أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th December,2000العدد:10302الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

المرأة ومسؤوليتها في شهر رمضان
إن المسلم بصيامه في رمضان يستعلي بإرادته الإيمانية على مطالب الحياة المادية، ويجب على الصائمين حفظ صيامهم بالإمساك عما نهى الله عنه من زلات اللسان والابتعاد عن اتباع البدع والتبذير حتى لا يفسد صومهم.
وتحقق فرائض الإسلام اهدافها في سلوك المسلم إذا أحسن اداءها وتدبر اسرارها ووقف عند معانيها حيث يفطم الصائم نفسه عن الطعام والشراب والشهوات فيستعلي بإرادته الإيمانية على مطالب الحياة المادية، وتتحرك مشاعر الرحمة في نفسه نحو المعوزين جودا وسخاء، ويحفظ صيامه مما يخدشه، كالفحش واللغو، فالصيام كذلك إمساك عما نهى الله عنه من زلات اللسان ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك احد او جهل عليك فقل اني صائم إني صائم, وفي الحديث الآخر، من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه ويقول صلى الله عليه وسلم: كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .
ولا يخفى على أحد ما يضيفه شهر رمضان المبارك على المسلمين من روحانية تجعلهم يقبلون على الخير بشتى أنواعه، وتصغي آذانهم للمواعظ، ويفدون رجالاً ونساءً على المساجد في حشود لأداء الصلوات المفروضة وصلاة التراويح والقيام مما يجعل الفرصة سانحة أمام الأئمة والخطباء والدعاة الى الله لنشر الخير والفضيلة.
وتتهيأ النفس البشرية لقبول الموعظة إذا تهيأ لها المناخ الصالح، فتقع الموعظة موقعها، ويعظم أثرها في النفس ومناخ شهر رمضان في صيام نهاره وقيام ليله، والإقبال على قراءة القرآن وذكر الله خير مناخ يجلو صدأ النفوس ويعيد إليها صفاء فطرتها ونقاء سريرتها فتتلقى ما يوجه إليها من نصح بقبول حسن,وفي هذا الموقف الطيب يجب ان لا ننسى ما للمرأة المسلمة من مسؤوليات كبيرة في رمضان تجاه اسرتها عموماً، وأطفالها على وجه الخصوص، فالمرأة المسلمة هي ربة البيت ومنظمة شؤونه والقائمة على إدارته التي تتعهد اطفالها وترعى احوالهم وفي ضوء أهداف الصيام ومناخ شهر رمضان تزداد حيوية ونشاطاً في الإشراف على المنزل ورعاية الأطفال ولا سيما الذين لا يصومون لصغرهم فتجنبهم السهر ليلاً، وتحافظ على نظامهم المعتاد في طعامهم وشرابهم ونومهم ويقظتهم وأداء واجباتهم الدراسية,إن الله سبحانه وتعالى نهى عن الإسراف والتبذير في الأطعمة والأشربة والتباهي بها فهناك أكلات خاصة لشهر رمضان وأنواع من الحلوى والمشروبات وترهق الأسرة نفسها وتستدين لتوفير ذلك ويضر بميزانية الأسرة ضرراً بالغاً.
إن الحفاوة بشهر رمضان المبارك بالحفاظ على سنن الصيام وآدابه، والإقبال على العبادة وقراة القرآن، والتذكير بالمواعظ والنصائح والتماس المغفرة والثواب والأجر من الله وذلك يكون في الاتباع لا الابتداع وفي الاعتدال لا التبذير,إن من أخص آداب الصيام وآثاره الجود ومدارسة القرآن فهما آكد في رمضان عن غيره لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة.
والله ولي التوفيق.
سراب عبدالرحمن
سدير

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved