أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th December,2000العدد:10302الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,رمضان 1421

الثقافية

الثقافة في العالم العربي
د, خليل إبراهيم السعادات
ندوة مستقبل الثقافة في العالم العربي التي نظمتها مكتبة الملك فهد تعد فرصة ثمينة لإلتقاء الثقافة العربية المشرقية بالثقافة المغاربية فكثير من الناس لا يسمع الكثير عن الثقافة المغاربية أو ثقافة المغرب العربي والأدب والشعر والروايات في ذلك الجزء من وطننا العربي الكبير, ربما يعرف المثقفون المتخصصون ما يدور هناك في هذا المجال ولكن الإنسان العربي المثقف العادي قد لا يعرف الكثير عما يدور هناك في المجال الأدبي والثقافي وقد يكون قد سمع بكتاب من الخليج ومصر والشام ولكنه لم يسمع بمشاهير الكتاب والأدباء والمفكرين من المغرب العربي.
ندوة مستقبل الثقافة في العالم العربي أعطت الفرصة للمهتمين بالثقافة العربية ومستقبلها للتعرف على النصف الآخر من هذه الثقافة وأعطت الفرصة للمثقفين العرب أنفسهم للقاء بعضهم بعضاً ينتج عنه حوارات ومناقشات ومناظرات تصب في مصلحة الفكر العربي والثقافة العربية والثقافة العربية مرتبطة بالثقافة الإسلامية ولا تنفصل عنها ولا تستغني إحداهما عن الأخرى ولنا في التاريخ والثقافة الإسلامية أمثلة ودلائل وعبر, فالقرآن نزل باللغة العربية والأحاديث النبوية باللغة العربية وترجمت الكثير من الكتب الأجنبية من رومانية وفارسية ويونانية إلى اللغة العربية ومع ذلك فقد رأينا علماء مسلمين أفذاذاً نبغوا من غير العرب من أطباء وكيميائيين وعلماء فلك وطبيعة وجراحين وحفاظ حديث وفقهاء وقضاة تظللوا تحت ظل الإسلام وثقافته, وهذا ما لمسناه في محاضرات وجلسات الندوة حيث اهتمت بالآفاق الإسلامية للثقافة العربية وتحدثت عن النموذج الإسلامي للثقافة العربية وعن تكوينه لذاتيتنا الثقافية وتحديده لمعالم نموذجنا الثقافي وكما ناقشت الثقافة الإسلامية مصدريتها وعالميتها إذ إن للأمة الإسلامية ثقافة موحدة والقرآن والسنة أعطى المسلم ثقافة عظيمة في حياته من ولادته إلى موته, وتحدثت الندوة حول الأبعاد الإسلامية في التشكيل الثقافي العربي وعن موقع الإسلام بين العناصر الأخرى وكيف يتم استثماره في تطوير هذه الثقافة, هذه الندوة تقدم لنا من خلال ماطرح فيها من محاور كثير تقدم لنا فكراً ثقافياً عربياً أصيلاً فالكثير من الناس يعتقدون أنهم مثقفون تثقيفاً عاليا لا يجاريهم أحد في مستوى هذه الثقافة ولكن بعد محاورتهم والكلام معهم تجد أن ثقافتهم إذا سميناها تجاوزاً بهذا المسمى لا تتعدى ثقافة التلفاز والجرائد والمجلات والأفلام والفيديو والكاسيت والسوق والملابس.
ومع أن التلفاز والجرائد والمجلات تقدم ثقافة جيدة لاشك في ذلك إلا أن نوعية ما يأخذ ويشاهد ويقرأ في هذه الوسائل هو المهم حيث إن هناك الكثير من البرامج الثقافية والعلمية والتاريخية والإسلامية المفيدة جداً تعرض على شاشات كثير من محطات التلفزيون ولكن قد يشاهدها القليل وليس منهم من يعتقد أنه مثقف كبير.
الثقافة الإسلامية ثقافة عالمية رائدة لا تعلو عليها أي ثقافة أخرى شرقية أو غربية والمطلوب منا تعزيز هذا الاتجاه في ندواتنا المقبلة وفي أحاديثنا وفي برامجنا التلفزيونية فكما يخصص الكثير من الوقت لبرامج الأغاني والرياضة والطبخ والموضة نريد أن تخصص أوقات لبرامج الثقافة العربية الإسلامية كما لهذه البرامج.
ولعل ندوة الثقافة في العالم العربي ومستقبلها أحيت فينا هذا الجانب وذكرتنا بمَن نحن وإلى أي ثقافة عظيمة ننتمي كما نبهتنا إلى واجبنا نحو الثقافة العربية الأصيلة والمحافظة عليها حتى لا تضيع وتندفن وتختفي هويتها وإطارها الإسلامي مع ما يرد إلينا من شرق وغرب وهي إذا فعلت ذلك فقد نجحت في تحقيق أهدافها.
*كيلة التربية جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved