أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th December,2000العدد:10302الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,رمضان 1421

مقـالات

يا شيخنا: قلوبنا معك
حمد بن عبدالله القاضي
** لم أملك دمعة فرت من عيني عندما قرأت قصيدة الشاعر د, عبدالرحمن العشماوي التي نشرتها الجزيرة يوم أمس الأول والتي وجهها الى فضيلة الشيخ الجليل محمد بن عثيمين والتي عبر فيها كما قالت صحيفة الجزيرة عن مشاعر كل مسلم نحو هذا العالم الورع,,!
إن هذا الفزع من قبل الناس على الشيخ الجليل أثناء مرضه أتم الله عليه ثياب الصحة هو الحب الحقيقي ذلك الحب الذي لا يمازجه رياء، ولا يخالطه عرض ولا غرض من أعراض الدنيا,!
إنه الحب في الله,, أصدق وأنصع وأنبل لوحات الحب الطاهر.
أجل,!
إن الناس لا يحبون في حب الشيخ مالا ولا جاها، ولا يخشون لوما ولا عقابا,.
ولكنهم يحبونه فقط لأنه منارة يرشدهم إلى طريق ربهم، ويكشف لهم ما أشكل عليهم من أمور دينهم,,!
إن هذا الاجلال والتقدير والحب للشيخ علامة بحول الله على حب الله له كما جاء في الحديث الشريف، وصدق الله العظيم عندما قال:يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات سورة المجادلة: الآية 11.
***
** إن المؤثر حقا أن مرض الشيخ الشديد لم يشغله عن رسالته فقد كان يفتي ويرشد الناس وهو في المستشفى وعندما سافر إلى مكة المكرمة بادر الى القاء درسه رغم ظروفه الصحية.
لقد أصر رحمه الله رغم مرضه الشديد أن يذهب الى مكة المكرمة كعادته كل عام ليجاور بيت ربه، ويصلي في حرمه، ويرشد عباده وذلك غاية أمله، ومنتهى أمانيه، وشتان بين آمال هذا الشيخ الرباني وآمال الكثيرين في هذه الأرض.
ما أعظم إيمان هذا الشيخ بربه وطمأنينته إلى رحمته.
لقد كانت عبارته التي كان يسمعها كل زائر له عندما كان منوما على السرير في مستشفى الملك فيصل التخصصي عندما يتم سؤاله عن صحته بخير والحمدلله رغم كل ما كان يعانيه من آلام.
كان يقول هذه الكلمة بطمأنينة عجيبة، وبارتياح عظيم، وبجميل صبر على قضاء الله، وأسأل الله أن يكون ونكون معهم في زمرة من تدخل الملائكة يوم القيامة في الجنة وهي تقول لهم:سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .
***
ولابد أن أشير هنا اعترافا بالفضل إلى اهتمام ولاة الأمر بهذا البلد بفضيلة الشيخ منذ اصابته بالمرض,, لقد أولوه كامل عنايتهم،وسخروا له كل الامكانيات من أجل توفير أقصى امكانيات العلاج له، وليس هذا غريبا على دولة قامت على نصرة الاسلام وأهله وعلمائه.
لقد جسد مثلا سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز أنموذجا رائعا في الاهتمام بالشيخ، فهو لم يكتف بمتابعة أمور علاج الشيخ بل كان يوالي زياراته، وطلب من أحد أفراد أسرته كما قال لي أحد الإخوان الاتصال به شخصيا في أي وقت في كل ما يتعلّق بالشيخ الكريم وصحته, جعل الله مثل هذه الأعمال المباركة من الباقيات الصالحات له ولوالديه، وزاده فيها,, ذكرا في الدنيا، وأجراً في الآخرة.
***
** لقد ظللت أتأمل في مرض الشيخ الجليل، ولعل الله في ابتلائه الشيخ بهذا المرض أراد جل جلاله لحكمة يريدها أن يمحو ذنوب هذا الشيخ الجليل فلا يبقى عليه شيء منها فإن كل شيء يأتي من ربنا وخالقنا ورازقنا يجيء لحكمة نعلمها حيناً ونجهلها في أحيان كثيرة.
وإننا لنرجو أن يكون ما أصاب الشيخ الجليل من باب تمحيص ذنوبه حتى يلقى الله كيوم ولدته أمه مصداقا لمن كان الشيخ أحد ورثة علمه رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما قال:ما أصاب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه .
ومصداقا لقوله في الحديث الشريف:نحن معاشر الأنبياء أشد الناس بلاء ثم الأمثل والأمثل يبتلى العبد على قدر إيمانه .
***
** وبعد:
لندعو جميعا لشيخنا في هذه الأيام المباركة: اللهم اشف الشيخ الجليل، واتم عليه لباس الصحة، اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقما، اللهم احفظه لنا ولأمة الاسلام فإنه أحد بقية السلف الصالح أهل العلم والورع الذين سخروا حياتهم ووقتهم وصحتهم لهداية الناس إلى طريق الخير والايمان والسعادة الباقية.
***
** آخر السطور:
** من قصيدة الشاعر العشماوي في الشيخ ابن عثيمين:


يا شيخُ، هذا نهر حبّي لم يزل
يجري إليك معطَّر الجريان
هذي فتاواك التي أرسلتها
لتضيء ذهن السائل الحيران
يا شيخُ، ما أنتم لأمتنا سوى
نبعٍ يُزيل غشاوة الظمآن
حلقات مسجدك الكريم منارة
للعلم، تمسحُ ظُلمةَ الأذهان
بين الحديث وبين آي كتابنا
تمضي بك الساعات دون توان



أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved