أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th December,2000العدد:10302الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,رمضان 1421

الثقافية

انطلاقة مباركة لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية
د, عبدالعزيز بن صالح بن سلمة
ذلك الحفل الجميل الذي رعاه سمو أمير منطقة الرياض خرج على أروع صورة واتسم بالوقار والهيبة, وغلبت على فقراته عاطفة قوية تجلت في حديث سمو الأمير سلمان وبقية المتحدثين، الى جانب الحضور الذين كانت قلوبهم قبل آذانهم تتابع بتركيز متناه كل كلمة قيلت من بداية الحفل الى نهايته.
لقد تجسد الوفاء في ذلك الحفل الرائع التنظيم في شهر رمضان المبارك, ولو اتيحت فرصة الحديث لكل من عمل مع حمد الجاسر أو عرفه حق المعرفة لربما استمر الحفل أسبوعاً من دون ان تنتهي الكلمات الصادقة والعبارات المؤثرة التي قد تختزل عشرات السنين من وصف لجهاد رجل عمل وكافح وتحمل في سبيل تحقيق هدف سام لابد للأمم والشعوب التي تتطلع للقوة والكرامة والاعتماد على النفس من الوصول اليه أو الاقتراب منه: الوصول الى مستوى من الوعي والادراك لا تنفع امكانات ولا جهود ولا حركة من دونه, بدون هذا الوعي الذي يكاد يكون غير متناه ستثمر الجهود ولكن من دون تحقيق الأهداف الكبيرة والطموحة التي ينشدها المشرفون عليها, هذه كانت كلمة حمد الجاسر التي ظل يرددها طوال عمره لكل من سأله عن الدافع لتلك المبادرات الكبيرة التي قام بها في ظروف صعبة وبإمكانات متواضعة قدر للكثير منها ان تحظى بدعم وتشجيع مؤسس هذه البلاد يرحمه الله وأبنائه البررة من بعده.
وكان لعدد من الذين عاضدوه في مشواره الحافل بالانجازات المباركة دور يشكر ويذكر في تثمير تلك الجهود، وأغلبهم في هذه الأيام يحجم عن الحديث والتعريف بما قدم من عرق وجهد، من منطلق ان ما أصابه من سعادة ورضا بتكلل تلك الجهود بالتوفيق هو غاية مبتغاه.
نريد لهذه المؤسسة أن تسير على طريق الوعي الذي اختطه الراحل الكبير رحمه الله، والذي شجع عليه أولو الأمر وبذلوا الكثير وما زالوا في سبيل الوصول اليه.
ومن ميزات الشيخ حمد الجاسر التي نتمنى على هذه المؤسسة استلهامها الاهتمام باللب قبل المظهر، وقول الحق والبعد عن المجاملة الا في مكانها، وان تشيع بين أعضائها روح وعقلية فريق العمل الذي يعمل يداً واحدة وينفر من الفردية والتميز على حساب الآخرين.
وقد أحسن رئيس هذه المؤسسة في التأكيد في كلمته البليغة على ان عضويتها ليست مقصورة على الأعضاء الحاليين وهم من هم بتميز عطائهم ورقي فكرهم، وعلى انها مفتوحة العضوية لكل من وجد في نفسه الكفاءة للاسهام في مواصلة عطاء شيخنا وعلامتنا الراحل ليستمر هذا العطاء داعماً لنهضة ورقي هذا البلد المبارك.
* الغرفة التجارية الصناعية بالرياض قامت بدور ريادي في احتضان نواة مؤسسة حمد الجاسر الخيرية وهذا دور تشكر عليه ويذكر لها, لكن يجب أن لا تحرم الغرفة التجارية الصناعية في بقية مناطق المملكة في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية وغيرها، وكذلك النوادي الأدبية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة والدمام وأبها وبقية الأندية، يجب أن لا تحرم هذه الغرفة التجارية الصناعية والنوادي الأدبية من فرصة المشاركة الفاعلة في تعضيد هذه المؤسسة الوطنية مادياً ومعنوياً, بل أقول ان على هذه الغرف التجارية الصناعية والنوادي الأدبية ان لا تنتظر حتى يوعز اليها من قبل الكتاب في صحفنا بالقيام بما يجب أن تقوم به بدافع ذاتي منها, لا عذر لأي مؤسسة وطنية قادرة في التأخر عن القيام بواجب يفرضه عليها انتماؤها الى بلاد كريمة تقدر اسهامات روادها وشعب ينظر اليه على انه رمز للوفاء والأصالة,,.
* الكاتب المعروف محمد رضا نصرالله قام بجهود مشكورة في تسليط الضوء على مكانة الشيخ حمد الجاسر وبذل من قلمه الكثير للتعريف بجوانب مضيئة من شخصيته الفريدة التي يعرفها محبوه والمتابعون لمسيرته, ولكن ليعذرني كاتبنا العزيز، الذي نسعد بجهوده ونتابع مقالاته الجميلة، في التعليق على فقرة وردت في مقاله الموفق وعنوانه: سلمان الأعرق صلة بالشيخ الرياض 9/9/1421ه .
وتقول هذه الفقرة الأخيرة من مقاله ان فكرة انشاء المؤسسة التي تحمل اسم الشيخ الجاسر ما كان لها أن تكبر وتصبح وليداً! ,,, لولا وقفة الأمير سلمان التي شجعت أصدقاء حمد الجاسر وتلامذته ومريديه,, للالتئام في لجنة تأسيسية، ضمت أبرز الأكاديميين والمثقفين السعوديين في منطقة الرياض,,, والحق أقول اني تمنيت عليه لو انه ذكر انها ضمت بعضاً من أبرز المثقفين والأكاديميين السعوديين في منطقة الرياض,, ولا أخال ان نية الكاتب الكريم كانت استخدام أفعل التفضيل بطريقة الحصر الا لظروف تتعلق بحرصه على تزامن نشر المقال مع ذلك الحدث الرائع المثلج للصدر, وجل من لا يخطىء, وليعلم الأخ الكريم انه لو لم يكن من بين الذين يحرص الكثيرون على قراءة ما يسطرونه لما كلف قراء من حين لآخر أنفسهم بتوجيه ملاحظات أخوية قد تجلب الامتعاض أحياناً عوضاً عن الاستحسان, وربما أقول من خلال قراءتي لنتاج الشيخ حمد الجاسر أثناء مشواره الصحفي الحافل انه طالما اعترف بمواقع الزلل والخطأ الذي يصاحب كل انسان يعمل، ولعل عضده الأيمن وملازمه الوفي في فترة السبعينيات الهجرية وما بعدها الأستاذ عمران بن محمد العمران يروي لأعضاء اللجنة التأسيسية القصص العديدة التي تشهد على ذلك.
أمر آخر ربما يغيب عن أذهان البعض أحياناً، وهو ان الشيخ حمد الجاسر كان تجسيداً للوطنية بأسمى معانيها، رغم انه لم يطنطن بها وعذراً لاستخدام هذه العبارة العامية ولم يزايد في استخدامها على أحد صغر أو كبر,, لم يكن يستخدم شعار الوطنية لتلميع الذات وتحقيق مكاسب لا يكون مردودها لبلاده وأمته أولاً وأخيراً, كان يمقت الاقليمية النتنة وفي الوقت نفسه يعتز بدينه وببلاده وبشخصه ويعتد بنفسه ومن دون كبرياء أو ترفع عن الناس، بدليل بساطته وسهولة وصول الناس اليه في منزله وأثناء اقامته وخلال زياراته خارج المملكة, فأرجو ان تسود هذه الروح عمل هذه المؤسسة المباركة ان شاء الله وأن يسهم فيها كافة أبناء المملكة ذوي الرغبة والقدرة والمستوى العلمي والثقافي الرفيع، ولم لا تسهم فيها أيضاً شخصيات معترف بخلقها وعطائها من خارج المملكة أيضاً، ولو في السنوات الأولى من عمرها؟!
لست معاذ الله في معرض من يعطي الدروس والتوجيه، بل هو حق للشيخ الجاسر أن نقول عنه ما تعلمناه منه وحري بهذه المؤسسة أن تكون الأبرز من بين المؤسسات العديدة في المنطقة العربية وغيرها, وسوف يتحقق هذا ان شاء الله بجهود الجميع.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved