أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th December,2000العدد:10302الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,رمضان 1421

الثقافية

لافتة
ما وراء الأدب,,!!
عبدالحفيظ الشمري
الآداب,, أو صيغ المعرفة على اختلاف أنواعها تتنازعها هذه الأيام العصيبة جملة من المثبطات، والعوائق ، والتجارب الفاشلة,, وأعني هنا بالأدب ذلك الذي يرتبط أساساً بالطرح الإبداعي,, ذلك المشهد الذي أخذ بالتضبب,, والتعتيم وفقد الهدى والرشاد,, فلم يعد هناك أي أمل في التخلص من أسباب ضعفه، وخموله,.
ربما أجد أول الأسباب، وأهمها هو بقاء أسماء بالية لم يجد الزمان فيها ما يأكله أو يشربه,, وهذا في يقيني أنه جوهر المشكلة وأساسها, كيف نتخلص من أهل الخواء,, وأنصاف المواهب، والنفعيين، والعابثين في المشهد الثقافي,,؟! وهناك تشبيهات أخرى سآتي على ذكرها,الأجدى أن نواري بقايا حضورهم الثرى بهجمة غير ضروس,, وبلا ناب وذلك بفتح المجال لتيارات أدبية وطاقات إبداعية تنتظر دورها في التواجد على هذه (الساحة) المعرفية والإنسانية التي لم تجير حتى الآن باسم فلان أو فلانه,, أكرر كثيراً أن الثقافة ليست حكراً على أحد,, ولا يمتلك ساحتها أي أحد,, ويجب أن يسهم معي بعض أحبة المعرفة، وأصدقاء النص الأدبي بأن نرفع اللبس الذي يحيط في سياقات هذا المشهد,, فكل شاب وشابة لديه الرغبة,, ولديه الإصرار إلا أنه يصطدم بالمثبطين، والقانطين، والمتبرمين، والساخطين, هؤلاء الذين يجعلون أي مجال معرفي غير قابل لأن يعاود القيام بأدواره ومهامه من جديد.
الجيل الجديد الذي يقف على أبواب الأندية الأدبية والأقسام الثقافية في الصحف في العالم العربي ينتظر عناية إلاهية تلطف به ويسهم فيما لديه من طرح معرفي أو إبداعي,, أو تكون هناك هبة أو نحلة أو صدقة تأتي إليه على استحياء لتقدم نفسها باسم (تواصل معنا,,) أما من لم يحالفه الحظ فإن الإشارة بمحاولة التواصل والتزيد من القراءة والاطلاع هي رصاصة الرحمة التي تجهز على رغبته وطموحه المحدود,,إنني أرى بالأدب خيرا ومن حقي هنا أن أتفاءل كما أنني أرى أن الإنسان سيرى الكتاب,, وسيتواصل الإبداع حتى آخر يوم في حياتنا,, لن نرى هؤلاء أهل الشك الذين يصمون الثقافة والأدب بأنها من متعلقات الماضي.
رأيتهم والله العظيم مرة وسمعت هؤلاء القانطين، والمتبرمين، والمثبطين وهم يهيلون التراب على الثقافة المعصوبة ا لعينين بشال أسود,, كان معهم في ذلك الاجتماع غير السري جملة من (الكويتبات),,ليصفوا في هذه الأثناء عدم جدوى الثقافة والكتابة وان البقية من الفلول المهزومة للثقافة سيبتلعون بقايا ألسنتهم ويلحقوا بمن سبقهم في طابور التبرم والتذمر,,والقنوط,, إلا أنني فوجئت,, ويا للهول ان هؤلاء يركضون نحو أي صحيفة جديدة لعلهم يجدون لهم مكان رأي أو زاوية,, رأيتهم يتكاثرون على قطعة (السكر) بهذه الطريقة المفجعة,,هم الآن لا يكتبون عن القنوط وأخواته,, إنما يحاولون بما لديهم من بقايا أوراق التوت أن يستروا جسد الحقيقة,, إلا أنني على يقين مفرط من أنني سأراهم على رصيف مدينة الثقافة,, يثكلون هذا المشهد الذي مروا به قبل عام.
أكرر أملي,, ورؤيتي المتفائلة للإبداع، وللجيل الجديد مهمة شاقة يجب أن يعيها ,, وينطلق بقوة نحو التغيير أولاً,, وليبدأ بما أقوله الآن,.
الأجدى أن نواري بقايا حضور المرحلة المريضة من تجربتنا لعلنا نلحق بركب المعرفة وقافلة الوعي قبل أن تفترس الضباع القافلة، وتصبح طعاما سائغاً للنسبان.
أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved