أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th December,2000العدد:10302الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,رمضان 1421

مقـالات

شمس العصافير
علي والانتحار مرتين!!
ناهد باشطح
* قبس:
اختبار الشجاعة ليس في الموت، بل في الحياة
- حكمة عامية-
حسب إحصائية وزارة الداخلية لعام 1420ه فإن محاولات الانتحار تجاوزت 400 حالة, ووفق آخر إحصائية معلنة للوزارة عام 1417ه فقد بلغت حالات الانتحار 259 حالة أعلاها في الرياض 96 حالة.
ونحن هنا نتحدث عن الانتحار في مجتمع إسلامي محافظ وليس مجتمعا غربيا كأمريكا التي يموت الناس فيها منتحرين أكثر من موتهم بسبب الإيدز، أو المجتمع السويدي الذي يحتل المرتبة الأولى في عدد المنتحرين رغم أنه من أعلى دول العالم دخلا للفرد.
إذن ليس الفقر ولا المرض المميت يجعل الإنسان يقرر أن ينهي حياته لكنها عوامل عدة تبدأ من قيم الإنسان المستقاة من أسرته أولا.
حكاية علي 43 عاما التي نشرتها إحدى الصحف المحلية تعطينا صورة عن أصل القضية.
فحين يحاول ذلك المواطن أن يقتل نفسه مرتين بسبب فصله من العمل وممارسات زوجته بسبب فقدانه الوظيفة طرده من المنزل، حرمانه من الأطفال ندرك إلى أي مدى تأثير البيئة الاجتماعية على الفرد ونلمس ضعف الإنسان واحتياجه إلى الآخر.
القضية متشابكة وعلي الطفل كان مثقلا بأسرة مفككة ولذلك لم يصمد حينما صار مسؤولا عن أسرته في ظروف قاسية لهشاشة بنيانه النفسي والاجتماعي، من أين نأتي بالقوة التي تجعلنا نصارع الحياة فلا تصرعنا ونفقد الإحساس بقيمتها؟.
الطفل الصغير الذي يتعلم معنى الإيمان من والديه ويراه سلوكا ممارسا في الحياة يرسخ في داخله إيمان لا يتزعزع مهما حصل.
ما الفرق بين الفرد والآخر في تقبل المكروه؟,, إنها القوة الإيمانية بأن الله يبتلي من يحب من عباده، فإذا صبر كان له الأجر.
إننا نردد كثيرا هذه العبارات ويقرؤها أطفالنا في مناهجهم المدرسية ولكن إلى أي مدى يراها الأطفال حين يموت قريب في العائلة أو تقع حوادث للأسرة!.
إن ما يرسخ في وجدان أطفالنا هو ما نفعله من سلوكيات وليس ما نردده من خطب رنانة، والبعض يجهل أهمية أن يشرح للطفل الجزع الذي يراه على وجوه المعزين في حالة الوفاة، أو الزائرين في حالات الحوادث، مع أن أسئلة الأطفال هي مفاتيحهم لمعرفة أسرار الكون من خلالنا.
الإيمان بالله هو القاعدة التي علينا أن نبنيها واقعا ملموسا في عقول ووجدان أطفالنا الذين أنعم الله عليهم بالإيمان بالفطرة، ثم بعد ذلك لابد أن نراه نتاجا في حياتهم المستقبلية.
nbashatah@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved