أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th December,2000العدد:10298الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,رمضان 1421

متابعة

بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية للعام 2000م
الدلالات الحضارية للتطور العمراني في مدينة الرياض منذ نشوئها حتى عام 2000م
الحلقة الرابعة
الدولة السعودية الثالثة ب
1319/ 1420ه 1902 2000م
محتوى الحلقة:
المحطة الثانية: مرحلة اكتشاف النفط، وانعكاسه على عمران الرياض
1356 - 1389 هـ / 1937 - 1969 م:
اكتشاف النفط وتدفقه تجارياً
التطور العمراني في العقد الخامس،
التطور العمراني في العقد السادس
التطور العمراني في العقد السابع،
العوامل المباشرة التي ساعدت على النمو العمراني في هذه المرحلة.
مقدمة:
منذ مطلع العشرينيات والأنظار تتجه إلى احتمالات اكتشاف النفط في المنطقة الشرقية, وفي العام 1352ه 1933م منح الملك عبدالعزيز امتياز التنقيب عن النفط للشركة الأمريكيةستاندرد أويل أوف كاليفورنيا سواكال, وفي العام 1358ه 1938م اكتشف النفط بكميات تجارية في الظهران, لقد بدأت عمليات الاكتشاف على الفور على الرغم من الصعوبات القائمة آنذاك, وجرى حفر عشر آبار بين عامي 1354 1358ه 1935 1938م في الدمام غير أن النتائج كانت مخيبة للآمال، حتى تقرر في مطلع عام 1358 ه 1938م زيادة عمق البئر رقم /7, وفي مارس تدفق النفط بكميات تجارية.
لقد جاء اكتشاف النفط في المنطقة الشرقية في الوقت الذي كانت فيه المملكة العربية السعودية تعمل على تطوير أجهزة الدولة ومؤسساتها.
وكانت هناك حاجة ملحة للأموال خلال الثلاثينيات لتنمية البلاد وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين، وتطوير الدولة بحكمة وكفاءة.
إن عملية التنمية بالمملكة سارت ببطء في الثلاثينيات، ولم تبدأ العائدات النفطية تؤتي ثمارها إلا بعد الحرب العالمية الثانية1939 1945 م , وقد انعكس استثمار النفط تجارياً على جميع مناحي الحياة في المملكة, وقد أصاب العمران الحظ الأوفر من حيث الأهمية والتطور وبخاصة في مدينة الرياض.
ولعل أبرز ما دعم ذلك زيادة الاعتمادات المخصصة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية 73 من خلال زيادة موارد الدولة الناجمة عن تعاظم كميات البترول المستخرج منذ العام 1359 حتى 1395ه 1939 1975م ، إذ كان معدل الإنتاج اليومي للبترول عام 1358 ه 1938م حوالي/ 10777 برميلاً، وارتفع هذا المعدل بعد عشر سنوات، أي في عام 1369ه 1949م إلى/ 476735 برميلاً, وبلغ متوسط الإنتاج اليومي لعام 1396ه 1976 حوالي/ 8,4 ملايين برميل, الأمر الذي ظهرت آثاره واضحة على حركة النمو والامتداد العمراني لمدينة الرياض74 .
ويمكن إجمال التطور العمراني في هذه المرحلة عبر النقاط التالية مع مراعاة التسلسل الزمني في ذلك.
أولاً: ففي العقد الخامس بين عامي 1360 1370ه 1940 1950م توسعت المدينة في كافة الاتجاهات, وقد اتخذ نمو الضواحي نمطين: ضواح مكتظة بالسكان من ذوي الدخول المنخفضة، وهم العمال من البدو والميكانيكيين، وتقع هذه في شرق وجنوب المدينة القديمة، أما العائلة المالكة والأغنياء فعلى نقيض ذلك بنوا قصورهم ومساكنهم في شمال المدينة وغربها على مساحات واسعة، وتركز التوسع بشكل كبير في الجانب الآخر من وادي البطحاء75 .
ولابد من الإشارة إلى أن الرياض قد شهدت في هذه المرحلة أول عمل تخطيطي نسبي لتوفير قطع سكنية للأعداد المتزايدة من جراء الهجرة الداخلية إلى المدينة حيث قام المسؤولون في الأمانة في عام 1364ه 1944م بتقسيم المنطقة الواقعة جنوب مدينة الرياض، والمعروفة بمنفوحة إلى قطع سكنية مقاساتها 8x8 متر، وشوارعها لا تتجاوز ثمانية أمتار في أغلب الأحيان حيث خصصت لتوطين المهاجرين إلى الرياض من أبناء البادية والمناطق المجاورة76 ولاستيعاب الكثافة السكانية الوافدة77 .
ونتيجة للتوسع العمراني في هذا العقد برزت خاصتان رئيسيتان هما:
أ/ ازدياد سرعة نمو المدينة ازدياداً كبيراً بحيث بلغت مساحتها 8,5 كم، وامتدت على المحور الشرقي الغربي حوالي 4/كم ، وعلى الشمالي الجنوبي 5/3 كم78 .
ب /تحول نمو المدينة من النمو الحلقي إلى نمو اتجاهات معينة دون الأخرى بحيث بدأت المدينة تأخذ شكل مروحة ضخمة 79 ، لأن العمران بدأ يتجه بعد خروجه من داخل الأسوار نحو مواقع خارجية بسرعة، اي ان العمران بدأ يتخطى الأسوار ويتحرر من قيودها، ففي الاتجاه الشمالي استمر زحف المدينة نحو قصر المربع، فغمرت المنطقة بالمواقع السكنية بعمق/ 1,25كم، وفي الجنوب الغربي/ 600م وبقيت منفوحة حتى نهاية هذا العقد الخامس منعزلة عن المدينة، ولكنها شهدت بعض التوسع, وهي تقع في الاتجاه الجنوبي الشرقي80 .
وتطور الاتجاه الشرقي الذي انطلق من مجرى البطحاء باتجاه حلة العبيد بسبب استقطاب الرياض للمهاجرين من أنحاء نجد لتعدد الوظائف وأخذ العمران يتسع فيما بينه وبين حلة العبيد والسوق المركزي الثانوية في شرق البطحاء،وأصبحت مساحة الجزء الشرقي من المدينة في نهاية العقد الخامس نحو / 2كم2.
ولابد من الإشارة إلى أنه لم يكن يوجد في الرياض حتى نهاية هذا العقد طرق معبدة, أما في داخل المدينة فحدثت تغيرات جمة، فاستبدلت مبان قديمة بجديدة نشأت خصوصاً لتلك الاستخدامات الجديدة، وأزيلت بعض المباني السكنية، وأقيمت الأسواق مكانها، وهدمت بعض البيوت لتوسيع الطرقات الضيقة، فظهرت شوارع عريضة، وشيدت الدكاكين على طول الشوارع المشتقة من ساحة الصفاة بكل الاتجاهات81 .
ثانياً: وفي العقد السادس حدثت تطورات عمرانية كثيرة بحيث تعتبر البداية الحقيقية لنمو الرياض، واتساعها فقد أخذ النمو العمراني للمدينة في التوسع الملحوظ إلى خارج بعض الأحياء في المنطقة المركزية، وخاصة فيما يتعلق بالشوارع ومساحات القطع السكنية حيث راعى المخطط الا يقل عرض الشارع عن خمسة عشر متراً، وذلك تيسيراً لحركة السيارات والخدماتالدفاع المدني والإسعاف والنظافة العامة والشرطة ، كما أصبحت على مساحات لا تقل عن / 500 متر مربع82 .
ويمكن رصد التطور العمراني في هذا العقد على النحو التالي:
1 تمت إزالة أسوار مدينة الرياض عام 1370ه 1950م نتيجة لانتشار البناء في الأطراف بجميع الاتجاهات، ولم يعد السور حائلاً دون ذلك, إذ انتهت الوظيفة الدفاعية له، وتركت الحرية للأفراد كي يختاروا الأراضي التي يبنون عليها بيوتهم كما يشاؤون، فتوسعت المدينة واستحدثت أحياء جديدة83 , وبذلك بدأت المدينة تدخل مرحلة جديدة مختلفة عن سالفاتها84 .
2 لم يقتصر التغير خلال هذا العقد 1370 1380ه 1950 1960م على التوسع والامتداد السريع فحسب، بل شمل تغييراً في طراز البناء وتغييراً في مواد البناء والشوارع، مثل: إدخال النظام الشبكي للشوارع ثم بداية إدخال الفلل كنموذج للمسكن، ثم العمارات العالية ذوات الأدوار المتعددة85 .
3 يشكل هذا العقد بداية دخول مواد البناء الجديدة كالاسمنت والحديد في أواخر 1369ه 1949م, فقد حل الاسمنت في نهاية هذه المرحلة محل الطين كمادة بناء، وقد ساعد ذلك على التغيير في تصاميم نوعيات بعض المباني في بعض الأحيان من النمط التقليدي المتمثل في المساكن الطينية إلى نوعيات أحدث من المباني حيث شيدت الفلل العصرية من الخرسانة المسلحة والطوب مع وجود ارتدادات تسمح بإقامة حديقة أمام الفيلا, وقد صُمّمت الأحياء الجديدة لتجذب أصحاب الدخول المتوسطة والعالية من الموظفين, ومنها: الملز والمربّع والبديعة, ولكن لابد من الإشارة الى أن بعض الأبنية التي استخدم الإسمنت في تشييدها احتفظت بالطراز التقليدي للبناء من حيث ترتيب الغرف وعددها، ووجود المساحة الداخلية المكشوفة واسوار السطح العالية والنوافذ الصغيرة المرتفعة (86).
4 لم يقتصر التوسّع خارج المدينة، بل شمل ملء كثير من الفراغات العمرانية التي كانت متروكة فارغة كالمربع والفوطة، وامتدّت جميعها نحو الناصرية, وقد هُدمت مبانٍ سكنية قديمة واستُبدلت بمبانٍ جديدة، إلى جانب أن التغيير شمل تخطيط المدينة واستحداث شوارع جديدة فيها (87).
5 اختيرت في هذا العقد السادس الناصرية لتكون مقراً للقصر الملكي، ومساكن الأمراء وأعضاء الحكومة والحرس الملكي على قطعة أرض مساحتها 2,6 كم 2 تقع الى الشمال الغربي من المربّع على بعد 5 كم من مركز المدينة, وقد بُني القصر عام 1376ه 1956م، وبُني معه عددُ كبير من القصور والمباني ومستشفى ومساجد ومدارس وحدائق ضمن تخطيط دقيق (88).
ويُشار هنا إلى أن التوسّعات العمرانية التي شهدتها الرياض في هذا العقد وسمت المدينة بسمتين: الأولى تمثّلت برغبة العائلة المالكة والأغنياء في بناء مساكنهم في شمال وغرب المدينة القديمة بينما المهاجرون والجماعات من ذوي الدخل المحدود استمرّوا بالسكنى بالضواحي في الشرق والجنوب, أما السمة الثانية فتبع بناء قصر الناصرية إنشاء طريق يربطه بوسط المدينة بينما قامت مساكن ملكية أخرى ومرافق في جواره, لقد اجتذب الطريق مع مرور الزمن شريط بناء حتى امتلأت المنطقة الواقعة بين القصر والمدينة القديمة (89).
6 وفي عام 1371ه 1951م افُتتح خط السكة الحديد بين الرياض والدمام، فسهّل نقل البضائع والمواد البترولية والركّاب بين المنطقتين, ولعلّ وجود محطّة سكّة الحديد اجتذب باتجاهها توسّعاً عمرانياً كبيراً إلى جانب بناء محلاّت اختصّت بورش السيارات وقطع الغيار للشركات الأجنبية على جانبي شارع جديد تفرّع من شارع البطحاء باتجاه مبنى سكّة الحديد هو شارع (الريل) (90).
7 وحتى يتم ربط المدينة بالعالم الخارجي لتيسير الوصول إليها، فقد تم في عام 1373ه 1953م افتتاح مطار الرياض في الجهة الشمالية من المدينة على بعد نحو عشرة كيلو مترات، فأنشىء شارع مزدوج يصل المطار بشارع البطحاء, وقد ساهم المطار بتسهيل الوصول الى الرياض، وساهم على وجه الخصوص بامتداد العمران على جانبي شارع المطار، ومن ثمّ توسّع المدينة عمرانياً، فقد أصبح هذا الشارع المحور الرئيسي للتوسع العمراني في تلك الفترة في الرياض، فبنُيت حوله أحياء مثل: حلّة الضبّاط، وحي السليمانية، وأنشىء مستشفيان، وثلاثة فنادق درجة أولى ومساجد ومعاهد وشركات وبنايات عالية (91).
8 تم خلال هذا العقد السادس نقل الوزارات ورئاسات الدوائر الى الرياض, وقد اختُيرت المنطقة الواقعة على جانبي طريق المطار لتكون مقراً لمباني تلك الوزارات, وتم هذا الاختيار لعدة أسباب، منها:
سهولة الوصول إلى أيِّ من المباني المذكورة.
بُعد تلك المنطقة عن المناطق السكنية آنذاك.
عدم صلاحية تلك المناطق للاستعمال السكني في ذلك الوقت.
قربها من المطار (92).
ففي عام 1373ه 1953م تم إنشاء مبانٍ ضخمة متجاورة لسبع وزارات على الجانب الغربي لشارع المطار بمسافة 3 كم متواصلة، ثم بُنيت وزارة ثامنة على الجهة المقابلة، ثم بُنيت عام 1374ه 1954م كلية الملك عبدالعزيز العسكرية (93).
9 ساهمت الامتدادات الرئيسية باتجاه الناصرية في الشمال الغربي، وباتجاه المطار في الشمال وباتجاه سكّة الحديد في الشمال الشرقي في اتجاه قوي لتوسّع المدينة نحو الشمال عمرانياً، ودَعَمَ ذلك افتتاح طريق المنطقة الشرقية في بداية العقد السابع 1382ه 1962م (94).
10 امتدّ العمران من المركز باتجاه منفوحة الجديدة,/ وقد تم العمران على طول شارع (الريل) والأراضي المحيطة على الجانبين, كما استُحدثت أحياء جديدة في الناحية الشرقية من الرياض مثل حي حلّة القصمان، وحي حلّة الأحرار، والمدرسة الأهلية وحي المرقب (95).
11 وتم في بداية هذا العقد هدم القصر الملكي والمسجد الكبير المبنيين من الطين وسط المدينة وأنشئ مكانهما مبانٍ إسمنتية، منها: قصر الحكم وإمارة الرياض وسوق الصرافين والمسجد الكبير الجديد، كما بُني قرب قصر المربع قصر إسمنتي، وقصر الحمراء الذي استعمله الملك سعود في السنوات الثلاث الأولى من حكمه ثم استُعمل ديواناً لرئاسة الوزراء (96).
12 تأسست في هذا العقد السادس أوّل مدرسة ثانوية في الرياض، وتأسس كذلك سنة 1377ه 1957م جامعة الملك سعود وضمّت اثنتي عشرة كلية، وتنتشر مبانيها بين الملز في الشرق وعليشة في الغرب ثم أُقيم حرم جامعي خاص للجامعة على بعد نحو 12 كم من مركز المدينة في الاتجاه الشمالي الغربي بقرب الدرعية (97), وقد ساهم وجود المباني الأكاديمية المذكورة في تلك المناطق بزيادة حركة السكان، واجتذاب كثير من الطلاب وتوفير من ثَم مزيد من الاستقرار الاجتماعي والمكاني، ودفع حركة العمران إلى الأمام (98).
13 يروي شاهد عيان عام 1372ه 1952م أن الرياض في هذه الفترة اتسعت كثيراً ناحية الصحراء, وأخذ الناس في بناء بيوت لهم فوق الهضبة الصحراوية بعد الاطمئنان إلى إمكانية استخراج المياه, ويتابع واصفاً شرق الرياض في العام نفسه: هنا شاهدنا حركة بناء كبرى, كانت بعض المباني تُبنى من اللبن على النمط النجدي، وبعضها الآخر من الحجر الجيري المقتطع من الصخور الموجودة بالقرب من المدينة أرى مدارس ومساجد تُقام وبيوتاً تجارية تُبنى لتؤجّر للرجال الذين نزحوا من الأماكن المجاورة أو البعيدة إلى هذه المدينة ذات الرخاء المتزايد (99).
14 ومن العوامل التي ساعدت على هذا النمو العمراني المتنوع والمتسارع معاً في الرياض في العقد السادس حلّ مشكلة المياه، والنمو الهائل للنشاط الاقتصادي والتجاري بسبب نمو المراكز البترولية الحديثة في المملكة وتدفّق رؤوس الأموال,, وما رافقه من تدفّق عدد كبير من سكان الأرياف والمدن والبلاد العربية والأجنبية للعمل في الرياض، وقرار نقل الوزارات ورئاسة الدوائر الحكومية من جدة الى الرياض وما رافقه من عام 1373ه 1953م من انتقال لآلاف عديدة من الموظفين مع عائلاتهم الى الرياض، ومن استحضار آلاف الخبراء والمدرسين عرباً وأجانب بقصد البحث عن عمل، ومما ساهم في دفع حركة العمران أيضاً إنشاء طرق المواصلات الحديثة التي تربط الرياض بالمناطق الهامة داخل المملكة وخارجها بأحدث وسائل النقل، وإنشاء شوارع عريضة، وتوسيع الضيّق منها وانتشار السيارة مما ساعد على امتداد المدينة أُفقياً، واتساع المساحة العمرانية فيها (100).
ثالثاً: وفي العقد السّابع (1380 1388ه 1960 1968م) استمر التوسّع العمراني في مدينة الرياض في الاتجاهات السابقة نفسها، فامتدّت الرياض نحو 16 كم من المطار شمالاً إلى حي (الشفا) جنوباً ونحو 9 كم من محطة سكّة الحديد شرقاً إلى وادي حنيفة غرباً، وأصبحت مساحتها نحو 85 كم 2 (101).
وقد وُجدت ثلاثة أحياء جديدة كان لها نواة في العقد الماضي هي: عليشة والبديعة والقرى, ثم تبلور حي المعذر، وكانت نواته القصر الملكي الحالي وقصور أخرى على تلك الطريق باتجاه الشمال الغربي (101).
وتخطّى العمران في هذا العقد حي (عتيقة) بمسافة 2 كم حيث نشأ عام 1388 1389ه 1968 1969م) حي الشفاء بعد جسر وادي حنيفة, وأصبحت بذلك عتيقة، وحي الشفاء من الضواحي المتصلة بعمران المدينة واتصلت هذه المنطقة العمرانية شرقاً بمنفوحة وبمنطقة الخزّان إلى جانب ذلك اكتمل البناء المتجه نحو محطة سكّة الحديد.
أمّا مركز المدينة فتطور أيضاً, فقد أُزيلت بعض المساكن للتوسّع في الطرق وتوسيع مساحة القلب التجاري بإنشاء مجمّعات للدكاكين يُطلق على الواحد منها قيصرية، ودكاكين مختلفة لتأمين البيع بالجملة والمفرّق من ألبسة وأثاث ومأكولات وعطارة، وغيرها (102), ومما يُلاحظ في هذا العقد السابع أنه كان هناك توسّع على حساب البيوت الطينية.
ولابد من الإشارة الى أنه نتيجة للتوسّع الكبير للحركة العمرانية؛ فقد وصلت الرياض إلى مرحلة من النضج بحيث يمكن تمييز كل من المناطق السكنية والصناعية والتجارية فيها.
كما افتتحت في هذا العقد أربع كليّات تابعة لجامعة الرياض (الملك سعود حالياً)، وافتتحت بعض الصحف مثل الجزيرة، والرياض.
وإلى جانب كل ذلك، فقد بُنيت أحياء سكنية جديدة على نظام حديث، وشوارع عريضة من أبرزها: حي الضباط، المنطقة الصناعية شرق المدينة، حي الشفا وقوامه 300 فيلا حتى عام 1391ه 1971م، قسم من منفوحة الجديدة جنوب المدينة (103)، ومناطق لمرافق الخدمات العامة مثل المدارس والمستوصفات والمساجد وغيرها (104).
لقد عرفت الرياض في العقد الخامس أشياء كثيرة طوّرتها في العقد السادس، واستثمرتها بشكل لافت في العقد السابع، وانعكس كل ذلك على حركة العمران, ومن ذلك: الكهرباء والإسفلت وشبكات الهاتف والمدارس والكليات والمشافي ومباني الوزارات، ثم عرفت الرياض الصحف والإذاعة والتلفزة, وقد أدّى كل ذلك إلى جانب دعم الدولة لمشاريع ونمو الخدمات والإدارات الحكومية إلى اجتذاب أعداد متزايدة من الناس إلى الرياض, فقد وصل عدد سكّانها الى 230 ألف نسمة عام 1385ه 1965م, وهذا نشّط حركة التطوّر العمراني بشكل لا مثيل له (105) سيبدو واضحاً في المرحلة القادمة مع بداية الطفرة الاقتصادية.
يمكن القول بناء على ما سبق ان الرياض الكبرى توسّعت خلال الخمسينيات والستينيات على ثلاث مراحل: في المرحلة الأولى تمّ تأسيس مشاريع كبيرة أو مرافق في منطقة مناسبة غالباً ما تكون منعزلة خارج المدينة القديمة مثل القصر ومحطّة القطار والمطار الجديد، وربطت هذه بالمدينة القديمة، ومع بعضها بطرق جديدة, وقامت في المرحلة الثانية مبان سكنية، وخدمات حول المشاريع الجديدة، وعلى امتداد الطرق المؤدية إليها، والمرحلة الثالثة بدأت خلال الستينيات تملأ التوسّعات العمرانية الفضاءات بين شوارع المدينة الرئيسية (106).
هوامش الحلقة:
73 التطور والإنجازات نفسه ص 53.
74 مدينة الرياض لمضاوي ص 136.
75 الرياض المدينة القديمة، لوليام فيسي ص 462.
76 الرياض التطور الحضاري لداغستاني ص 32.
77 مدينة الرياض لمضاوي 143.
78 إدارة المدن الكبرى تجربة الرياض ص 194.
79 الرياض وثبة ازدهار لفارس ص 158, وانظر مدينة الرياض للشريف 133 134.
80 مدينة الرياض للشريف 137, وإدارة المدن الكبرى ص 194.
81 نفسه 137.
82 مدينة الرياض لمضاوي 151.
83 التطور والإنجازات ص 58 59.
84 مدينة الرياض للشريف ص 137.
85 التطور والإنجازات نفسه ص 95.
86 الرياض مدينة المستقبل ص 33.
87 مدينة الرياض للشريف ص 138.
88 نفسه ص 144 154 164.
89 الرياض المدينة القديمة لفيسي ص 493.
90 مدينة الرياض للشريف ص 147.
91 الرياض مدينة المستقبل ص 79، وأنظر: مدينة الرياض للشريف 147.
92 نفسه ص 33.
93 مدينة الرياض للشريف 148.
94 نفسه 148 149.
95 الرياض والقصيم والمعارك ص 79، ومدينة الرياض للشريف ص 148 149.
96 مدينة الرياض للشريف: نفسه 150.
97 الرياض التطور الحضاري للداغستاني ص 122 123.
98 مدينة الرياض للشريف ص 151 140.
99 : الرياض للداغستاني نفسه ص/73 47.
100 مدينة الرياض للشريف ص 138 140.
101 إدارة المدن الكبرى للنعيم ص 194 195.
102 103: نفسه 153 154 156 157.
104 الرياض والقصيم للمعارك ص 79.
105 الرياض التطور الحضاري للداغستاني 75.
106 الرياض المدينة القديمة لفيسي ص 493.
د, عبدالله خلف العساف
الحلقة القادمة:
سوف تتناول الحلقة القادمة الدلالات الحضارية للتطّور العمراني في مدينة الرياض المحطة الثالثة: مرحلة الازدهار الاقتصادي, ومن أبرز المحاور التي سوف تتناولها: (توصيف للتطور العمراني في هذه المرحلة، الأسباب المباشرة للتطوّر العمراني، حدود الرياض في بداية العقد الثامن، الأنماط المعمارية في مدينة الرياض في هذه المرحلة، بعض الملامح المميّزة للأنماط المعمارية الحديثة في الرياض في هذه المرحلة، العناصر المشمولة بالتطوّر العمراني: الطرق والشوارع الرئيسية إعمار البيئة الضواحي الرئيسية ومباني الخدمات المشروعات الحكومية والمتكاملة).


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved