أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th December,2000العدد:10302الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,رمضان 1421

الثقافية

تداعيات الأنا الحالمة!!
تهاني بنت عبدالكريم المنقور
*** أمسك اليراع بيده المرتجفة,, ليبعثر ضوضاء الصمت بداخله!! ليبعثرها في المدى لعلها تسكن عن الإزعاج المؤلم الصامت,, أو عن الضوضاء الصاخبة,,!!
فمن بين لحظات الحياة المختصرة والمتراكمة بين ثنايا الأيام,, يرسم كتكوت صغير لوحة لزمنه البائس,, يرسمها في ركن خافت النور,, مكتظ الرطوبة,, منقرض الأنفاس!! يرسم لوحة لزمنه,.
بألوان إرهاقات العمر,, وبريشة التعب!!
يرسمها وهو يعلم أنه سيكسرها في النهاية,,!! لكن,.
لا يهمه ما قد يحدث,,!! المهم ما يريده أن يحدث,,!!
(1)
* ليست كل الأحلام تتحقق!!
إذاً,.
لم نحلم,,!؟؟ لم نمارس شقاوة الأمل مع الحياة لرسم حلم جميل سيكون عاثراً ومستحيل الحضور؟!.
ليست كل الأحلام تتحقق!!
ومع ذلك نضاعف من أحلامنا,,!! ومن رسم دروبها وتحديد أمكنتها!! مع أنه لن يكون لها ما رسم ,, وما حدد,,!! بل ستنتهي في نقطة البداية!!
ليست كل الأحلام تتحقق!!
وما الجديد في ذلك؟! فكل الأحلام لا تتحقق!!
(2)
** أصبح الآن,.
الحلم وعدم الحلم سواء,,!!
القمة,, والقاع سواء,,!!
البداية,, والنهاية سواء,,!!
فلم نتعب عقولنا,, أرواحنا,, وقلوبنا,,!!؟ لم نتعبها إذا لم يكن هناك أرض خصبة تعانق بذرة الحلم,,؟! لم الحلم من الأساس؟!
لم نسعى إلى النهاية,, وهي قد تساوت مع البداية,,؟! لم نسعى إلى القمة,, إذا لم يكن بها سوى شمس محرقة,, قد تنجح في إحراق كل شيء!!؟؟
لم نسعى لرسم لوحة جميلة,, بألوان يافعة لحياة قادمة,,بكل إشراقة,,رغم تأكدنا المتيقن بأنه سوف تتلطخ باللون الرمادي؟؟!!
ولم,,؟؟ ولم,,؟؟
أسئلة عديدة,, شاردة بلا إجابات ,,!! تائهة في درب طويل,, لزمن يرفض كل ما لا يريد,,!! ويفرض ما يريد,,!!
يلغي منا (نحن),,ويجعل (أنتم)!!
يلغي منك (أنت),,ويجعلك كما يريدك (هو)!!
زمن,, يحمل واقع,, الحرية تمرد,.
الخيال ,,جنون,.
الحلم,, هذيان,.
والغد الذي تريده أنت,, لا يكون!! رغم أنه يطلبه ويرفضه,,!!
(3)
** بالأمس,.
رأيت حمامة في السماء,, كانت تكافح من أجل حلمها الصغير (البقاء),, فكان لحلمها البقاء!!
حينها تمنيت لوكنت حمامة,,!!
أتعلمون لم؟!
حتى تكون اهتماماتي صغيرة,,وآلامي أصغر,, وحزني صغيراً جداً,, وفرحي يكون أكبر من الكبير بالشيء الصغير!!
حتى لا يكون لي حلم عاثر,.
ولا حلم مسجى بدماء الألم,.
ولا آخر,, منكسر الخطى,.
حتى لا يكون للحزن مساحات بداخلي!!
(4)
* سأنام الآن,.
سأضع رأسي على وسادتي,, وسأحلم بحريتي,, بكامل الحرية!!
فلا تنازلات,.
لا تضحيات,.
من أجل واقع مكابر,,!!
** لن أنام الآن,.
فقد تراجعت عن ذلك,,!!
فربما أحلم,,!!ولو حلمت ,, وحلمت,,وحلمت,.
ربما تكون أحلامي بالأبيض والأسود!! أو تكون بالرمادي,,!!
وأنا لا أريدها هكذا,, أريدها ,, بألوان الربيع,,ودفء الشتاء,, وقوة الصيف وشموخ الخريف,,!!
** إليك حقيبتي ,.
أيتها الراكنة هناك,.
في ذاك الركن البائس من صومعتي ,, إليك خطوط أحلامي,, على مساحات الحياة,, خبئيها,, عن ذلك المدعو (بالزمن),,!!
خبئيها عنه,, لأنه يبحث عن الأجنة اليافعة,, فيغتالها بلا رحمة!!
احفظيها لديك إلى حين,, إلى أجل,, غير مسمى!!
فربما,, بممحاة أمحيها,, وربما بقلم أكمل خطوطها!!
إلى ذلك الحين القادم,, لنا لقاء ,, حقيبتي!!
** أنفاس عذبة ل (د, فهد المغلوث):
هل هناك أقسى من أن تتخلى عن سعادتك بنفسك؟
أن تتنازل عن حلمك وهو بين يديك؟

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved