أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th December,2000العدد:10300الطبعةالاولـيالأحد 14 ,رمضان 1421

رمضانيات

البقاء في مسجد الحي يحقق مصالح كثيرة
تنقل المصلين في رمضان يفكك ترابط جماعة المسجد
علاج قصور أئمة المساجد ليس مرتبطاً بشهر رمضان فقط*
تحقيق : ظافر الدوسري
شهر رمضان الكريم حينما يحل ضيفاً غاليا علينا الا وتغمر فرحة اللقاء بالمؤمنين، تلك الفرحة المكونة من عدة أسباب، فترى المساجد تعتلي منابرها صوت القرآن الكريم وتكتظ بها المصلون رغبة في التقرب الى الله واستغلال الشهر بتلاوة كتاب ربها والاستماع اليه في الصلوات وتدبر آياته والقيام بالأعمال الصالحة.
الا ان هذا التوجه الايماني الجياش غير موزون في بعض الأوقات اذ نلحظ في هذا الشهر الكريم وخاصة في أيام العشر الأواخر تنقل عدد من المصلين من مسجدهم المعتاد الى مسجد آخر بل قد يصل الأمر الى ان يقطع مسافات طويلة وهذا ما نهى عنه في شد الرحال، وذلك لعدة أسباب بعضها وجيه وأكثرها غير صحيح، اذ تسبب هذه الظاهرة شعوراً سيئاً على امام المسجد وجماعة الحي خاصة اذا كان من ذوي الجاه والمكانة!! ناهيك عن بعد الترابط الاجتماعي بين أفراد جماعة المسجد وغيرها من المصالح الجمة, فكيف غابت عنا صورة المسلمين الأوائل وهم يستقبلون الشهر بروح ايمانية وثابة، توحد فيهم زخم الصبر على الجوع والصبر على الطاعات ولا تثنيهم عن العمل المعطاء والكفاح, ما الذي أصاب المسلمين اليوم ولماذا تغيروا؟ وفي مضمون هذا النهج الرباني القويم لا يجوز أن نتعامل مع شهر رمضان وكأنه عائق أمام العمل والصبر على الطاعات، وهنا نتناول طرح هذا الموضوع غير متناسين كذلك الأسباب الحقيقية وراء تخلف هؤلاء المصلين عن مساجدهم المعتادة.
متابعة الأئمة في رمضان
في البداية تحدث فضيلة الشيخ سالم بن ناهض السهلي مدير ادارة الأوقاف والمساجد بمحافظة الجبيل قائلاً: كان لاهتمام ولاة الأمور والمسؤولين بالدولة في أن تخرج المساجد بالمظهر اللائق الذي يحافظ على قدسيتها دور كبير في ارتقاء مساجدنا ولله الحمد، لذا كان اهتمامنا بالمساجد كلها جيدا سواء في رمضان أو غيره وذلك بتوفير ما تتطلبه المساجد من تأثيث وصيانة ومكبرات الصوت والمصاحف وكذلك اعداد الأئمة, كما اننا نقوم بمتابعة بعض الأئمة الذين ليس لهم قدرة إما لكبر سنه أو لخلل في الصوت أو في القراءة الطويلة، فالوزارة عادة تقوم باحلال هؤلاء بأئمة آخرين ممن فيهم الكفاءة والقدرة من الشباب وطلبة العلم السعوديين.
ويتم اختيار هؤلاء الشباب من قبل لجنة مكونة من عدة قضاة وطلبة العلم وأن يكون ممن يشهد لهم بالصلاح، أما الاختيار من طلاب مدارس التحفيظ أو طلاب حلقات التحفيظ فلا يحتاج الى اختبار.
الأمر لله أولاً ثم لجماعة المسجد
وعن الأئمة الذين يخففون الصلاة فيقول: اذا كان التخفيف أو الاختصار لا يخل بالصلاة أعني يأتي بالصلاة في ركوعها وأركانها وطمأنينتها وركوعها وانما يقصر من القراءة كأن يقرأ نصف وجه من القرآن أو ربع وجه ويكون المأمومون راغبين ذلك وجماعة الحي فهذا لا نستطيع أن نفرض على مثل هؤلاء الأئمة، حيث من المصلين فيهم العاجز والمريض.
ويضيف قائلاً: نحن نعاني من هذا القبيل من المصلين، فالأمر لله أولاً ثم لرغبة جماعة المسجد, أما اذا كان في قراءة الإمام بها خلل فهذا لا نقبله حتى لو وافق ورغب به جماعة المسجد، فنقوم بمناصحته، واذا لم يتغير نقوم بابداله بإمام آخر.
أسباب غالبها غير صحيحة
سعد بن علي آل ثالبة إمام مسجد علي بن ابي طالب بتحلية المياه بالجبيل فيتحدث عن الأسباب التي تدفع بعض المصلين للصلاة في مساجد غير مسجدهم المعتاد فيقول: الأسباب مختلفة، وقد يكون بعضها وجيها وغالبها أسبابا غير صحيحة, وفي المقام الأول: ما هو حكم هذا التنقل بين المساجد؟
معلوم ان الأولى بقاء المصلي في مسجد حيه لما في ذلك من مصالح متعددة منها: الالتقاء بالجيران والتعاون معهم على الخير وكسب قلب الإمام وعدم احساسه بشعور سيىء نحو بعض من يترك الصلاة معه, ولكن اذا رأى الانسان ان انتقاله للصلاة في مسجد آخر فيه عون له على الخشوع والتدبر فلا بأس بذلك بشرط ان يستمر مع ذلك المسجد، ولا يغير بين الحين والآخر.
وبالنظر لاسباب تنقل بعض المصلين بين المساجد فله أسباب كما ذكر وقد يكون بعضها مقنعاً مثل.
* البحث عن المسجد الذي يطيل فيه الامام الصلاة بدلاً من نقرها.
* وجود دروس علمية بعد أو قبل الصلاة فيسعى المسلم للاستفادة.
* اصطحاب أهله معه للصلاة في قسم النساء في حالة عدم توفر ذلك في مسجد حيه.
* جودة قراءة الإمام وحسنها وخشوعها في الوقت الذي لا يتحقق ذلك في امام مسجد حيه.
* الا يؤثر كل ذلك على عدد جماعة المسجد الأصلي أو نشاطهم ودعوتهم، ولا يحبذ الانتقال من ذوي المكانة في الحي لتأثير ذلك على المسجد.
وعن تأثير التنقل على المسجد الأصلي قال آل ثالبة: يختلف أثر هذه الظاهرة على مسجدهم المعتاد باختلاف ما يلي:
* عدد جماعة المسجد.
* طبيعة الأشخاص الذين يبحثون عن مساجد أخرى من حيث دورهم في الحي ولكن يبقى ان بقاء المصلي في مسجد حيه تتحقق من خلاله مصالح كثيرة تمت الاشارة اليها مسبقاً، الا اذا كان الشخص سينتقل الى مسجد آخر ويبين سبب انتقاله وبالتالي يترتب على ذلك تحسن في المسجد الأصلي فلعل هذا يدخل في باب الهجر المشروع ولا بأس به.
وعموماً ليس بالضرورة أن يكون انتقال المصلين لأسباب صحيحة فربما بعضهم يفرح جماعة المسجد بانتقاله بسبب تصرفاته واشتراكاته!!.
وعلاج القصور عند أئمة المساجد ليس موضوعا مرتبطا برمضان فقط، وانتقال المصلين الى المساجد الأخرى، لكن السؤال الذي ينبغي طرحه ويحتاج الى اجابة: ما هي الشروط التي يجب توافر الحد الأدنى منها في الشخص ليكون إمام مسجد؟ وهل تراعي شؤون المساجد والأوقاف هذه الشروط حق المراعاة؟ وهل هناك متابعة ومراجعة لواقع المساجد من قبل الجهة ذات الاختصاص بشكل دوري، والزام بإقامة الدروس والمحاضرات والبرامج؟ وهل هناك دورات تطويرية علمية ودعوية لرفع مستوى كفاءة إمام المسجد يلزم الامام بحضورها والاختبار منها؟
اذا كانت الاجابة بنعم على كل ما سبق فلن تكون هناك ملاحظات ذات بال على إمام المسجد.
الظواهر تستدعي الانتباه وبقوة
الشيخ خالد مأمون آل محسوبي مدرس تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الجبيل شاركنا قائلاً: ان أية ظاهرة تظهر تحتاج دائماً الى النظر بمنظار الخطأ والصواب لأن الظواهر وما أكثرها هذه الأيام صارت تستدعي الانتباه وبقوة، فهذه الظاهرة وهي تنقل المصلين من مسجد لآخر لها ايجابيات وسلبيات ومن ايجابياتها تغيير الملل وتجديد النشاط والاستماع الى تلاوة القرآن بتدبر وخشوع وذلك من خلال الصوت الحسن.
أما السلبيات فهي كما أراها أكثر من الايجابيات وهي أن تنقل المصلي من مسجد الحي الذي يسكن به الى مسجد آخر يفقد الترابط الاجتماعي بين أهل الحي الواحد أو الحارة الواحدة, وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: وليصل أحدكم في مسجد حيه ولا يتتبع المساجد ، كذلك الطعن في الأئمة بالتنقل بين الإمام فلان والإمام فلان، مما يجعل هؤلاء الأئمة عرضة للطعن وعرضة للقيل والقال والتنقص والاتهام!!
شد الرحال أمر ممنوع شرعاً
ويشير الشيخ خالد مأمون الى ان البعض يسافر مسافات طويلة بالذهاب للمسجد الفلاني أو الصلاة مع الإمام الفلاني، وهذا يعتبر شد الرحال وهو أمر ممنوع شرعاً بل قد يصل للبدعية، أضف الى ذلك ان البعض يقصد الصوت الحسن لذاته وهذه قد يخشى منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: يتقدمهم أحدهم ليغني بهم ، بل البعض يذهب للبكاء في الدعاء باللحون والسجع مع ان هذا ممنوع.
واختتم مشاركته بالاشارة الى ان هذه الظاهرة لها أثر سلبي على نفسية بعض الأئمة من جراء هذا الفعل خاصة اذا وقع من بعض الشباب الذين يظن بهم الصلاح والخير.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved