أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

(هانا) الآتية من العصر الفكتوري
وهذا جبر من بطن أمه للقبر
عزيزتي الجزيرة:
تناقلت معظم صحفنا المحلية (وقد تكون الخارجية معها أيضاً) خبراً عن ذهاب البروفيسور بيروتشي (ولا أعرف بقية اسمه) وهو أستاذ (لانثروبولوجيا) علم الأجناس والسلالات البشرية,, وذلك لمقابلة معمرة كينية يقال إنها ولدت أيام كانت الملكة فكتوريا تحكم الامبراطورية البريطانية!! والغريب أن صياغة الخبر أكدت أن المحروسة (هانا) ولدت قبل أن يكتشف أديسون الكهرباء أو يخترع قراهام بل التلفون!؟ مع أنه لا علاقة للاختراعين بطول العمر أو قصره ولكن فقط ليستوعب القارىء أنها (عاشت قبل الثورة العلمية والطبية) فليت صياغة الخبر أخذت منحى آخر وذكرت أن المحروسة ولدت وترعرعت قبل أن تكتشف المضادات الحيوية أو الأدوية الطبية (والتي حتى وإن لم تكن مغشوشة فهي تفسد أكثر مما تصلح) وقبل ان تكتشف أيضاً المواد الحافظة (التي تحفظ الأطعمة وتتلف آكلها) وغيرها,, وغيرها بكثير؟
ولكن السؤال (والذي قد يعتبر ساذجاً) هو: هل طول العمر هو الأفضل دائماً؟؟
أكيد لا، فنبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام قال: (أعمار أمتي بين الستين والسبعين) وما زاد عن ذلك قد يكون بداية (أرذل العمر) وهذا ليس معناه تحديداً للأعمار فهذا بيد الله سبحانه وتعالى, فقد يعمّر بعض الناس طويلاً وقد يموت بعضهم مبكراً ولكن تبقى هذه السن معدلاً للأعمار الطبيعية فقط.
ولكن المهم هنا هو كيفية استمثار هذا العمر المكتوب بما ينفع الإنسان دنيا وآخرة، والاستثمار الإيجابي للعمر لايشترط فيه طول أو قصر عمر الإنسان فكم من ناس رحلوا دون عمر طويل ولكنهم عاشوا حياة سعيدة وقدموا لآخرتهم أعمالاً صالحة, وفي المقابل هناك معمرون عاشوا دهوراً طويلة ورحلوا بعد أن خسروا دنياهم وتنتظرهم خسارة آخرتهم,, إلا من رحم ربي,وهناك طرفة تقول: إن واحداً اسمه (جبر) سافر إلى بلد بعيد لكسب الرزق واستوطن احدى القرى وعاشر أهلها وفي أحد الايام توفي جار له وذهب إلى المقبرة لتشييعه فرأى شيئاً غريباً في المقبرة فكل قبر عليه اسم الميت وعمره فهذا (فلان وعمره 10 أيام) وهذا (علان وعمره 15 يوماً) وهكذا كل الأعمار قصيرة فسأل أحدهم: هل كل الموتى لديكم أطفال؟ فقال له لا ولكن كل ميت يحسب عمره بالأيام السعيدة في حياته فقط!
حينئذ قال له جبر أما أنا إذا مت عندكم فاكتبوا على قبري (هذا جبر من بطن أمه للقبر)
صالح عبدالله العريني
البدائع

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved