أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th December,2000العدد:10297الطبعةالاولـيالخميس 11 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

دعاوى حقوق المرأة والفخ الكبير
رئيس تحرير جريدة الجزيرة الاستاذ خالد بن حمد المالك,, تحية عطرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأت مقالة الدكتور عبدالرحمن بن محمد القحطاني تحت عنوان جرائم النساء والمنشورة في عدد الجزيرة رقم (10282) يوم الأربعاء الموافق 26 شعبان 1421ه وقد استهل المقالة بعبارة خير من يعرف في اجرام النساء هن النساء وخير من يعرف في إجرام الرجال هم الرجال مثنياً على كتاب الدكتورة سامية بنت حسن الساعاتي بنفس العنوان.
وقد اطلعت على الكتاب وهو قيّم في حد ذاته وقد اعتمدت كثيراً على كتاب الدكتور أحمد بن علي المجذوب بعنوان المرأة والجريمة من منشورات دار النهضة العربية عام 1976م وهو كتاب قيم جدا أحيل المهتمين إليه.
وقد ذكر البداية الحقيقية للاهتمام بجرائم النساء سنة 1906م بصدور كتابين أحدهما للعالم الفرنسي جرانييه Grannier بعنوان المرأة المجرمة والآخر للعالم الايطالي الطبيب لمبروزو Lombroso بعنوان المرأة المجرمة والعاهرة ولم تنشر مؤلفات في هذا الموضوع فيما عدا دراسة العالم الأمريكي بولاك Pollak عن إجرام النساء وبعض المقالات والبحوث المنشورة في المجلات العلمية المتخصصة، أو المقدمة للمؤتمرات المنعقدة لمناقشة الظاهرة الاجرامية بصفة عامة,ويبرر البعض قلة عدد البحوث حول إجرام النساء لكون المهتمين بدراسة الظاهرة الاجرامية هم الرجال والذين ينظرون إلى السلوك الاجرامي للنساء نظرتهم إلى السلوك الاجرامي للرجال دون الأخذ في الاعتبار الفروق بين الجنسين بينما يبرر البعض الآخر قلة الاهتمام بدراسة جرائم المرأة بضآلة عدد هذه الجرائم على مر العصور وانخفاض نسبتها بدرجة كبيرة عن نسبة مايرتكبه الرجال من جرائم حتى بدت الظاهرة الإجرامية وكأنها ظاهرة خاصة بالرجال.
ويقول الدكتور أحمد المجذوب بأن أصحاب الرأيين السابقين قد فاتهم ذكر المبرر المهم وهو الوضع الاجتماعي للمرأة في الفترة التي بدأ فيها الاهتمام بدراسة الظاهرة الاجرامية وظهور علم الإجرام حيث كانت المرأة لا تلقى إلا الاهمال ولا تواجه إلا باللامبالاة سواء في ذاتها أو في تصرفاتها عموماً.
ويعد إجرام النساء أحد أبعاد الإجرام المعاصر في العالم وقد ازداد في الآونة الأخيرة في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء كنتيجة غير مباشرة لاندماج المراة تدريجياً في دائرة نشاط أكثر إتساعاً في ميادين العمل ومنافسة الرجال(1) وقد جاء في دراسة مقدمة للمؤتمر الدولي لمنع الجريمة ومعاملة المذنبين المنعقد في جنيف 1975م أنه بمجرد توافر الفرص للنساء التي كانت مقتصرة بحكم العادة على الرجال فإنهن يسعين للحصول على مركز متساو مع الرجال سواء في فرص العمل المشروع أو فرص العمل الإجرامي.
ومن العوامل المؤثرة في تحديد حجم الجرائم النسائية أثر الدين في سلوك الافراد، ودراسة ذلك في غاية من الأهمية ومن ذلك على سبيل المثال ما تفرضه الظروف الداخلية للمرأة في بعض المجتمعات الإسلامية من زواج البنات في سن صغيرة، والحد من اختلاط النساء بالرجال، وفرض زي معين الحجاب لا يسمح بظهور مفاتن المرأة وهي أمور يعتبرها معظم مفكري وعلماء الغرب من مظاهر تخلف المرأة بينما يعتبرها المهتمون بالظاهرة الاجرامية من العوامل التي تحول دون ارتفاع معدل الجرائم بين النساء(2) وقد وقفت كثيراً في تأمل هذه العبارة الأخيرة وربطها بالدراسة التي أجراها الدكتور فهد تركستاني وقد نشرت جريدة الجزيرة في عدد سابق تلك الدراسة والتي كشفت بأن النساء يتسببن في 50% من الحوادث في المملكة وما يهمني في هذا الموضوع أن الدراسة تطرقت إلى بعض التصرفات غير السوية من بعض النساء اللاتي يخرجن متبرجات كاشفات لوجوههن ويلفتن انتباه القاصي والداني معرضات نفسهن لبعض المعاكسات من بعض الشباب الذين يتبعونهن بسياراتهم وقد يؤدي هذا الأمر إلى بعض الحوادث المرورية التي تكون هي السبب الرئيسي فيها، وأعتقد ربما يصل الأمر إلى أكبر من ذلك حيث قد يؤدي إلى الوقوع في بعض المعاصي والجرائم,وقد قام الدكتور عبدالرحمن القحطاني مشكوراً بعرض مختصر لدراسة الدكتورة سامية الساعاتي وكان هذا الاختصار سبباً في نقص بعض المعلومات المهمة عندما ذكر في البند سادساً أمر تحرير المرأة ولم يذكر الكلام الجميل الواعي الصادر من امرأة في مكانة الدكتورة سامية وأستميحكم عذراً في طلب قراءته وحتماً ستوافقني الأغلبية إن لم أقل الجميع فقد قالت: لم يعد أمام المجتمعات الغربية والتي تفاقمت فيها الظواهر الاجتماعية غير السوية إلا أن تجني ثمار تحرير المرأة وحقوقها فماذا كانت الثمار؟ إنها ارتفاع مستمر في معدلات الانتحار وانتشار متزايد للأمراض العقلية والنفسية وكذلك زادت جرائم الاغتصاب زيادة مروعة وهي ظاهرة تثير الدهشة وتستدعي التساؤل، لماذا هذا التزايد في مجتمع توجد به تلك الحرية والإباحية؟! ثم تردف قولاً جميلاً وهذا يفرض على المجتمعات وقادتها ان يلتزموا جانب الحذر ويراعوا الحرص في تقبلهم لتلك الدعاوى (الحرية، الحقوق) التي ترددها هؤلاء النسوة وكذلك الرجال الذين يؤيدونهن فهن لن يلعبن دور الرجال لأنهن غير مهيآت للقيام به، ولن يلعب الرجال دورهن لأنهم كذلك ليسوا مهيئين للقيام به، ومصداقاً لذلك قوله تعالى: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما (3).
هذا ما وددت المشاركة به والتعليق من باب الإضافة ليس إلا واعلم ان الدكتور عبدالرحمن لو أتيحت له الفرصة والمساحة بشكل أكبر لقدم ما ذكرته بشكل أفضل وأكبر والشكر أخيراً لكم والسلام عليكم.
إبراهيم بن عيسى العيسى
* الهوامش:
(1) اللواء الدكتور محمد فتحي عيد، الاجرام المعاصر، الرياض: أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، 1420ه.
(2) الدكتور أحمد علي المجذوب، المرأة والجريمة، بيروت: دار النهضة العربية، 1976م.
(3) سورة النساء، الآية رقم (32).

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved