أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

الاخيــرة

الديموقراطية الالكترونية
فوزية عبدالله ابوخالد
من أطرف التعليقات الساخرة التي قرأتُ على إحدى الصفحات الالكترونية في التعليق على الوضع الرئاسي الامريكي العالق بين مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية المقبلة جورج دبليو بوش ومرشح الحزب الديمقراطي الجور تعليقاً لرجل امريكي خمسيني قال فيه:
(طبعا من حقهما سواء الجور او بوش الصغير التشكيك في صحة النتائج الانتخابية الالكترونية فهما تقريبا من جيلي وإذا كنت اليوم بالكاد أستطيع ان اضغط على ارقام الهاتف الجوال واصل الى ضرب الرقم الصحيح، ناهيك عن استخدام )Text Message( (الرسالة الهاتفية الالكترونية) إذا كنت بدون نظارتي المكبرة,, فكيف اثق انني ومن هم في سني او أكبر عمرا نستطيع الضغط على ازرة الكمبيوتر الصحيحة الى توصل الاصوات الى المرشح المراد, وحتى لو اعتمدنا البرمجة الصوتية لالقاء الاوامر على الكمبيوتر صوتيا فمن يضمن استجابة الكمبيوتر والانتخابات الامريكية تجري في هذا الموسم الشتائي البارد الذي نادرا ما لا يصاب فيه من هم بعد عمر الثلاثين بأكثر من نزلة شعبية).
وفي رأي هذا الامريكي الخمسيني (اعان الله معمري المناصب والوزارات)، ان عملية استخدام الكمبيوتر سواء في التصويت او في احصاء اصوات الناخبين يجب ان تؤجل الى جيل او جيلين ريثما يصل عمر انتخاب هذا الجيل من الصغار الذين ولدوا وترعرعوا على اللعب بالأزرة الالكترونية.
هذا فيما ذهب رأي امريكي آخر أكثر سخرية من الوضع الرئاسي العالق ان الكمبيوتر لا ذنب له في تأخير الوصول الى نتائج ختامية الا ذنب الذئب في اكل يوسف, فالكمبيوتر كما يقولون ادخل نفاية واحصل على نفاية )Rubbish in Rubbish out( وكل ما في الامر أن تلهاسي عاصمة فلوريدا تريد ان تسترد بعض الاضواء كعاصمة لفلوريدا بعد ان سرق نصف شهرتها فيدال كاسترو في كوبا على مدى نصف قرن بينما نصفها الآخر اطعمه السيد والت ديزني لميكي ماوس.
ولو ان هذه التعليقات الساخرة عن عنق الزجاجة الرئاسي الامريكي صدرت عن غير امريكان وعلى غير صفحة الكترونية امريكية لقلنا لله در الديمقراطية الالكترونية التي تجعلهم يستطيعون التهكم على حكومتهم بروح مرحة دون ان يخشوا الاعتقال كما في العراق او اي في بلاد واق الواق الاخرى.
الا انني ارى ان هذا ليس هو الامر المثير في المسألة, الامر المثير حقا هو ان تعلق أزمة الديمقراطية الامريكية البادية للعيان من خلال هذه الحالة غير المسبوقة في الصراع التنافسي الامريكي على مقعد الرئاسة على اكتاف الكمبيوتر، فيتحول انتباه العالم ومعه الشارع الامريكي او العكس الى أسئلة طبيعية تقنية بحتة مثل هل تعود امريكا الى الاحصاء اليدوي لأصوات الناخبين بدل الاحصاء الالكتروني او هل يعود الناخبون الامريكان الى صناديق الاقتراع السوداء بدل البريد الالكتروني وفي خضم هذه الاسئلة المبرمجة لا احد يسأل الاسئلة السياسية الصعبة مثل لماذا تقتصر منافسة الرئاسة الامريكية على حزبين وحيدين في بلد متعدد كأمريكا، وهما الحزب الديمقراطي ممثلا لليبرالية الامريكية والحزب الجمهوري ممثلا للاتجاه الامريكي المحافظ رغم ان برامج الحزبين تؤكد ان الفروق بينهما هي فروق تقنية ايضا اكثر منها فروق ايدولوجية او سياسية, لماذا تقتصر منافسة الرئاسة الامريكية على البيض من اصل اوروبي دون الامريكان السود والامريكان الملونين من اصول غير انجلو سكسونية, لماذا يقتصر الترشيح الرئاسي الامريكي على الرجال دون النساء في بلاد تدعي قيادة العالم الديموقراطي الحر أم أن الحرية المقصودة هي حرية حركة رأس المال فقط وليست حرية النساء والرجال الذين ولدتهم امهاتهم احرارا,, لماذا لا يقبل على انتخابات الرئاسة الامريكية الا ما يعادل اقل من نصف سكان القارة 38% بينما يتسم موقف نصف الشعب الامريكي وخاصة الشباب بعدم الاكتراث او الانسحاب او ما يسمونه Apathy لا مبالاة.
لماذا لا يستطيع ان يصل الى الترشيح الرئاسي إلا اولئك المدججين بأموال لا تحصى لتمويل حملة الانتخابات,, كيف يتكرر المشهد الامريكي لانتخابات الرئاسة كل اربع سنوات بنفس المواصفات العنصرية العرقية والنوعية في بلد يدعي خلوه من الفصل العنصري والتمييز بين الذكور والاناث,, بينما العالم يصفق للمشهد الديموقراطي الناقص كما صفق لأفلام هوليوود العنيفة والعنصرية من صمت الحملان إلى أحدب نوتردام.
لماذا يعطون انفسهم الحق في ابداء الرأي في حالتنا المستعصية او المرضية حسب ميزان تحالفاتهم الدولية بينما على العالم ان يرفع يده تحية او استسلاما لديموقراطيتهم الناقصة.
* * *
ديموقراطيتنا الالكترونية:
هذا عنهم فماذا عنا؟!
اود في هذه العجالة كما يقول الكُتاب الكبار اللهم لا شماتة، ان اضم صوتي الى صوت الزميل ناصر الصرامي في مقاله يوم 24 شعبان بجريدة الرياض عن مجلس الشورى والتواصل الجماهيري, إذ بما أنني كتبت قبل عام تقريباً عن ضرورة حضور مجلس الشورى بين الشعب ولو شبكياً ولم اجد استجابة، فانني اجد في اقتراح الزميل اقتراحاً عمليا وذلك بتفعيل موقع مجلس الشورى على الشبكة الالكترونية ووضع حلقات نقاش On line,, ووضع بريد الكتروني تتم الاجابة على رسائله واستفساراته في 24 ساعة كما اقترح.
وإذا لم يكن لمجلس الشورى اعتراض شرعي على مشاركة النساء ولو الكترونيا فإنني اتبرع أيضا مع الزميل الصرامي بخبرتي المستجدة والمتواضعة في المساعدة اولا وفي الاعلان عن الموقع وبريده الالكتروني عبر هذه الصفحة ثانيا, وذلك دون أن أطلب جزاء ولا شكورا لا بشكل نقدي ولا عيني الا المساهمة مساهمة متواضعة جدا في تعميم الفوائد العظيمة جدا لحظوتنا بوجود المجلس الموقر بين ظهرانينا ولله الامر من قبل ومن بعد.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved