أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th December,2000العدد:10306الطبعةالاولـيالسبت 20 ,رمضان 1421

مقـالات

الرئيس نواز شريف
منى عبد الله الذكير *
* لا أدري لماذا أسعدني جداً خبر وصول رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف إلى المملكة العربية السعودية؟ كنت أتابع إنجازات السيد نواز منذ سنوات وخصوصاً بعد أن رد على التفجيرات النووية الهندية بتفجيرات مثلها, منذ ذلك الوقت لفت نظر الكثيرين وأثبت أنه غير عادي, والمملكة ليس بغريب عليها حسن التعامل وطيب الاستقبال بأي ضيف وخصوصاً إذا كان بحجم السيد نواز شريف الذي يشدك إليه التهذيب العالي الذي تتسم به تصرفاته ولفتاته في المحافل الدولية، والطيبة والرقي المرتسمان على محياه، وأثبتت المملكة جدوى التعاون والتكامل بين الدول الإسلامية كافة, عندما سجن رئيس وزراء باكستان قبل أكثر من عام، وتعرض لمحنة المحاكمات والتلويح بالإعدام,, ولكن الله سبحانه لطف وخرج نواز شريف سالماً إن شاء الله ونتمنى له الصحة, لقد كان توقيت تسلم السيد نواز سدة الحكم في باكستان في سنوات عصيبة, لقد كانت الحرب على أشدها بين الجيش الباكستاني والجيش الهندي بسبب مشكلة كشمير التي لم تهدأ منذ عام 1947م, فبعد استغلال الهند من بريطانيا في ذلك العام دعي غالبية المسلمين في الهند إلى الاستقلال بدولة تضمهم وكان أن تم تقسيم الهند إلى الجزء الأكبر وهو الآن دولة الهند والغالبية من السكان هندوس، وجزء صغير هو دولة باكستان وتضم الغالبية المسلمة,, ولكن في عام 1959م انفصلت باكستان الشرقية وعُرفت فيما بعد باسم بنغلاديش واستمر الصراع حول منطقة كشمير الشمالية والتي تتمتع بطبيعة خلابة وثروات معدنية كبيرة وجبال ساحرة,, وفي عام 1972م وقع رئيس الوزراء الباكستاني السابق ذو الفقار علي بوتو والد رئيسة الوزراء المخلوعة بنازير بوتو ,, وقع اتفاقية سلام مع السيدة أنديرا غاندي عندما كانت رئيسة وزراء الهند حينذاك, وبالفعل مرت المنطقة بفترة هدوء إلى أن أعدم علي بوتو وهذا ما أفزعني عند محاكمة الرئيس نواز شريف وخشيت تكرار المأساة التي تركت باكستان منذ ذلك الحين في غليان شعبي لم يهدأ حتى الآن وكأنما لعنة صبت حممها على ذلك البلد الذي تكون من دعوة شاعر هو المبدع العظيم محمد إقبال شاعر الإسلام حين نادى بوجوب إقامة وطن للمسلمين في قلب بحر هائج من الديانات والمذاهب المتلاطمة في شبه قارة الهند وعدد سكانها اكثر من مليار إنسان، والسيد نواز شريف تسلم رئاسة الوزراء وسط رياح عاتية سياسية واجتماعية وفي محيط من المشكلات لا حدود لها ولكنه استطاع السير على حبل من النار بكل مقدرة,, وظلت مشكلة كشمير تؤرقهُ وفي عام 1998م استطاع التوصل الىمحادثات سلام بشأن كشمير مع نظيره الهندي فاجبابي وعام 1999م وقع فاجبابي مع السيد شريف معاهدة سلام بذلك الشأن بين البلدين.
وظلت المناوشات العسكرية بينهما,, عندما أجرت الهند قبل ذلك سلسلة من التفجيرات النووية قريباً من الحدود الباكستانية ردت الأخيرة بستة تفجيرات نووية كنوع من استعراض القوة وبأن البلد المسلم ليس ضعيفاً ويستطيع الدفاع عن نفسه وكان ذلك إيذاناً بفرض قواعد جديدة,, وتوازنات محسوبة، وارتفعت آفاق التسلح بين البلدين كثيراً.
ما حدث في السنتين الأخيرتين، وما تعرض له السيد نواز شريف يدل كثيراً على شجاعته وذكائه,, وكما ان السياسة لا أمان لها، كذلك ميزان القوى سواء العسكرية أو الاقتصادية أو العلمية في حاجة لقدرات ضخمة وأعباء كبيرة للأسف ترزح تحت ثقلها باكستان بشكل عميق,, فهي دولة وليدة بدأت في بناء نفسها من الصفر وهذا جهد يُحسب لها.
فأهلا بالرئيس نواز شريف وأسرته، في المملكة العربية السعودية أرض الإسلام والخير والقيم.
المنامة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved