أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th December,2000العدد:10302الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,رمضان 1421

محليــات

مستعجل
رمضان,, وكل من منظوره,,!
عبد الرحمن السماري
** التعامل مع شهر رمضان بخفة,, هي سمة البعض,, لأنهم يعتقدون أن شهر رمضان شهر يناسبه الخفيف ,, ولأن الصائم لا يريد الأشياء الثقيلة المتعبة,, ولا يريد أن يتعب أو يعمل أو يعطي أو يركز,, لأنه صائم.
** هكذا يتصورون,, لذلك,, تحولت الأسواق إلىدعوات عامة للتسوق والتخفيضات والتبضع,, ودعوات للمشاركة في الجوائز والسحوبات,, لأن المطلوب من الإنسان أن يتحرر من كل أعماله ومشغولياته ومسئولياته,, ويحضر لهذه الأسواق ليشارك في السحوبات والجوائز بعد أن يملا سيارته بالبضائع,, فلعل وعسى أن يفوز بإحدى الجوائز التي قد حُدد سلفاً من هم أصحابها إلا ما ندر .
** وفي شهر رمضان,, تمتلىء الصحف وتمتلىء لوحات الشوارع,, وتمتلىء واجهات المحلات بالدعايات والإعلانات بأشكالها وألوانها واصنافها,, وكلها دعوات للمشاركة في هذه الحملات التي تستهدف في الظاهر,, الترويح عنك في هذا الشهر,, وتستهدف حسب مخططات هؤلاء,, شفط كل ما في جيبك,, ولأن كلا الخيارين سيء,, ولأن رمضان ليس شهر ترويح وخفة,, بل شهر عبادة وعمل,, ولا نرضى ايضا,, ان يشفط ما في جيوبنا بهذه البساطة.
** قد يقول قائل,, إن ما في اسواقنا من نشاط وحركة دائبة وعمل,, فرضته حالة الاقتصاد الزاهرة التي تشهدها بلادنا في كل وقت بفضل الله,, ونقول,, ليكن ذلك,, وليكن التسوق ولكن,, ليكن لرمضان وضع آخر,, بدلاً من تحويل رمضان إلى شهر اعلانات ودعايات وتخفيضات ووسائل جذب للمستهلك.
** وفي المحطات الفضائية وإن كنا لا نشره عليها استعدادات مسبقة لرمضان,, بالبرامج والمسرحيات والمسلسلات والمواد الترفيهية,, فمنها السيء جداً,, ومنها المصيبة,, ومنها الكارثة,, ومنها ومنها,, ويندر أن تجد برنامجاً معقولاً,, إلا إذا كان لقاء مع شيخ وقور,, واحياناً يشطح ويدخلك في مشكلات ودوامة تتمنى الخروج,, كأن يبيح كشف الوجه أو يبيح لك سماع بعض ما تستلذ له من الموسيقى العذبة؟!! أو يشكك في ثوابتك,, وفي كلا الحالات لن تسلم,.
** لقد سبق رمضان استعدادات على كافة الاصعدة والمجالات عند هؤلاء الذين نظروا إلى رمضان بمعيارهم.
** ولكن,, لو ذهبت إلى مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات ومكاتب الدعوة والارشاد ومكاتب المؤسسات والهيئات الاسلامية,, كرابطة العالم الاسلامي وهيئة الاغاثة الاسلامية والندوة العالمية للشباب الاسلامي وما شاكلها من الهيئات والمؤسسات,, لوجدت ان هناك استعداداً آخر,, وعملاً آخر,, وجهداً آخر,, لكنه هنا,, جهد يثلج الصدر,, ويبهج الخاطر تقول هنا رمضان .
** إن العمل داخل مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات لوحده,, يجعلك تستشعر رمضان.
** محاضرات,, وندوات,, وكتيبات,, ونشرات,, ومخيمات لتفطير الصائمين,, ومتابعة للمسلمين الجدد,, ودعوة لغير المسلمين,, وشباب هناك يعملون ليل نهار وببلاش يعني,, لا خارج دوام,, ولا انتداب,, ولا مكافآت,, ولا عشرة آلاف ريال مقابل الجلسة الواحدة.
** وهكذا هو العمل في مرافق أخرى داخل المدن والقرى.
** عمل يحسسك بأهمية وقدسية رمضان,, ومكانة هذا الشهر العظيم.
** أما لو بقيت في المسجد بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة العصر,, والتفت يميناً وشمالاً,, لوجدت العشرات يقرأون القرآن بصوت يبعث فيك السعادة,, وكأنه يقول,, هذا,, هو رمضان.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved