أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th December,2000العدد:10300الطبعةالاولـيالأحد 14 ,رمضان 1421

مقـالات

بوح
بعد فوات الأوان
إبراهيم الناصر الحميدان
تشاءم أحد الاصدقاء حيث قرأ العنوان معلقا بأن الفوات يعني انتهاء أمد العمر وضياع كل توقع وهو ما يخالف سنة الله في خلقه لأن الأجل هو القادم وليس الماضي, ومع ذلك أجبت بأنني أتمسك بهذا العنوان رغم أنه يضم الى مشكلات المرور التي أرى أن ضحاياها سوف يسخرون مني قائلين وما الفائدة في جهد جاء بعد ضياع البصرة كما يقول المثل فهل بقي اقتراح للمرور يعيد ما فات من الأرواح والمعوقين بسبب الحوادث أجبت: الشعور بالتقصير ما زال قائما ونحن نحاول أن ندرأ الخطر عن باقي خلق الله من البشر حتى لا نصبح جميعا من المعوقين بعد بضعة أعوام إذا استمر معدل الحوادث في الارتفاع ولم يخفف حزام الأمان من العدد المتفاقم, والاقتراح الذي ما زال يدور في ذهني أن هناك منطقة لم نتطرق اليها رغم أنها بسيطة وليست بعيدة عن التفكير وأقصد بها الاختبار النظري أي المزيد من الوعي المروري الذي ينبغي أن نغرسه في أذهان هؤلاء الذين يتراكضون في الحصول على رخصة القيادة مثل تراكضهم في الشوارع وهم يقودون عربات العائلة في غيبة المراقبة وتحت مظلة الوالدة التي تخفي الامر عن رب الأسرة حتى لا يغضب على الابن المدلل الذي تدفع له بمفاتيح عربة والده النائم فيمضي متبخترا في الأزقة الضيقة لازعاج الآخرين سواء بالبوق المتردد أو برفع صوت المسجل بالأغاني المائعة.
إن شباب الشوارع أقصد الذين يقضون أوقاتهم متسكعين للتحرش بعباد الله ثم لشرب السجائر وبعض الممارسات الهابطة هؤلاء بحاجة الى تهذيب وليس تأديب مثل هذه السن, ينبغي عدم منحهم رخصة القيادة لحين التأكد من سلامة تصرفهم عن طريق لجنة اختبار ليس في القيادة فحسب وإنما ما ينبغي أثناء الحوادث, فالهرب موقف يدل على انعدام المسؤولية والوازع الانساني خاصة اسعاف المصابين الذين يعانون من جراء الحوادث بل إن بعض المارة يتجاهلون حالة المصابين ويكتفون بالفرجة على اعتبار ان الابلاغ عن الحوادث يؤدي الى طرح بعض الأسئلة من قبل الجهات الأمنية التي تعيقهم عن الانصراف الى مصالحهم, وهو ما يتم أيضا في الطرق الطويلة بالنسبة لتجاهل العابرين بينما الواجب الوطني الانساني التضحية البسيطة لانقاذ حياة جريح أو تخفيف آلام مصاب.
ولمثل هذه المواقف تعطى دروس في كافة المعاهد لرفع مستوى الوعي الاجتماعي والتعاوني بين الأفراد, فرغم أننا نعيب على المجتمع الغربي بعض السلوكيات فالأفراد لا يتخلون عن صفاتهم الانسانية أثناء الاسعاف والابلاغ عن الحوادث مثل اطلاق النار أو العثور على جثة مجهولة في الطريق,, إلخ مع تجنب الكذب, لأن الكذب بحد ذاته جريمة, اننا جميعا نواجه مثل هذه المواقف في حياتنا والمفروض أن نملك الصفات التي تؤهلنا لأن نتعامل معها برجولة وانسانية, بل ان التدخل لتصحيح وضع غير سوي نحن مطالبون به كأن ترى طفلا يعذب حيوانا صغيرا أو شابا يضايق امرأة عابرة, أو ضريرا يحتاج الى عبور الطريق دون رفيق يعينه أو ذاك المستهتر الذي يزعج المارة برفع صوت مسجل الراديو لديه, إنها ممارسات سلوكية تحتاج الى المبادرة السليمة حتى نعتاد على الشعور الجماعي وليس الاحتكار الفردي الذي يمثل الأنانية البغيضة لاسيما أثناء قيادة العربات في الطريق العام.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved