلوكيات الشراء والاستهلاك الى الاتجاه في انشطة اخرى الآتي:
أ تحديد الاعمال والالتزام بها من الآن فصاعدا.
ب تعزيز قدرات الفرد التي يعتمد عليها في مرحلته الانتقالية.
ج محاولة ازالة جميع العقبات التي قد تقف في طريق التحول الى الترشيد.
د تطوير سلوكية الشخصية نحو التعامل من الامور ذات الطابع الخيري او المساعدات العينية او مشاركة الناس.
ويتم هذا لافراد لهم سمة التميز الساعين نحو الافضل نجدهم يقومون باعمال وأفعال لم يستطع غيرهم ان يقوموا بها والتميز يعني تجاوز الحواجز المادية وترك الارتباط بها بل انه محاولة الوصول الى مستويات من الاداء والانجاز الخيري الاجتماعي نراه فيه بعيدا عن التبريرات الواهية والاعذار والاستكانة التي تحجب تلك الافراد المنغمسة في المشتريات المتكررة فطريق التميز يحتاج الى صبر وتضحية فسوف يجد فاعل الخير الراحة والسعادة تغمر حياته.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved