أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

رمضانيات

حدث في رمضان
رمضان 529هـ
الخليفة المسترشد بالله والسلطان مسعود,, قتال الحلفاء
* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح
في شهر رمضان عام 529ه وصل السلطان مسعود الى بغداد بعد هزيمته من أخيه الملك طغرل محمد، ليحتمي بخليفة بغداد المسترشد بالله، وبالفعل أكرمه الخليفة ثم أمره بالمسير الى همذان بعد جمع العساكر كي ينازع أخاه في السلطنة,كان مسعود على ما بينه وبين أخيه متردداً يدافع الأيام والخليفة يحثه ويمده بما يحتاج اليه، بل وعده أن يسير معه بنفسه, في هذا التوقيت اتصل بعض قواد السلطان مسعود بالمسترشد وطلبوا ان يلتحقوا بخدمته فاستخدمهم واتفق ان وجد الخليفة مع بعضهم عطايا من السلطان طغرل عدوه اللدود فارتاب فيهم وقبض على بعضهم على حين فر الآخرون يطلبون حماية السلطان مسعود حليف الخليفة.
رفض مسعود طلب الخليفة ولم يعدهم اليه، فعظم ذلك في نفس الخليفة وحدثت بينهما جفوة أجل على أثرها الخليفة سفره مع مسعود لقتال طغرل، وبعد مكاتبات بينهما توفي طغرل فجأة، فلم يجد مسعود مشقة في أن يذهب الى همذان ويتولى السلطنة.
وبينما علاقة الخليفة بمسعود تعاني المد والجز ذهب بعض قواد مسعود بدافع الخوف لخدمة الخليفة المسترشد طالبين الأمان والحماية فأكرمهم وقطع خطب السلطان مسعود من بغداد رافضاً اعادة هؤلاء اليه، كما فعل مسعود من قبل وكأنها واحدة بواحدة!
أدى هذا الى تأزم الموقف بينهما وقرر الخليفة أن يسير لقتال مسعود لكنه تريث لجمع مزيد من الأعوان والأجناد، بعد ان سار مسافة أخرى عاد فتريث من جديد لأن بعض جند مسعود كان يكاتبه ويبذل له الطاعة.
هكذا دخل المسترشد المعركة متردداً وكانت المواجهة الحاسمة بينهما في العاشر من رمضان بموقعة دايمرج, وفوجئ الخليفة بميسرة جيشه تنحاز الى خصمه وبالميمنة تقاتل قتالاً ضعيفاً والخليفة ساكن في ذهول من هول المفاجأة الى ان سقط أسيراً,, من أعجب ما يحكى عن تلك المعركة انها انتهت دون أن يقتل أحد.
وسيق خليفة بغداد ذليلاً يجر أذيال الخيبة وراء السلطان مسعود، يذهب معه أينما ذهب، والمناقشات لا تنتهي بينهما بغية الصلح بين حليفين انقلبا الى عدوين، وكان الاتفاق النهائي ان يدفع الخليفة مبلغاً من المال ثم يعود فيلزم داره ولا يجمع العساكر مرة أخرى.
وقبل ان تنفذ بنود الاتفاق، وفي غفلة من الحراس هجم جماعة من الباطنية على الخليفة المسترشد فقتلوه ومثلوا بجثته وتركوه عريان به ما يزيد على عشرين جرحاً, عن ثلاثين وأربعين سنة قضى منها سبع عشرة سنة خليفة في بغداد.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved