أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th December,2000العدد:10306الطبعةالاولـيالسبت 20 ,رمضان 1421

مقـالات

مداد العقل
دار الأعلام
د , سليمان الرحيلي
فقد مجتمعنا خلال هذا العام عددا من الأعلام الذين أثروا حضارته ومسيرته مثل الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ حمد الجاسر والفريق يحيى المعلمي يرحمهم الله وعلى الرغم من الزخم الإعلامي والنشاط الثقافي الذي واكب غيابهم ثم توقف أو كاد والسؤال ثم ماذا بعد ان هؤلاء الأعلام هم صوى على الطريق وعلامات مضيئة ومنارات شامخة في تاريخ هذا المجتمع الحديث وحضارته الصامدة في هذا العصر في وقت اهتزت أو تأثرت فيه حضارات مجتمعات أخرى ولكن مجتمعنا سيظل يذكر هؤلاء العلماء وأمثالهم في مثل هذه الظروف والمتغيرات الحضارية.
وكما فقد هؤلاء فإنه فقد غيرهم وسيفقد آخرين فهذه سنة الحياة وسيظل كثيرون يطالبون بأعمال تحمل أسماء هؤلاء وتخلد ذكراهم في المجتمع أو تحول دورهم أو تبنى اخرى وتكون منارات علم يواصل حمل رسالة أولئك ويضم مكتباتهم ويحفظ آثارهم ويحكي سيرتهم العطرة وعصاميتهم الفذة ونبوغهم الفذ في مجالاتهم واهتماماتهم الكبيرة.
ولكن هل ترانا فاعلين أعمالا بعدد هؤلاء وغيرهم من السابقين واللاحقين؟,, نعم ذلك ممكن ولكن الموضوعية والواقع ان ذلك لن يكون أو سيستغرق زمنا طويلا من حيث الإعداد والتوزيع والتنفيذ والتهيئة ولذلك فإنني أقدم اقتراحا بإنشاء دار للأعلام في العاصمة المتألقة الرياض على هيئة أجنحة كل جناح يخصص لأحد هؤلاء العلماء والأعلام وغيرهم ممن قضى نحبه أو ينتظر تكون إحدى دور الرياض البارزة ومعالمها الحضارية والعمرانية تسر الناظرين من باحثين ومشاهدين وزوار من الداخل والخارج من رجال ونساء ضيوفا وطلابا في الحاضر والمستقبل في مكان واحد بدل تعدد الدور وتوزع الأمكنة وبعد المسافات وتغير الزمن والاهتمام.
ولن تلغي دار الأعلام هذه تخليد هؤلاء وحفر اسمائهم أو اطلاقها على مدرجات جامعية أو شوارع رئيسية في المدن الكبيرة ولاسيما تلك التي نشأوا فيها أو خدموها أو أفنوا أعمارهم في دراسة تاريخها إذ لا تعارض بين هذا وذاك فهؤلاء وأمثالهم يستحقون أكثر، ثم إن كلا من هذه الأعمال له مجاله ومكانه المختلف ويبقى أولا وأخيرا حجم الوفاء نحو هؤلاء ومدى وعي مجتمعهم الحضاري بسمو الرسالة التي كانوا يحملونها والجهد والعمر الذي أفنوه في سبيلها يأتي كل ذلك نحوهم وفي حقهم وقد ترجلوا الآن وتركوا له تقدير ما يثبت وعيه الحضاري نحو أعلامه من عدمه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved