أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th December,2000العدد:10300الطبعةالاولـيالأحد 14 ,رمضان 1421

رمضانيات

حدث في رمضان
استرداد قلعة حارم من الفرنجة
رمضان 559هـ
* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح:
بينما المسلمون في خيامهم وسط النهار لم يرعهم إلا ظهور سلطان الفرنج من وراء الجبل الذي عليه حصن الاكراد وذلك ان الفرنج اجتمعوا على مباغتة المسلمين نهارا وهم آمنون.
حاول المسلمون ان يمنعوهم فلم يطيقوا ذلك، وأرسلوا إلى الامير نور الدين محمود الذي تولى جهاد الصليبيين عقب وفاة ابيه عماد الدين زنكي، فأخبروه بالحال وطلبوا منه النجدة، وصل نور الدين محمود بجنوده على عجل قبل ان يتمكنوا من ركوب الخيل أو أخذ السلاح، فاستغل الفرنجة الفرصة وقاتلوهم قتالا عنيفا لينهزم نور الدين وجنوده نتيجة لسوء التجهيز والعجلة.
استطاع نور الدين ان ينجو بنفسه ويفر على فرسه إلى ان نزل قرب حمص، وليس بينه وبين مكان المعركة سوى اربعة فراسخ ثم لحقه من سلم من معسكره حتى اجتمعوا إليه ونصحه بعضم ان يبتعد قليلا عن مكان المعركة حتى لا يتعقبه جند الفرنجة ولكنه قال والله لا استظل بسقف حتى آخذ بثأري وثأر الاسلام ثم أرسل إلى حلب ودمشق يطلب الاموال والخيل والسلاح.
كان الفرنج ينوون الاستيلاء على حمص لكنهم تراجعوا عندما علموا ان نور الدين يستعد لملاقاتهم في جولة أخرى فأرسلوا إليه يعرضون الصلح لكنه ابى واستمر في شحذ الهمم للجهاد في العام التالي 559 هجرية في الثاني عشر من رمضان استغل نور الدين محمود سفر بعض الفرنج إلى مصر فتجهز للقتال في سبيل الله وارسل يطلب العون من أمراء المسلمين كما أرسل إلى الزهاد والعباد يذكرهم بما لقي المسلمون على يد الفرنجة، ويستمد منهم الدعاء وان يحثوا عامة المسلمين على الجهاد في سبيل الله.
وسار نور الدين نحو مدينة حارم فحاصرهاوتابع الزحف للقاء الفرنج الذين تجمعوا قريبا من الساحل بملوكهم وفرسانهم تحت زعامة امير انطاكية، في البداية هاجم الفرنج ميمنة جيش المسلمين وفيها عسكر حلب، تراجعت الميمنة وبدا أنها انهزمت وكانت تلك خديعة مدبرة كي يتبع فرسان الفرنج فلول الميمنة منفصلين عن الراجلين منهم وهنا يميل عليهم جيش المسلمين بالسيوف فإذا ما عاد الفرسان لم يلقوا راجلا يلجأون إليه، على هذا النحو حدق بهم المسلمون من كل جانب وكانت الهزيمة الساحقة وجلاء الرنج عن قلعة حارم بعد ان تكبدوا الكثير من الخسائر حيث يقدر بعض المؤرخين قتلى الفرنج بحوالي 10 آلاف قتيل.
وفي غمرة النصر طلب الجنود من أميرهم نور الدين محمود ان يذهب ليسترد انطاكية نفسها لكنه خشي على قواته المنهكة من ان تنهزم مرة اخرى فأجل المهمة إلى حين.


أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved