أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

المملكة العربية السعودية والدور الريادي في العالم الإسلامي2/2
إن هذه الكلمة وماحوته من المبادىء والمعاني الصادقة وما قصد بها من الأهداف والغايات العالية، وما تميزت به من دقة وعناية بكل مجدٍ ومفيد، وماخلفته وراء ظهرها من المجاملات والمزايدات جاءت في وقت أحوج ما تكون الأمة الإسلامية إليها لتنفض عنها غبار الكسل والخمول، وتبعث فيها روح التفاؤل والأمل، وتحيي في نفوس أبنائها قيمتهم الحقيقية وقدرة قادتهم على اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول المناسبة لكل ما يعانونه من مشكلات، وخصوصاً إذا أدركنا أنها صدرت من قلب رجل حكيم، بعيد النظر، مخلص محب لدينه ووطنه وأبناء أمته، صاحب عقل كبير ومشاعر فياضة، وعاطفة جياشة، ونخوة وشهامة، الأمر الذي معه بلغت هذه المقطوعة النثرية الوفية قدراً كبيراً وشأناً عالياً حتى فاح عبق عبيرها، ورائحة طيبها، وفوح مسكها بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وصارت هي شغلهم الشاغل، وحديثهم الحادث الذي لايملون ولايكلون من إعادته وتكراره وحق لهم ذلك؛ لأنها أعادت لهم أمجادهم، وبينت سبب عزهم ونصرهم وتمكينهم، ونظراً لأن اللسان يعجز والقلم يقف، والمشاعر تضعف وتتلاشى أمام هذا الطود الشامخ، والعلم البارز، والقائد الفذ والجبل الراسي، وما قاله في هذه الكلمة الإمامية الأمامية، فإنني أسوقها بنصها ليطلع عليها كل قارىء، فيتأملها، ويتمعنها، ويقف عند كل جملة من جملها بل كل كلمة من كلماتها ويعرف ما بين سطورها ويدرك ما جاء فيها، ليأخذ منها الدروس والعبر، ويجعلها نبراساً يضيء له الطريق، ويوضح له المعالم، وينير السبل لكل باحث عن الحق والحقيقة.
قال سمو ولي العهد الكريم مخاطباً القمة الأسلامية الأخيرة : بسم الله الرحمن الرحيم القائل: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا وأتقوا الله لعلكم تفلحون والصلاة والسلام على رسول الإنسانية وآخر الأنبياء والمبشرين.
صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أيها الإخوة قادة العالم الإسلامي
صاحب المعالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أيها الإخوة الحضور:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أتوجه إليكم جميعاً وإلى الأمة الإسلامية من خلالكم باسم الشعب السعودي وفي مقدمته خادم الحرمين الشريفين، بنداء صادق بأن يكون هذا اللقاء وهذه القمة عملاً لاينتهي، وفعالية لاتهدأ، إلا بترجمة مشاعرنا الجياشة إلى كلمات صادقة، وكلماتنا إلى منهج واضح، ومنهجنا إلى واقع مؤثر وفاعل,نجتمع اليوم في ظل ظروف دقيقة بالغة الحساسية ظروف تمتحن فيها إرادة الأمة الواحدة التي قال عنها جل جلاله: كنتم خير أمة أخرجت للناس فإذا شخصت أبصار المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها تجاه مؤتمرنا هذا فلأنها تنتظر منا جميعاً موقفاً مشرفاً تجاه قضايا أمتنا الإسلامية، وفي مقدمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
30 عاماً ألم تكن كافية؟
وتعلمون جميعاً أن منظمة المؤتمر الإسلامي التي نجتمع في كنفها اليوم قد ولدت من رحم القدس, وكانت صرخة انبعاثها الأولى حريق المسجد الأقصى، الذي أشعله وقود التعصب والعنصرية، بعد أن فاض من احتلال إسرائيل لكامل مدينة القدس بما في ذلك القدس الشريف.
واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً، نجد أنفسنا مرة أخرى أمام متحد مماثل، وكأن حادثة الحريق لم تكن كافية لحملنا على اتخاذ ما يتطلبه الأمر من الاتفاق على رؤية واحدة والوصول إلى استراتيجية فعّالة للحيلولة دون تمكين إسرائيل من ترسيخ احتلالها وفرض واقع جديد على القدس، متحدية بذلك مشاعر كل عربي ومسلم، وغير عابئة بسقوط المئات من الجرحى والقتلى من أبناء الشعب الفلسطيني وهم يدافعون عن هويتهم وانتمائهم وانسانيتهم,إن مصير مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة أمانة في أعناقكم، وان ابناء الشعب الفلسطيني المنهمكين في نضالهم وانتفاضتهم ينتظرون أن يخرج عن هذا المؤتمر ما يصل إلى عمق تلك القضايا ويدرك واقعها بالأفعال قبل الأقوال، مبتعداً عن الطروحات النظرية العميقة, فنحن نعيش اليوم مرحلة حرجة من تاريخ أمتنا الإسلامية تستدعي منا تفعيل المفهوم العلمي للتضامن الإسلامي، ولن يكون ذلك إلا بفهم واضح جلي لمسؤولية ودور كل عضو من أعضاء هذه الأمة التي لاتزال متمسكة بالسلام المبني على العدل وتطالب به، وتصر عليه، رافضين أي تسوية تقوم على الظلم والإذلال.
أولاً: أيها الإخوة إن ما يحدث في فلسطين المحتلة هو شأن إسلامي كما هو بنفس القدر شأن عربي هو بنفس القدر شأن عربي وفلسطيني لذلك علينا أن ننصر قضايانا قبل أن نطلب من الآخرين الوقوف معنا وأن نقف بكل طاقاتنا إلى جانب الحق والعدل قبل ان نناشد الآخرين بأن يبدوا مثل هذا الالتزام فاسترداد حقوقنا المشروعة لن يتم بجهود يبذلها الآخرون، كما أنه ليس هناك من نستمد منه بعد الاعتماد على الله سوى قدراتنا وطاقاتنا الذاتية من مثل هذا الوعي.
إن ذلك يقتضي أن ندرك التضامن الإسلامي ليس مجرد مؤتمر يعقد أو بيان يصدر، بل هو فعل يتشكل على أرض الواقع، وإن واقع اخوتنا الفلسطينيين يستوجب منا توفير كل وسائل الدعم لهم، وتحديد الآليات اللازمة لذلك، وعلى وجه الخصوص فإن المطلوب منا تعبئة الإمكانات وتهيئة المؤسسات المالية والاقتصادية لتمويل مشاريع يكون هدفنا الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها، وتمكين اخوتنا الفلسطينيين من التخلص من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي.
وفي هذا السياق التضامني فإن المتوقع من الدول الإسلامية التي تربطها علاقات أو صلات بإسرائيل، ان تتخذ موقفاً يرتفع إلى مستوى التحدي الكبير المفروض علينا جميعاً من جانب إسرائيل، تلك الدولة التي أدارت ظهرها لعملية السلام، وانحرفت برسالة من رسالات النبوة والهداية عن منهجها الرباني، جاعلة منها حركة سياسية استيطانية يفيض تاريخها بالتآمر والتجاوز على حقوق الغير، وفي الوقت الراهن نرى أن إسرائيل ماضية في تحويل عملية السلام إلى حرب ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وقمعه داخل أرضه, أيها الإخوة:
لا نعلم ما الذي ينتظره البعض منا حين يستمرون في علاقاتهم مع إسرائيل، وكيف يمكن لهذه العلاقات أن تكون بديلاً لعلاقات تضامن إسلامي مؤثر, إن أقل ما نتوقعه من هذه الدول هو تقليص علاقاتها مع إسرائيل إلى أدنى حد ممكن أو تجميدها تماماً، وربط أي تعامل مستقبلي مع إسرائيل باحراز تقدم فعلي وملموس في عملية السلام ليس فقط على المسار الفلسطيني بل وكافة مسارات هذه العملية كما أن من الضروري لمؤتمرنا أن يؤكد على مسألة قطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس المحتلة.
أيها الإخوة الكرام:
بقي أن نؤكد على أهمية أن يوجه مؤتمرنا رسالة صادقة لراعيي عملية السلام جمهورية روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية لإشعارهما بمسؤولياتهما تجاه هذه العملية، وأخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية بحكم متابعتها لتطورات مسيرة السلام منذ انطلاقتها والتزامها التاريخي المبدئي بحرية الشعوب وتأكيدهم على حقوق الإنسان وفي هذا الصدد فنحن نميز بين هذه المسؤولية التي التزمت بها الولايات المتحدة الأمريكية، والمزايدات السياسية بها وندعو هؤلاء المزايدين لإرسال أبنائهم للأراضي الفلسطينية ليعيشوا ويروا بأعينهم واقع الاحتلال الإسرائيلي الذي يتنافى مع كل المبادىء التي تدعو لها الولايات المتحدة الأمريكية كما أننا ننتظر من المجموعة الأوروبية ان تمارس تأثيراً سياسياً يعادل اسهاماتها الاقتصادية في الجهود المرتبطة باتفاقات السلام.
ان هدف السلام الشامل والعادل لا يمكن بلوغه إذا لم يضمن راعيا العملية السلمية والدول المؤثرة الأخرى التزام الطرف الإسرائيلي بأسس عملية السلام والمبادىء التي قامت عليها، وهو الأمر الذي ما زالت إسرائيل ترفضه وتتنكر له، مما تسبب في انهيار عملية السلام.
أيها الإخوة الكرام:
إن المستعرض للتاريخ بتطوراته وأحداثه يعلم أنه لا يضيع حق وراءه مطالب ولايمكن أن تتحقق الأهداف إلا بالأفعال المشتركة، وانه ما قام وجود إلا باجتماع، ولا ثبتت حقوق إلا باتفاق، ولا نال عدو من هذه الأمة شيئاً إلا بتفرقها وتشتتها، ولنتذكر قول الحق جل جلاله: ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .
هذا وأسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير لديننا وأمتنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ا,ه.
وكما قيل ليس الخبر كالعيان، وليس من رأى كمن سمع، فيا أيها القارىء الكريم والأخ الحبيب عليك أن تقرأ وتطالع وتتأمل وتفكر في تلك الكلمة لتحصل لك اللذة الروحية، والنشوة الأخوية، والحجج القوية والبراهين الساطعة، ولتكون نبراساً يضيء لك طريقك وتعرفك على كل ما تقوم به بلادك ممثلة في ولاة أمرها من أعمال جليلة في خدمة الإسلام والمسلمين وريادة في الدعوة إلى الحق والعدل والفضيلة واحترام الحقوق,وليس هذا فحسب، بل ويستمر العطاء وتفعيل دور المملكة العربية السعودية الرائد في دعم هذه القضية، وتضميد جراح مصابيها، ومتابعة أحوالهم والتعرف على حاجاتهم، من خلال تتابع اجتماعات اللجنة المشكلة لجمع التبرعات لهم والتي يديرها ويرأسها ويفعّل مهامها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رعاه الله، فيوجه بإعطاء كل أسرة من أسر الشهداء المتواجدين مبلغاً يقدر بعشرين ألف ريال تعينهم على نوائب الدهر وتخفف من معاناتهم.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، وأن يوفق ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لما يحبه ويرضاه، ويمتعهم بالصحة والعافية ويزيدهم نصراً وعزاً وتمكيناً ورفعة ومنعة، وأن يجعل ما يقدمونه للإسلام والمسلمين في ميزان حسناتهم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
د, سليمان بن عبدالله أبا الخيل
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved